عشرة قتلى في شرق الكونغو الديموقراطية في هجوم للجيش على مناهضين للقبعات الزرق

  • 8/30/2023
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

وفي نهاية آب/أغسطس دعت جماعة "الإيمان الطبيعي اليهودي والمسيحاني تجاه الأمم"، وهي طائفة دينية مركزها في غوما وتمزج بين الشعائر المسيحية والروحانية، إلى التظاهر الأربعاء أمام مقرّات بعثة منظمة الأمم المتّحدة لتحقيق الاستقرار في جمهورية الكونغو الديموقراطية (مونوسكو). وقال أعضاء الطائفة إنّهم يعتزمون اقتحام قواعد القبعات الزرق لإرغامهم على الرحيل. والثلاثاء أكّد قادة الطائفة لوكالة فرانس برس أنّهم حدّدوا عناوين منازل أفراد مونوسكو استعداداً لنهبها إن استدعى الأمر ذلك. وعلى الرّغم من أنّ بلدية غوما أعلنت قبل أيام حظر هذه التظاهرة، إلا أنّ المنظّمين ظلّوا على موقفهم، مؤكّدين أنّ تحرّكهم قائم. لكن قبيل انطلاق التظاهرة، عمد الجيش فجر الأربعاء قرابة الساعة الرابعة (02,00 ت غ) إلى "شنّ هجوم علينا في محطّتنا الإذاعية وفي معبدنا وقتل ستّة أشخاص"، بحسب ما قال لفرانس برس موليكا ماريغان، "مسؤول الأمن" في الطائفة. وأضاف أنّه خلال هجومه، اعتقل الجيش زعيم الطائفة "موتوميشي" (القسّ باللغة السواحلية) إفرايمو بيسيموا. وظهر الأربعاء قالت سلطات ولاية شمال كيفو في بيان إنّ "مجموعة من قطّاع الطرق المسلّحين والمخدَّرين والمتلاعب بهم (...) قامت عن سابق إصرار بزرع الفوضى في مدينتنا" بمطالبتها برحيل كلّ من القبعات الزرق والقوة الإقليمية لمجموعة دول شرق أفريقيا "وكذلك جميع الغربيين بما في ذلك منظماتهم غير الحكومية". من جهته، أعلن اللفتنانت-كولونيل غيوم ندجيكي، المتحدّث باسم الحاكم العسكري للمنطقة، أنّه تم توقيف 158 شخصاً "من أتباع" هذه الطائفة. وانتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو وصور للموقوفين ظهر فيها عدد من القصّر بصدورهم العارية وهم يجلسون على الأرض وسط جمع من الرجال والنساء ويحرسهم جنود. سحل شرطي وصباح الأربعاء أكّد رئيس بلدية غوما بالوكالة الكولونيل فاوستين نابيندا كابند لفرانس برس أنّ جمعاً من أعضاء الطائفة سحلوا شرطياً حتى الموت. وأضاف من أمام معبد الطائفة أنّ الجيش أحرق بالفعل هذا المعبد بعدما أوقف من فيه. من جهتها أفادت مصادر طبية أنّ 33 شخصاً أصيبوا بجروح في المواجهات التي دارت بين الجيش وأتباع الطائفة نقلوا إلى المستشفى حيث ما لبث أن فارق ثلاثة منهم الحياة. وتندرج أعمال العنف هذه في إطار سلسلة هجمات وتظاهرات مناهضة للبعثة الأممية المتّهمة بعدم الفعالية في حربها ضدّ الجماعات المسلّحة في هذه المنطقة الغارقة في الاضطرابات. وفي تمّوز/يوليو 2022، شهدت بلدات عدّة في ولايتي شمال كيفو وجنوب كيفو، اقتحام متظاهرين منشآت تابعة لمونوسكو. ووفقاً للسلطات، قُتل يومها 36 شخصاً، من بينهم أربعة من قوات حفظ السلام. وفي حزيران/يونيو الماضي، أثناء زيارة إلى كينشاسا، أعلن نائب الأمين العام للأمم المتحدة لعمليات السلام، جان-بيار لاكروا، أنّ الأمم المتحدة تدرس كيفية سحب القبعات الزرق من هذا البلد "في أسرع وقت ممكن" بطريقة "تدريجية ومسؤولة". وأقرّ لاكروا بأنّ "هناك إحباطاً لدى جزء من السكّان (...)، لأنّ الوضع الأمني لا يزال مقلقا" لكن "هناك أيضاً عمليات تلاعب وأخبار كاذبة (...)، لأنّه ليس للجميع مصلحة في عودة السلام". وخلال العامين الماضيين تزايدت التظاهرات ضدّ القبعات الزرق في الكونغو الديموقراطية. ويتّهم مناهضو مونوسكو القبعات الزرق بالفشل في القضاء على عشرات الجماعات المسلّحة التي تعيث خراباً منذ ثلاثة عقود في شرق جمهورية الكونغو الديموقراطية، وفي مقدّمها حركة إم 23. وتشهد ولاية شمال كيفو المتاخمة لرواندا وأوغندا أعمال عنف مسلّحة منذ ما يقرب من 30 عاماً. وأسفرت الاشتباكات التي تقع بين حركات التمرّد والجيش، أو بين حركات التمرّد في ما بينها، وكذلك الهجمات التي تستهدف المدنيين، عن مآس إنسانية متكرّرة.

مشاركة :