بالتعاون مع العديد من الجهات الرسمية والخاصة والمؤسسات المحلية والدولية المُشاركة في قطاعاته وفعالياته، يحتفي معرض أبوظبي الدولي للصيد والفروسية بعام الاستدامة 2023 الذي أعلنه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، حيث يُنظّم الحدث أنشطة وورش عمل وفعاليات تُساهم في تعزيز رسالة المعرض وتطوير المُنتجات والمبيعات واستدامة البيئة والأعمال التجارية ذات الصلة بالقطاعات الـ 11. ويُقام المعرض تحت شعار “استدامة وتراث … بروح متجددة”، مما يعكس الالتزام بإحداث تأثير إيجابي على البيئة والمجتمع والاقتصاد. ولتحقيق هذا الهدف، يسعى المعرض لتعزيز تواصل الزوار بالمنصّات التي تقدم حلولاً للتحدّيات التي تواجه صناعات المعرض. وتُعتبر منصّة الاستدامة المكان الأمثل الذي يُتيح للشركات والمؤسسات الاجتماعية والمجموعات المُجتمعية الالتقاء مع الباحثين والخبراء وحتى الطلاب، لتبادل المعرفة والتعاون وتشكيل شراكات مهمة لتحقيق أهداف الاستدامة. وحماية البيئة وصون التراث الإماراتي والإنساني إحدى أهم الركائز التي يقوم عليها المعرض. وتتواجد نحو 30 جهة رسمية في قطاع “الحفاظ على البيئة والتراث الثقافي” الذي يُعتبر المُلتقى الأمثل لعرض المشاريع والمُبادرات والبرامج التراثية والثقافية والبيئية وتسليط الضوء عليها. وتُقام الدورة العشرين من المعرض من 2-8 سبتمبر بتنظيم من نادي صقاري الإمارات، وبرعاية رسمية من هيئة البيئة- أبوظبي، الصندوق الدولي للحفاظ على الحبارى، مركز أبوظبي الوطني للمعارض حيث يُقام الحدث، الراعي الذهبي شركة SCHIWY الألمانية، راعي القطاع “كراكال”، وهيئة تطوير محمية الإمام تركي بن عبدالله الملكية، شريك صناعة السيارات ARB الإمارات، الشريك المصرفي بنك أبوظبي التجاري، وشريك الأنشطة منتجع الفرسان الرياضي الدولي، راعي منصّة العروض “سمارت ديزاين”، والخيمة الملكية راعي الفعاليات. ويهدف “عام الاستدامة” الذي يتواصل تحت شعار “اليوم للغد” من خلال مبادراته وفعالياته وأنشطته المُتنوّعة، إلى تسليط الضوء على تراث دولة الإمارات الغني في مجال الممارسات المُستدامة منذ عهد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، إضافة إلى نشر الوعي حول قضايا الاستدامة البيئية وتشجيع المشاركة المجتمعية في تحقيق استدامة التنمية. ويُعتبر الصيد مُكوّناً رئيساً في ثقافات وحضارات الشعوب القديمة. وقد تبنّت أبوظبي العديد من القوانين التي شرّعت الصيد الصديق للبيئة الذي لا يؤثر على التوازن البيئي والحياة البرية. واحتلت الصقارة مكانة خاصة لدى الشيخ زايد، طيب الله ثراه، والذي عبّر عن ذلك في مقولة له هي بمثابة وصية ومنهج “إنّ الصيد بالصقور، هو تذكير دائم لنا بقوى الطبيعة وبالعلاقة المُتبادلة بين الكائنات الحية والأرض التي نتقاسم العيش عليها”. وتُعتبر الصقارة التي تعود ممارستها لآلاف السنين إحدى أهم وأقدم وأفضل طرق الصيد الصديق للبيئة، ولذلك فإنّ الاعتراف بها كتراث ثقافي إنساني مُستدام في منظمة اليونسكو يتوسّع عاماً بعد آخر منذ 2010، حيث بلغ عدد الدول المُشاركة في ملف الصقارة اليوم 24 دولة، وهو ما عمل على توسّع رقعة انتشار رياضة الصيد بالصقور لتُمارس بشكل مشروع في 90 دولة من قبل نحو 100 ألف صقّار. وأبوظبي سبّاقة إقليمياً وعالمياً ومنذ زمن بعيد في استخدام الصقور المكاثرة في الأسر لممارسة رياضة الصقارة عبر توفير أعداد مُستدامة للصقارين. وكذلك حماية الصقور البرية من خلال منع صيدها والاتجار بها بهدف تعزيز فرص تكاثرها وزيادة أعدادها في بيئاتها الطبيعية. وكان المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي قد أصدر قراراً في نوفمبر 2021 بتعديل اللائحة التنفيذية بشأن قانون تنظيم الصيد البرّي في إمارة أبوظبي، والذي تتولى هيئة البيئة – أبوظبي تنفيذه، وذلك بهدف المحافظة على موروث الصيد التقليدي وخاصة الصيد بالصقور، وصون مناطق الصيد مع الالتزام بالمعايير العالمية للاستدامة البيئية. كما تهدف التعديلات إلى حماية الكائنات الحية البرية والتنوع البيولوجي، وتعزيز القيمة الاقتصادية للموارد الطبيعية، مع الحرص على تعزيز الصيد المستدام. كما