مركز الحفية ينضم لحماة التنوع الحيوي في جبال الحجر

  • 3/9/2016
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

يعتبر مركز الحفية لصون البيئة الجبلية، الذي افتتحه صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، الأحد الماضي، باكورة مراكز التعلم البيئية والعروض الحية، وإحدى مفردات مشروع كلباء للسياحة البيئية، الأضخم من نوعه على مستوى الدولة، الذي يأتي ضمن مبادرات صاحب السمو حاكم الشارقة. وتتشارك في تنفيذ المشروع، هيئة الشارقة للاستثمار والتطوير شروق، بالتعاون مع هيئة البيئة والمحميات الطبيعية. ويهدف إلى الاستفادة من تنوع المناطق الطبيعية، التي تشكل موطناً لمجموعة غنية من الحياة البرية على الساحل الشرقي للإمارة، حيث يلتقي المحيط الهندي بالشاطئ، ما يسمح بتكون البحيرات وأشجار القرم. وعند الانتقال إلى المناطق الداخلية، يتحول المشهد إلى غابات ثم جبال. لذا، يعمل النطاق الجغرافي على خلق منطقة حيوية بيئية فريدة وغنية بالحياة النباتية والحيوانية المتنوعة. يحتضن المشروع، إضافة إلى مركزي صون البيئة الجبلية والطيور الجارحة، مركزاً لإعادة تأهيل السلاحف، المزمع إنشاؤه لإيواء سلاحف كلباء البحرية الخضراء ضخمة الرأس صقرية المنقار، ويدعم المركز خدمات الرعاية الطارئة والبحوث والمراقبة والعلاج طويل الأجل، ويتيح الفرصة للزوار لمشاهدة السلاحف أثناء وضع البيض في كلباء. ويضطلع مركز الحفية لصون البيئة الجبلية، بالعديد من المهام الرامية للحفاظ على البيئة والتنوع الحيوي بمنطقة سلسلة جبال الحجر، وإبرازه، عبر تأهيل الحيوانات الأصيلة التي تنتمي إلى المنطقة الشرقية من الشارقة، إضافة إلى دور المركز التعليمي عبر الأبحاث المتخصصة، فضلاً عن توفير البيئة المثالية والطبيعية ومقومات الحياة الأصلية للحيوانات التي يضمها، وهو أحد المتنفسات الطبيعية لسكّان وزوّار مدينة كلباء، إذ تقرّب البيئة المحيطة، بمعالمها ومناظرها الطبيعية، الزائر إلى الحياة البرية في الجبال، وتلقى الضوء على ثقافة المنطقة وإبداعاتها. ويحتوي المركز على 30 نوعاً من الحيوانات التي تنتمي لهذه السلسلة الجبلية الواقعة بمدن كلباء وخورفكان ومنطقة وادي الحلو، وتتنوع بين الحيوانات البرية والثدييات، والطيور والزواحف والكائنات الليلية، ويتيح المركز لزائريه رصد تحركات تلك الأنواع ومشاهدة سلوكها عن قرب، عبر حواجز زجاجية بانورامية مطلة على الساحات المفتوحة المخصصة لها. وتصنف محتويات المركز: حيوانات منقرضة، ومهددة بالانقراض، وأخرى مهددة بشكل حرج، وأنواع قريبة من التهديد، وأنواع أقل تهديداً، وأخرى ضعيفة الوجود، فضلاً عن بعض الحيوانات التي لا تتوافر عنها معلومات كافية، وأخيراً بعض الحيوانات التي تخضع للتقييم. وتعتبر هنا سيف السويدي، رئيس هيئة البيئة والمحميات الطبيعية، مركز الحفية لصون البيئة الجبلية، أحد أهم روافد الحفاظ على التنوع البيئي وتعزيز قطاع السياحة البيئية بالمدينة والساحل الشرقي، موضحة أن صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، يولي القطاع البيئي جل رعايته واهتمامه، ويتبدى