لا يخفى على أحد منا هذا المسمى، والذي أصبح الهاجس الذي يؤرق الكل جراء الإرهاب الممارس من قبلهم، والذي طال الجميع بلا رحمة. ولو سألت الطفل الصغير عن من هم داعش؟ لقال لك (هاذول ناس مو حلوين).. والدلالة الواضحة لفهم الجميع من هم داعش أصبح الاطفال ذوو السن الصغير جداً يغضبون من أي أحد يقول لأحد منهم (انت زي داعش)، إشارة إلى سوء هذه الفئة وسوء أعمالها وأهدافها الواضحة والواضحة جداً للكل. وهنا أقف عند كلمة (الواضحة والواضحة جداً) حتى يُعلم الفرق بين داعش هنا وهناك، والأصل ان هذه الكلمة ارتبطت بكل ما هو سيئ وكل ما يمكنه أن يفرق بين الناس وأن يحصد الأرواح بالمعنى الفعلي، وأن يستغل الدين تحت مسميات متعددة. ولكن هذه الأمور وللأسف تمارس بيننا نحن البشر وحتى حصد الأرواح، ولكن ليس بالمعنى الفعلي، بل بالمعنى المعنوي، فكثير من البشر يحمل بين جنبات صدره قلباً من المستحيل أن يكون قد ارتبط بمشاعر الرحمة، فتجده يلقي بوالديه على الطرقات أو يضعهما في أماكن خاصة رغبة منه في أن يعيش باستقلالية، والكثير من النساء ما إن تضع قدمها في منزل زوجها حتى تبدأ بالكيل لأهله ووالديه وإخوته، فتجعله يبتعد عنهم ويتعامل معهم كالغريب، بحجة نحن لدينا حياتنا الخاصة، ناهيك عن العلاقات الإنسانية والتي اصبحت في طي النسيان، وأصبحت الآن علاقات مصالح وأهدافا دفينة لا يمكن أن تخطر على فكر أحد، فتجد الشخص يسعى حثيثاً لنيل ما يريد حتى لو اضطر ان تكون خطواته في نيلها المشي على جماجم البشر وسلب الحقوق، والأدهى والأمر من ذلك ظاهرة الكذب، والتي أصبحت كالنار التي تنتشر في الهشيم حتى يظهر الإنسان بمظهر يليق بمن حوله، ويجاريهم فيما يقولون، ولا يكون أقل منهم في أي أمر يذكر (نسأل الله العفو والعافية). هل أقف عند هذه الحدود أو أكمل فيما أراه من حولنا من أمور أصبح الغطاء الخارجي لها الابتسامة المزيفة والتعامل المبطن والمدح الكاذب، وفي الخفاء يكون الكيل والنيل والتخطيط والتدبير وكل الأمور التي لا يمكن أن توصف أبدأ، ناهيك عمن تغدق على زوجها بالمشاعر المزيفة حتى تتمكن منه ومن ثم تبدأ بوضع الخطط المتعددة بداية من إقصائه وأبنائها من حياة كل من ينتمي له، وتقريبه لكل من ينتمي لها بأسلوب تجرد من كل المشاعر، واكتسى بأقنعة كثيرة متعددة تتنافى مع كل ما يمكن ان يمت للبشرية بصلة. الغيرة والتنافس غير الشريف والخوف على المنصب وتجميع الأموال أصبحت هواجس مؤرقة للكثير، سواء أكان في بلده أو مغترباً يبحث عن العلم أو العمل، وبسبب هذه الأمور أصبح العمل غير شريف، وخرج عن حدود المطلوب، وكَثُر التلاعب في كل شيء حتى لو كان في مطالب واحتياجات البشر.. تناسى الكل أن هذه الأمور كلها بيد العظيم الجبار، وأنها قد كتبت وانتهت وليس للكل إلا ما قُسم له في هذه الدنيا، ولكن هل معنى هذا أن نقف عند هذه الحدود ولا نطالب بهذه الأمور؟ لا.. لا نقف ولكن نطالب بها بطريقة سليمة وصحيحة، وليس بطريقة داعش، مع العلم أن داعش أرحم بكثير لأن أهدافها واضحة للكل، فكان التعامل معها بما تستحق، ولكن من كان غير واضح الأهداف، والله إنه لأَشَرُّ من داعش - ولا حول ولا قوة إلا بالله -.
مشاركة :