في قصة فاطمة الحمادي، وهي أم ملهمة ومثابرة، تجسيداً لقوة الإرادة حيث تخطت الصعاب والمعوقات لتواجهها بعزيمة لا تلين، سواء في تربية أبنائها من أصحاب الهمم أو في الصعوبات المختلفة التي واجهتها في مسارها الاجتماعي والمهني. إنها قصة تحفيزية تعكس قوة الإرادة وروح العطاء، ونموذج يحتذى للمرأة الإماراتية. تفاؤل وعبر تجربتها الزاخرة، تظهر فاطمة أهمية التفاؤل وروح المثابرة في مواجهة التحديات. حيث تنبثق من قصتها العديد من الدروس والعبر سواءً في مجال الأمومة وتربية الأبناء، أو عبر مساهمتها الفعالة في المبادرات المجتمعية والإنسانية، حتى حظيت بجدارة على لقب أم العطاء، وكانت واحدة من الأمهات الملهمات في مبادرة «من مثل أمي». تقول فاطمة التي رزقت بـ 6 أبناء، منهم طفلتان من أصحاب الهمم ذوات الإعاقة السمعية: «إن هذا التحدي كان بمثابة تحول كامل لمنهج الأسرة وخططها حيث غيّر مسار رعاية الأبناء تغييراً جذرياً وكانت التجربة الأكثر عمقاً والأكبر أثراً في اتخاذ قرار صناعة الأمل للإبنتين سارة ومريم، حيث تعاني ابنتها من فقدان حاسة السمع، لتبدأ رحلة التحدي من الفحوصات والزيارات للمستشفيات والأخصائيين والاستشاريين إلى مرحلة التأهيل تأهيل النطق والتخاطب ومروراً برحلة من التحديات كان أصعبها تراجع مستوى النطق والتخاطب الطبيعي الذي لم يكن متوافقاً مع العمر والأقران، وتحدي فقدان السمع تدريجياً». وفي خضم هذه التحديات تكتشف فاطمة أنها أمام رحلة أخرى مع ابنتها الثانية مريم التي اكتشفت مرض ابنتها مبكراً، حيث أصبحت تدقق وتراقب بعمق سلوكيات وردود أفعال أبنائها جميعاً حيث أصبحت تجري اختبارات السمع الدقيقة للأبناء جميعاً، لتكون مريم بنفس وضع شقيقتها سارة. وعطفاً على تجربتها قدمت فاطمة العديد من الاستشارات التربوية للكثير من أمهات أصحاب الهمم، وقدمت ورشاً ومحاضرات توعوية وتثقيفية في مجال رعاية الأبناء من أصحاب الهمم على مستوى الدولة والخليج والوطن العربي، وشاركت في ملتقيات عربية لتقديم الدعم لأهالي أصحاب الهمم، وكذلك الاستشارات التربوية في مجال دعم الطلبة المتميزين وتقديمهم لجوائز التميز، بالإضافة إلى المبادرات المجتمعية التي قدمتها فاطمة وأسرتها بالتعاون مع العديد من الجهات والمؤسسات في الدولة. وتمكنت بعد الخبرة التي اكتسبتها من القيام بدور الأخصائي المنزلي الذي يقدم جلساته بشكل مكثف وفي المنزل لتأهيل بناتها التأهيل التام فكانت نموذج المعلمة والأخصائية والأم الحنونة. تقول فاطمة: «لدينا من النعم العظيمة التي لا تعد ولا تحصى ما يملأ حياتنا، فالواجب أن ننشغل بالنعم واستثمارها وشكرها، لا أن ننشغل بالمشكلات وتعقيدها، وعلينا أن نرى الجانب الإيجابي المضيء والمشرق في كل تحديات حياتنا، لذلك عاهدت نفسي على المضي قدماً نحو العطاء والحب والإلهام». الأم الملهمة واليوم كل من يرى مريم وسارة يرى فيهما وفي تجربتهن الأمل والنور حيث إنها مثال لتحدي الإعاقة السمعية وتحويلها إلى مصدر نور وشعلة إضاءة للغير، ومصدر إلهام لتحويل الإعاقة إلى إنجاز. كان خلف هذا الإنجاز أم إماراتية عظيمة ضربت أروع الأمثلة في صناعة الأمل وقهر التحديات، الأم فاطمة الحمادي (أم العطاء). تابعوا أخبار الإمارات من البيان عبر غوغل نيوز طباعة Email فيسبوك تويتر لينكدين Pin Interest Whats App
مشاركة :