ذلك في تبني سموه للتوسع في قطاع المشاريع البيئية في مختلف ربوع الإمارة. وتشير السويدي إلى أن المركز مفتوح أمام الجمهور نظير تذكرة دخول بمبلغ رمزي، تبلغ 25 درهماً للكبار، ودرهمين لطلبة المدارس، و5 دراهم لطلبة الجامعات، ويعتبر الدخول مجاناً لمن هم دون ال 12 عاماً، ويعمل المركز طوال أيام الأسبوع، كما يوفر المركز خدمة التنقل الداخلي للزوار عبر حافلات كهربائية صديقة للبيئة بشكل مجاني. وتقول: مركز الحفية يضم مجموعة من الموظفين والمرشدين المميزين في هذا المجال لمساعدة الجمهور على التعرف إلى طبيعة المركز ومحتوياته وأهدافه، وتم تدريب فريق العمل بالمركز والمكون من 18 موظفاً، بشكل مكثف وفي فترة وجيزة. وتضيف: يقع المركز في سفح سلسلة جبال الحجر بثرائها الحيوي المعهود، وتحديداً في محمية الحفية، على امتداد 13 كيلومتراً، ابتداءً من الجبل وحتى القرم، مروراً بسهل الغيل، ويحده من الشرق مركز كلباء للطيور الجارحة، إحدى مؤسسات الهيئة البيئية، كما يقع المركز على مقربة من متنزه الحفية الذي افتُتح مؤخراً أمام الزوّار، وتكتمل سلسلة المشاريع البيئية الرائدة بإنشاء مركز بيئي مماثل بمحمية القرم بحلول العام 2018، وجارٍ العمل به جنباً إلى جنب لإعادة تأهيل المحمية التي تفتح أبوابها أمام الجمهور بعد عامين من الآن. ويحتوي مركز الحفية على عدد من الحيوانات والزواحف المجهولة، بعضها اكتشف بمنطقة وادي الحلو، وسُجل باسم إمارة الشارقة في الاتحاد العالمي لصون الطبيعة، بحسب السويدي، الأمر الذي من شأنه تعزيز رصيد الإمارة في هذا المجال على المستوى الدولي. وتؤكد رئيس هيئة البيئة والمحميات الطبيعية، أن مركز الحفية يختلف عن مركز حيوانات شبه الجزيرة العربية، الذي ينضوي تحت مظلة الهيئة أيضاً، ويضم مختلف أنواع الحيوانات من جميع البيئات، أما مركز الحفية فيتفرد باختصاصه بالبيئة الجبلية في منطقة غنية بالتنوع الحيوي، وهي المنطقة الشرقية، ويضم كثيراً من النمور والضباع العربية، وأبرز ما يميز المركز، كان احتواؤه على حيوان نادر هو حيوان الطهر العربي المعروف على مستوى الدولة، ولا توجد منه على مستوى العالم سوى سلالتين، إحداهما في الإمارات وعمان، والأخرى الآسيوية، يطلق عليها طهر الهيمالايا. وكانت ممارسات الصيد الجائر أدت إلى انقراض الطهر العربي، وكثير من الحيوانات الأصيلة، أحد دوافع إنشاء المركز لاستعادة التنوع الحيوي بالبيئة الجبلية، بحسب ما أشارت إليه السويدي، مؤكدة اهتمام صاحب السمو حاكم الشارقة البليغ بالطهر العربي، الذي بلغ عدده نحو 65 طهراً لدى مراكز الإكثار في الهيئة. تحفة معمارية صديقة للبيئة يضم مركز الحفية مطعماً راقياً يطل على سهل الغيل، ويوفر فرصة مثالية للاستمتاع بالطبيعة البكر، كما يضم متجراً لبيع الأدوات التراثية والبيئية بمبالغ رمزية، علاوة على مقهى واستراحة، ومراكز تعلم، وقاعات اجتماعات، وروعي في إنشاء المركز ومرافقه أعلى معايير الكفاءة في استخدام الطاقة، وأحدث التصاميم للأبنية المستدامة والصديقة للبيئة، فصمم بطريقة الدمج في البيئة المحيطة، ما يقلل استهلاك