أصدرت هيئة البيئة بأبوظبي، أحد الرعاة الرسميين للحدث، مؤخراً سياسة استدامة جودة المياه البحرية بهدف استكمال الأطر التشريعية والتنظيمية ذات العلاقة. ومن المؤمل أن يُسهم تنفيذ هذه السياسة في تحسين مؤشرات الأداء البيئي للدولة وإمارة أبوظبي وضمان استدامة أنشطة صيد الأسماك كجزء من التراث المجتمعي، بالإضافة إلى تعزيز الأنشطة الترفيهية والسياحية والرياضات البحرية. وللصندوق الدولي للحفاظ على الحبارى، وهو أيضاً أحد الرعاة الرسميين للمعرض، دور رئيس دائم في تعزيز جهود الاستدامة في حماية التراث، ورفع مستوى الوعي العام بالدور المهم لطيور الحبارى في التراث الطبيعي والثقافي، وإبراز مشاريع الحفاظ عليه. والحبارى هي أكثر الطيور قُرباً إلى قلوب الصقارين، وتُعتبر الطريدة التقليدية للصقارة العربية التي تُمثّل تراثاً عريقاً يرتكز على الاستخدام المُستدام للموارد الطبيعية والمحافظة على الأنواع. وسبق أن أطلقت دائرة الثقافة والسياحة- أبوظبي دليلاً متكاملاً لرحلات البر والقيادة على الطرقات الوعرة واستكشاف الصحراء والمغامرات الاستثنائية بين الكثبان الرملية والمحميات الطبيعية في الإمارة. ويوفر الدليل فرصة التعرّف على جوانب مهمة من التراث والتقاليد البدوية والثقافة الإماراتية الأصيلة، ويُساهم في استدامة هذا النوع من الرياضات الشّيقة عبر التوعية بأساسيات التخييم وخوض رحلات سفاري متميزة صديقة للبيئة. ويُشار إلى أنّ من أهم الفعاليات التي نظّمتها وأطلقتها أبوظبي في مجال الصيد المُستدام، مؤتمر ومهرجان الصداقة الدولي للبيزرة منذ عام 1976، مشروع استدامة الحبارى الذي انطلق في عام 1977، برنامج الشيخ زايد لإطلاق الصقور الذي بدأ في عام 1995. وتأسيس نادي صقّاري الإمارات في عام 2001، وتنظيم معرض أبوظبي الدولي للصيد والفروسية منذ عام 2003. كما وتتجلّى استدامة التراث الإماراتي في برنامج توفير الطرائد المُكاثرة بأعداد مُستدامة للصقارين منذ عام 2013 لدعم استدامة الصقارة، وهو ما ساهم في الحدّ من الاتجار غير المشروع بالحبارى البرية، والحفاظ عليها في موائلها. كذلك فقد تمّ تأسيس مدرسة محمد بن زايد للصقارة وفراسة الصحراء في 2016 كأوّل منصّة رائدة مُتخصّصة على مستوى العالم في تعليم فن الصقارة العربية وفراسة وتقاليد العيش في الصحراء. كما انطلق مخيم أبناء الفخر عام 2017 بهدف ترسيخ مبادئ الاعتزاز بالتراث والثقافة الوطنية لدولة الإمارات، وذلك من خلال الحفاظ على العادات والتقاليد الإماراتية الأصيلة، والتعرّف على نمط العيش الذي كان سائداً لدى الأجيال السابقة. وتؤكد سابرينا دايتيز عضو اتحاد جمعيات الصيد والصون الأوروبي على أهمية دور الإمارات في تعزيز انتشار الصيد بالصقور بشكل مشروع، والتركيز على الصيد المُستدام. مُشيرة إلى أنّ المعرض يعمل على تأسيس قنوات اتصال مباشرة بين مُربّي الصقور والصقارين، وتشجيع النظرة الإيجابية للصقارة لمن هم خارج مُحيطها. وتؤكد دايتيز على ضرورة تصحيح المعلومات الخاطئة بأنّ الصيد يؤدي إلى تدهور الكائنات والأنواع الحية، موضحة بأنّ رياضة الصيد بالصقور غنية بالنجاحات في مجال الصيد المُستدام. ويُشارك في تقديم الدعم للدورة القادمة، كل من وزارة الداخلية، شرطة أبوظبي، لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية، نادي تراث الإمارات، جمعية الإمارات للخيول العربية، غرفة أبوظبي، وغرفة التجارة البريطانية بأبوظبي. وشركاء الصناعة كل من صندوق محمد بن زايد للمحافظة على الطيور الجارحة، الاتحاد العالمي للصقارة والمحافظة على الطيور الجارحة، المؤسسة الأوروبية للصقارة والمحافظة على الطبيعة، اتحاد الإمارات للفروسية والسباق، معرض دبي الدولي للخيل، ومعرض The Game Fair في فرنسا، ومعرض JAGD & HUND بألمانيا، وغرف التجارة الأميركية في الإمارات. وشركاء تعزيز تجربة الزوار مدرسة محمد بن زايد للصقارة وفراسة الصحراء، ومركز السلوقي العربي بأبوظبي، اتحاد الإمارات للقوس والسهم، أكاديمية الفجيرة للفنون الجميلة، المجموعة العلمية المتقدمة، أكاديمية بوذيب، مؤسسة “إينبيكس-جودكو”، نادي ظبيان للفروسية، ومدرسة فرسان عُمان لتدريب الفروسية.
مشاركة :