تفتقد البرازيل لنجوم كبار منذ اعتزال اللاعب الأسطوري أندرسون سيلفا عام 2020، أو أماندا نونيس التي تُعدّ احدى الأفضل في التاريخ وخلعت قفازيها في حزيران/يونيو الماضي. لا يزال البلد الأميركي الجنوبي ممثلاً بشكل جيّد في البطولة المرموقة يو أف سي (بطولة القتال المطلق)، إذ يحتل 1/5 من مقاتليه المراكز الـ15 الأولى في 13 وزناً. لكن رياضياً واحداً يحمل حزام بطولة العالم: الكسندر بانتوجا، في وزن الذبابة. يشرح كايو بورّاليو صاحب الوشوم المتعدّدة وتسريحة الشعر المتقنة لوكالة فرانس برس "نعيش مرحلة انتقالية. إذا لم يكن لدينا سوى بطل عالمي واحد، فيعود السبب لقلة الاستثمار في تطوير المواهب الجديدة". يتابع "في بلدان أخرى، هناك مزيد من الدعم الذي يُحدث الفارق على الأمد الطويل. يجعلنا نركّز على الشبّان وبمقدورنا السيطرة على هذه الرياضة من جديد". "حمض نووي برازيلي" رفقة نحو عشرين مقاتلاً، يتدرّب كايو بورّاليو داخل قاعة في وسط ساو باولو ويراوده هدف وحيد: احراز لقب وزن الوسط (84 كلغ)، الفئة التي ظلّت فترة طويلة حكراً على أندرسون سيلفا. أحرز الرياضي المولود في ساو لويس، مارانياو (شمال-شرق)، أربع نزالات في يو اف سي منذ بداياته في نيسان/أبريل 2022. لكنه يدرك ان مواطنين آخرين بمقدورهم إعادة البرازيل إلى الخارطة العالمية في هذه الرياضة، على غرار شارل "دو برونكس" أوليفيرا (خفيف)، أو أليكس بيريرا (وسط-ثقيل) المتوجين سابقاً. يقرّ اللاعب الذي تخلى عن دروسه الجامعية، قبل عام وحيد من حصوله على شهادة في الكيمياء الصناعية "احتاج لمزيد من الوقت، لخوض النزالات واكتساب الخبرة". بعد أن تعرّف على فنون القتال المختلطة في طفولته من خلال ممارسة رياضة الجودو، استهل بورّاليو مشواره في (أم أم ايه) بعمر التاسعة عشرة. رياضة شهدت نهضة لافتة في العقود الأخيرة، وارتبطت بشكل وثيق بالبرازيل. يُعدّ الجيو-جيتسو فناً قتالياً رئيساً كي تكون قادراً على المنافسة في مراحل القتال الأرضي، فيما استلهمت بطولة يو أف سي التي تأسّست قبل 30 عاماً الكثير من "فالي-تودو"، المسابقة التي كما يوحي اسمها بالبرتغالية، تسمح بجميع الضربات. يقول إدواردو غاليتي، نائب رئيس يو اف سي في البرازيل، لوكالة فرانس برس "يو أف سي موجودة في الحمض النووي للبرازيليين، وهذا جزء من تاريخنا. في السابق، بدأ الشبان بممارسة فن قتالي ثم المرور إلى أم أم ايه. حالياً، يخوضون أم أم ايه مباشرة". ويبقى السوق البرازيلي الثاني من حيث الأهمية بعد الولايات المتحدة بالنسبة ليو أف سي والتي تُبثّ مبارياتها في 70 دولة حول العالم. "إرادة الفوز" على غرار كرة القدم، يَنظر العديد من الشبان البرازيليين إلى يو اف سي وباقي بطولات أم أم ايه الاحترافية، إلى انها فرصة للخروج من الفقر. لكن ناتاليا سيلفا (26 عاماً) تأمل في ترك بصمة تاريخية في هذه الرياضة. تقول الشابة التي تتدرّب في كونتاجيم، احدى ضواحي بيلو هوريزونتي (جنوب-شرق) "لا أريد أن أكون بطلة فحسب، بل أن أترك اثراً في حياة الناس، الهام احلامهم". منذ بداياتها في يو اف سي في حزيران/يونيو 2022، أحرزت النزالات الأربع التي خاضتها، مرتقية إلى المركز 13 في وزن الذبابة. تؤكّد المقاتلة التي بدأت مشوارها في رياضة التايكواندو، وعليها تجديل شعرها المموّج في كل مرة تطأ الحلبة "ان شاء الله، سنحرز اللقب قريباً". انشئ الفرع النسوي في يو أف سي في 2013، لكنه شهد نمواً كبيراً في السنوات الأخيرة: أكثر من نصف ممثلي البرازيل المصنفون بين الـ15 الأوائل في فئاتهم هم من السيدات (23 من أصل 42). قال كارلوس جونيور لوبيش مدرب ناتاليا سيلفا "يُولد البرازيليون مع إرادة الفوز (...). الوضع معقّد هنا بالنسبة لمعظم السكان". يتابع مبتهجاً "هذه الصعوبات تمنحنا المزيد من الإرادة والتصميم، وإذا جمعنا هذه القيم مع الفنيات، لا يمكن ايقافنا".
مشاركة :