الطاقة والانبعاثات الكربونية، ويعد البناء مثالاً حياً للاستخدام الحكيم والإدارة الرشيدة. وتقول هنا السويدي: 25% من مواد البناء المستخدمة في المركز مأخوذة من مواد معادة التصنيع، وما تبقى من عملية البناء فُصل وأُرسل ما يصلح منه إلى التدوير، والباقي إلى مكبات النفايات. ونعتمد في إنارة المكان على الاستفادة من ضوء الشمس إلى الدرجة القصوى، باستخدام واجهات زجاجية كبيرة وأنابيب شمسية في المساحات الداخلية، لتقليص الحاجة إلى استخدام الإضاءة الصناعية أثناء النهار. ومحمية الحفية من أهم البيئات الداعمة لحيوانات المناطق الجبلية، كونها جزءاً من جبال شبه الجزيرة، التي تشكل نظاماً بيئياً مهماً ودقيقاً، حيث ترتفع نحو 2000 متر فوق مستوى سطح البحر، وتضم قمماً عالية ومناطق صخرية وسهولاً حصرية يطلق عليها جبال حجر، وهو ما جعل المحمية ملاذاً آمناً للحيوانات، كون موقعها يبتعد عن صخب المدينة وإزعاج البشر وتغيّرات المناخ. معرض فني توعوي لجأت هيئة البيئة والمحميات الطبيعية إلى ابتكار إبداعي لعرض رسالة المركز وأهدافه، مستعينة بالفنون السريالية والتجريدية لتحقيق الشق التوعوي الرامي لحماية التنوع الحيوي والمحافظة على البيئة الجبلية بتلك المنطقة. وتقول هنا السويدي، إن أهمية المعرض تكمن في تفرده بجمع الأعمال الفنية في مكان عام، ما يتيح للأطفال فرصة للاطلاع على الفن منذ نعومة أظفارهم، كما يُسهم المعرض في وضع الأعمال الفنية في متناول الجمهور. وتوضح أن الأعمال الفنية المقامة على هامش افتتاح المركز، مستوحاة كلياً من وحي الطبيعة ومكونات المركز وما يضمه من حيوانات، وأشرف على تنفيذها حصرياً لمركز الحفية 10 فنانين إماراتيين وأجانب، وتضم العديد من النقوش والرسوم الفنية المعروفة لحيوانات المنطقة وطبيعتها الخلابة. الفنانة زينب الهاشمي، من المشاركات في المعرض الفني بالمركز، تتمثل مشاركتها في لوحة فنية عبارة عن صورة بالأقمار الصناعية، للسلسلة الجبلية، بينما صممت الفنانة عزة القبيسي منحوتة إبداعية لحيوان الوشق الصحراوي الآسيوي، وهو تجسيد بحجم حقيقي ثلاثي الأبعاد لهذا القط البري خلال استعداده للانقضاض على فريسته، واستخدم في إعدادها الفولاذ اللين، وذلك للتفاعل مع الجو المحيط بشكل طبيعي، مع إضافة ظلال جميلة من الألوان البرتقالية والبنية للمحيط. وتشارك الفنانة نوش ناد بعملين فنيين منفصلين باستخدام طلاء الفلورسنت، الذي يتوهج تحت ضوء الأشعة فوق البنفسجية، بما يحافظ على نشاط الحياة البرية ليلاً خلال ساعات الزيارة. ويحمل العمل الأول عنوان شاهدها الآن، ويتكون من لقطات مقربة لحشرات ومخلوقات دقيقة، بينما جاء العمل الثاني تحت عنوان لا ثعلب، ويُصور خلفية لعدد لامتناهٍ من ثعالب بلانفورد المهددة بالانقراض، إذ جاءت الصورة الخيالية لهذا العدد الكبير من الثعالب لتناقض ندرة وجودها في الحقيقة، فيما تأتي صورة ثعلب واحد متوهج في ضوء نيون باللون الأحمر لتشير إلى هذه الحقيقة المؤسفة. كما تضم الأعمال لوحات جدارية متنوعة لحيوان النمر العربي، وغيرها من العروض الصوتية للحياة البرية.

مشاركة :