يتوافد قرابة 2000 لاجئ يومياً، إلى سواحل اليونان، منذ بداية 2016. بهذه الوتيرة، سيرتفع عدد الواصلين إلى ذلك البلد إلى مليون شخص منتصف مارس، حسب المنظمة العالمية للهجرة. الأطفال والنساء يزدادون باضطراد بين صفوف العابرين الذين ينتظرون بضعة أيام على الشواطئ التركية، ثم يجتازون البحر إلى الشط المقابل. خطورة الانقلاب والغرق تتضاعف كون عدد الركاب أكبر من سعة المركب، وفي الظروف الجوية السيئة. حسب المنظمة العالمية للهجرة، وصل هذا العام قرابة 130 ألفاً، إلى اليونان وإيطاليا عبر البحر. غرق أو اختفى منهم 418. تتفوق اليونان على إيطاليا بالأعداد بفارق كبير. نظراً لخطورة الرحلة من ليبيا إلى إيطاليا مقارنة ببحر إيجة. رغم انخفاض عدد الغرقى منذ بداية 2016، نسبة إلى الفترة نفسها من العام الماضي، فإن عدد االأطفال الغرقى ازداد. حيث وصل إلى 77 طفلاً، أي أكثر من طفل واحد في اليوم. تستمر المأساة رغم موافقة تركيا على مساعدة الاتحاد الأوروبي لمواجهة أزمة الهجرة غير المسبوقة على أرضها منذ 1945. ألمانيا التي تشكل الوجهة الأولى للاجئين، تحاول إيقاف تدفق اللاجئين عبر تركيا. بهذا الشأن، قابلت المستشارة الألمانية ميركل أحمد داوود أوغلو في الـ 8 من فبراير في أنقرة. في الـ 11 من فبراير، اتفق 28 وزير دفاع من حلف الناتو على تنفيذ عملية لمراقبة بحر إيجة. يقول ينس ستولتنبرغ، السكرتير العام للناتو: ليس الهدف إيقاف أو إعادة قوارب اللاجئين. الناتو سيقدم معلومات حساسة ومراقبة ليساعد في إيقاف تهريب البشر والشبكات الإجرامية. مهمة الناتو ستكون بالتعاون مع حرس الحدود التركي. لكن حتى الآن، لم تنتشر القطع البحرية الثلاث التي أرسلها الناتو، بسبب عدم موافقة أنقرة. فمسألة مناطق التنفيذ حساسة للغاية بين تركيا واليونان، كون بعض الشواطئ قريبة جداً، لبضع كيلومترات فقط. بول ماكدويل يورونيوز: ينضم إلينا بروس ريد، المدير التنفيذي للاتحاد الدولي للإنقاذ البحري. سيد ريد، أرجو أن تعطينا فكرة عن التحديات الخاصة بفرق البحث والإنقاذ في جنوب وشرق المتوسط. بروس ريد: أعتقد بأن ما نرى في المتوسط حالياً، ليس له سابق فيما يخص البحث والإنقاذ البحري. فهناك عدد كبير من الأشخاص الذين يريدون عبور الماء بقوارب غير متوازنة، غالباً ما يكون حملها زائداً. مما يجعل جهود المنقذين في ذروتها. يورونيوز: تريدون مساعدة الحكومات والوكالات للتطور وضم الإنقاذ الاحتياطي وزيادة القدرات. وسيتم ذلك طبعاً بشكل قانوني. فما هي الصعوبات؟ بروس ريد: القضية الأساسية هي الحاجة إلى معرفة الجميع بشكل خاص المنظمات غير الحكومية التي تتجه إلى تلك المياه، أن البلد هي المسؤولة عن تلك المياه. إنهم يتحملون مسؤولية البحث والإنقاذ والمجال البحري. بذلك، كل نشاط نقوم به يحتاج إلى تنسيق مع تلك الجهات. وهذا ما نعمل عليه مع المنظمات، لنتأكد من انهم يتواصلون بشكل جيد مثلاً مع حرس الشواطئ اليوناني الذين يعون ما يفعلون. إنهم مسرورون لأنهم يقومون بذلك بشكل مهني، وذلك هو الطريق. نحتاج للتأكد من أن المنقذين يبقون آمنين وكذلك من يقومون بإنقاذه. يورونيوز: هناك الكثير من الحديث عن وجوب تركيز الموارد على حل المشكلة في مصدرها. بروس ريد: مهمتنا هو أن نتأكد إذا كان أولئك الناس يستمرون في عبور المياه. ونتوقع أن يكون عددهم عبر بحر إيجة مليوناً هذا العام. نريد التأكد من أننا قادرون على تلبية حاجة أولئك. لذلك، نقوم بمهمتنا، مع المنظمات، للمساعدة في تطوير فرق الإنقاذ اليونانية. نبحث عن قرابة 10 إلى 12 قارباً كهبة للاثني عشر شهراً القادمين مع التدريب والطاقم. كي تتمكن الفرق من تلبية الحاجة. يورونيوز: مع صور شبه يومية، لما يحصل على حدود اليونان، وفي كاليه أيضاً، هل صارت مشكلة أولئك الذين يحاولون عبور البحر خارج الخطط؟ بروس ريد: إنه الخطر الأكبر هنا الآن. أنت محق. نحن لا نسمع عمن ينقَذون في البحر المتوسط. يجب أن نحافظ على تركيزنا. وتلك هي فائدة التعاون مع منظماتنا التي تستطيع الذهاب وتوفير القدرة على البحث والإنقاذ هناك. إن لم نفعل ذلك، وإن لم نحافظ على معرفتنا لما يجري هناك، سيلتفت الإعلام إلى قضايا أخرى. وستستمر هذه المأساة. لذا، علينا التأكد من استمرار التركيز على العمل الذي يقدم هناك، والحاجة لاستمرار الجهود لبناء قدرة طواقم الإنقاذ في بحر إيجة والمياه الليبية. وإلا فسيسقط أولئك الناس في النسيان. هناك الكثير ممن يفارقون الحياة وهم يعبرون. يورونيوز: بروس ريد، شكراً جزيلاً لانضمامك إلينا.
مشاركة :