توجت وزارة الثقافة والإعلام الشاعر جاسم الصحيح أخيراً بجائزتها عن أعماله الشعرية، وقد التهبت مواقع التواصل الاجتماعي بعد أن أعلن الدكتور خالد الرفاعي أن اسم جاسم ضمن لجنة اختيار المكرمين، وفوزه أيضاً بالجائزة، فبادرت «عكاظ» بإجراء هذا الحوار: • نبارك لك الفوز بهذه الجائزة، وماذا تقول في هذه المناسبة؟ •• أولا، أتقدم بالشكر الجزيل إلى وزارة الثقافة والإعلام على هذا التكريم، وأعتقد أنه تتويج لمرحلة شعرية امتدت ما يقارب 30 عاما من الكتابة الإبداعية في مجال الشعر بالتحديد، إضافة إلى ذلك هو تتويج لحضوري الكثير على مدى تلك السنوات في المهرجانات الوطنية والشعرية والثقافية.. فشكرا للوزارة على هذا التتويج. بالنسبة لي، اعتبر هذه الجائزة محطة أتزود منها بالوقود وانطلق لمواصلة الرحلة التي لا تنتهي، لأن رحلتنا مع الشعر هي رحلتنا في الحياة مع الحلم وليس للحلم نهاية. • ما هو موقفكم من الجوائز في دعمها للحركة الأدبية بالمملكة؟ •• الجوائز سلاح ذو حدين، فهي قادرة على أن تدفعنا إلى الأمام، كما أنها قادرة على أن تقتلنا.. وهذا كله يعتمد على وعي المبدع في التعامل مع الجائزة. وجود الجوائز مهم لأنها بكل تأكيد أداة مهمة من أدوات التشجيع والدعم، ولكن يبقى علينا نحن العاملين في حقول الإبداع أن نحسن التعامل مع كل جائزة نفوز بها. • هل تكريمكم هو محاولة لإعادة الشعر إلى مكانته بعد تراجعه في ظل تصاعد الأجناس الأخرى وخصوصاً الرواية؟ •• أعتقد أن هدف الوزارة من تكريمي هو تكريم الثقافة والإبداع بغض النظر عن الجنس الأدبي الذي أنتمي إليه.. كما أعتقد أن الشعر لا يتراجع بقدر ما يتسلل إلى الأشكال الإبداعية الأخرى ويحتلها. إضافة إلى أن الحقيقة تقول إن الشعر يبقى حالة نخبوية في نهاية المطاف رغم كل المحاولات لجعله زادا يوميا لعامة الناس. • كيف ترى الشعر العمودي وأنتم من عمالقته في السعودية أمام تألق قصيدة النثر؟ •• أعتقد أنه خلال العقدين الماضيين استطاع شعراء القصيدة التناظرية أن يضخوا الكثير من الضوء في العمود الشعري وأن يزيدوا إنارته بعد أن كادت تختفي.. هذا الأمر حدث في كل أنحاء الوطن العربي، واستطاعت القصيدة العمودية أن تكتسب ألقا ووهجا وإضاءة.. الآن ونحن في عصر ما بعد الحداثة، لم يعد الحديث عن الأشكال الشعري يثير شهية الحبر للتدفق لأنّ الزمن تجاوز هذه الجدلية واستطاعت كل الأشكال أن تثبت أقدامها وتشد جذورها في أرضية المشهد. • كيف يرى الشاعر جاسم الصحيح ما يتداوله المثقفون من أنه فائز بالجائزة وعضو ولجنة تحكيم؟ •• سؤال غريب؟ كيف يمكن أن أكون عضوا في لجنة التحكيم ومتسابقا في آن واحد؟! مستحيل طبعا، أنا متسابق مثل أي متسابق من الأدباء والشعراء السعوديين. وليس هناك علاقة بين اللجنة الثقافية التي تنظم فعاليات المعرض وأنشطته وبين لجنة التحكيم في مسابقة الوزارة.. فأنا شخصيا لا أعرف لجنة التحكيم ولا أعرف من هو المشرف على المسابقة. لقد قدمت على المسابقة كما أقدم عليها كل عام سابق. أكرر وأقول إن السؤال غريب وإن إثارته ليست في مكانها لأنها لا تخلو من تهمة إذا لم تكن إدانة. الخلاصة أرجو عدم خلط الأوراق بين مسابقة الوزارة وبين وجودي في اللجنة الثقافية الخاصة بفعاليات المعرض وأنشطته.