حدد الاتحاد الاوروبي في ختام القمة الأوروبية - التركية في بروكسيل، مساء أمس، يومي 17 و18 آذار (مارس) الجاري مهلة نهائية للتوصل إلى اتفاق مع تركيا في شأن أزمة المهاجرين. واختتمت القمة بأجواء إيجابية تنبئ بقرب الوصول إلى حل نهائي في قضية المهاجرين. وأعلن رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك أن "زمن الهجرة غير الشرعية إلى أوروبا ولّى". كلام توسك جاء بعد عرض تركيا استعادة كل المهاجرين غير الشرعيين والمساهمة في وقف تدفق المهاجرين نحو الاتحاد الأوروبي في مقابل مساعدة مالية إضافية، والحصول اعتباراً من حزيران (يونيو) المقبل على نظام إلغاء تأشيرات دخول رعاياها إلى دول الاتحاد الأوروبي وفتح فصول جديدة في مفاوضات انضمامها إلى الاتحاد. الاجواء الايجابية لم تنسحب على المفوضية العليا لشؤون اللاجئين في أوروبا، فعبّر مديرها الإقليمي فينسنت كوتشيتيل عن مخاوف المفوضية بشأن الاتفاق بين الاتحاد الأوروبي وتركيا على إعادة اللاجئين إلى تركيا حيث لا يحظى أبناء بعض الجنسيات بالحماية. وطلبت تركياً مبلغاً إضافياً بقيمة ثلاثة بلايين يورو حتى عام 2018 يضاف إلى المليارات الثلاثة التي كانت بروكسيل وعدت أنقرة بها لتشجيعها على استقبال ودمج 2.7 مليون لاجئ سوري على أراضيها. وفي رد فعل أولي، أعرب قادة الاتحاد الأوروبي، في بيان، عن موافقتهم على طلبات أنقرة. وجاء في البيان أنهم اتفقوا على إعطاء تركيا مزيداً من الأموال لمساعدة اللاجئين، كما اتفقوا على تخفيف متطلبات التأشيرات سريعاً للأتراك ودفع محادثات انضمام أنقرة إلى الاتحاد في مقابل مساعدتها في وقف تدفق المهاجرين على أوروبا. واعتبرت المستشارة الألمانية أنغيلا مركل، اليوم، عرض تركيا استعادة كل المهاجرين غير الشرعيين الذين غادروا شواطئها إلى أوروبا يمثل انفراجة محتملة في الأزمة الحالية. ولكنها ربطت الموافقة على تقديم موعد منح حق دخول الأتراك الاتحاد الأوروبي من دون تأشيرات إلى حزيران (يونيو) المقبل، شرط أن تفي أنقرة بالشروط. وهو ما ألمح إليه الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند الذي قال إنه يمكن منح الأتراك حرية دخول منطقة شينغن الأوروبية من دون تأشيرات، عند الوفاء بالمعايير البالغ عددها 72 معياراً. وقالت رئيسة وزراء بولندا بياتا شيدلو إن الاتفاق بين الاتحاد الأوروبي وتركيا سيشكل خطوة كبيرة نحو حل أزمة الهجرة في أوروبا إذا ما جرى تنفيذه في شكل كامل. وأعلن رئيس وزراء لوكسمبورغ كزافييه بيتيل، في تغريدة على "تويتر"، إن "رئيس المجلس الأوروبي (دونالد توسك) سيمضي قدماً بالاقتراحات وسيعالج التفاصيل مع الجانب التركي قبل قمة المجلس الأوروبي في آذار (مارس) المقبل". من جهتها، غردت الناطقة باسم يونكر مينا أندرييفا على "تويتر" قائلة إن يونكر وتوسك اتفقا مع رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو على "المبادئ الأساسية لمعالجة مشتركة لأزمة اللاجئين".
مشاركة :