الرياض - بتربعه على صدّارة الهدافين، تصدّر نجم النصر البرتغالي كريستيانو رونالدو عناوين المرحلة الرابعة للدوري السعودي لكرة القدم، فيما أقضّ زميله السابق في ريال مدريد الفرنسي كريم بنزيمة مضاجع الاتحاديين، على خلفية خروجه مصابًا قبل الكلاسيكو المنتظر مع الهلال الجمعة. مجدداً، اتكأ النصر على أفضل لاعب في العالم خمس مرّات، مواصلاً تسلّله نحو المقدمة بعد خسارتين افتتاحيتين، بينما تَأهّبَ الاتحاد المتصدر وحامل اللقب، والهلال حامل الرقم القياسي بـ 18 لقبًا، بأفضل طريقة ممكنة لقمتهما المرتقبة. وفي وقت كان الثنائي الجزائري رياض محرز والعاجي فرانك كيسييه يقودان الأهلي، العائد، إلى رابع انتصاراته على حساب الطائي، مبقيًا على صدارة معقودة اللواء لقطبي جدة، عمّق الـ"دون" جراح الشباب مترجمًا ركلتي جزاء ومشاركًا بصناعة هدفين للسنغالي ساديو مانيه وسلطان الغنام. ورفع رونالدو الذي بات أكثر البرتغاليين تسجيلاً في الدوري متفوقاً على مهاجم الحزم فابيو مارتينيز (19 مقابل 18)، رصيده إلى 5 أهداف، متقدمًا على برازيلي الهلال مالكوم ومغربي الاتحاد عبدالرزاق حمد الله وزميله في النصر السنغالي ساديو مانيه بأربعة أهداف. وبحضور أكثر من 21 الف متفرج احتشدوا في ملعب "الأول بارك"، لم يقوَ الليث الأبيض على مقارعة النصر ونجومه العالميين، إذ بدا جليًا انعكاس التخبطات الإدارية وحلّ مجلس إدارة خالد الثنيان، على أداء الفريق الذي استسلم أمام مضيفه "العالمي"، متكبدًا خسارة وضعته في وصافة القاع بنقطتين. ظروفٌ إدارية لم يُخفِ لاعب الشباب حسين القحطاني تأثيرها على الفريق بقوله "الجانب الذهني أثّر علينا، نمّر بفترة صعبة، ومن الطبيعي أن نتأثر بها". وفي المقابل، لم يجد الأهلي، بقيادة مدربه الألماني الشاب ماتياس يايسله (35 عامًا)، صعوبة في حسم مواجهته أمام ضيفه الطائي مؤكدًا انطلاقة مثالية أمل حارس مرماه السنغالي إدوار مندي استمرارها قبل الوصول إلى فترة التوقف الدولي المقبلة، "من المهم جدًا أن نحقق الانتصارات في بداية الدوري وأن نحافظ على الديناميكية، ونحن ننتظر تدعيم الفريق بمزيد من اللاعبين أيضًا". واتفق النجم محرز مع زميله، لكن لاعب مانشستر سيتي سابقًا رأى أنه "من المبكر الحديث عن بطولة الدوري، فالمشوار لا يزال طويلاً". ويُدين أفضل لاعب في أفريقيا 2019 بالفضل في انتصارات "الراقي" إلى الجماهير، "عندما يدعموننا بهذه الطريقة، نشعر وكأننا 12 لاعباً". وصحّ القول أيضًا عن هذه الجولة بـ"جولة ربط الأحزمة" لطرفي النزاع الكروي المرتقب الجمعة، بعدما حملت معها فوزًا مريحًا للعميد، عكّره، خروج نجمه بنزيمة مصابًا أواخر الشوط الأول وآخر مقنع للزعيم الذي فض الشراكة مع الاتفاق على المركز الثالث. وفيما تراجع "النواخذة" إلى المركز الخامس أمام تقدم التعاون الذي أصبح رابعًا بعد فوزه على الأخدود، أدرك الفتح تعادلاً متأخرًا أمام ضمك في أرض الأخير (2 - 2)، في أكثر مباريات الجولة إثارة وتشويقًا. وفي ملعب الشرائع، وعلى قاعدة "رب ضارة نافعة"، أبلى بديل بنزيمة المُصاب في الدقيقة 41، البرتغالي جواو فيليبي "جوتا"، البلاء الحسن، إذ خلع معه "العميد" ثوب الحذر، مترجماً سيطرته إلى ثلاثة أهداف رسمت البسمة على وجه بنزيمة الذي حرص من الدكة على التصفيق ومساندة زملائه. ويصادق مدرب الفريق البرتغالي نونو إشبيريتو سانتو على السيناريو بالقول إن "اللاعبين البدلاء يعملون ويتدربون بشكل جيد، نحن لسنا 11 لاعباً فقط، نحن فريق أكبر وكل لاعب سيشارك". وتحت أنظار نجمه التاريخي السابق محمد نور، جاء انتصار الاتحاد على حساب الوحدة في "دربي زمان"، كامل الدسم فنيًا، بعدما حافظ حارس مرماه البرازيلي مارسيلو غروهي على نظافة شباكه للمرة الرابعة توالياً، فيما فك مواطنه رومارينيو شيفرة مرمى الحارس عبد القدوس عطية، فأمطر النمور مرمى فرسان مكة بثلاثية في غضون 10 دقائق فقط. وأعرب الهداف التاريخي للاتحاد في الدوري عن شوقه للكلاسيكو بقوله "متحمسٌ جداً وفي مباراة كهذه عليك أن تقدم أفضل ما لديك". ووسط تكتم اتحادي عن حالة بنزيمة، رجحت صحيفة "آس" الإسبانية الثلاثاء غياب اللاعب الفرنسي عن مواجهة الهلال على خلفية تجدد الإصابة العضلية التي وصفتها الصحيفة العاصمية بـ"الدراما .. التي لا حل" لها بالنسبة لأفضل لاعب في العالم لعام 2022. وتوازيًا، أكرم الهلال وفادة ضيفه الاتفاق، فأمتع 14 ألفًا من الجماهير التي حضرت إلى ملعب الأمير فيصل بن فهد. وعلى وقع تقاطر الجماهير على شراء قميص الوافد البرازيلي الجديد نيمار الذي قد يشارك في الكلاسيكو بعد تعافيه من الإصابة، أحكم "الزعيم" سيطرته على فارس الدهناء، المتقوقع في منطقته أمام المد الهلالي، ما أنتج هدفين لمالكوم وسالم الدوسري الذي قدم مباراة كبيرة تحت أنظار المدير الفني الجديد للأخضر السعودي، الايطالي روبرتو مانشيني. وباستثناء بعض المحاولات الخجولة للاعبي المدرب الإنجليزي ستيفن جيرارد أمضى حارس مرمى الهلال الدولي المغربي ياسين بونو أمسية هادئة، إذ أخفق جوردان هندرسون وزملاؤه في اختراق المنظومة الدفاعية الزرقاء التي ازدادت صلابة مع عودة العملاق السنغالي خاليدو كوليبالي. ويشعر نجم تشلسي ونابولي سابقًا بـ"الأمان" بوجود بونو للمحافظة على نظافة الشباك قائلا "أحاول مع علي البليهي تعزيز القوة الدفاعية حتى نريح المهاجمين". بدوره، أقر جيرارد بصعوبة المباراة قائلا "فريقي يستحق الخسارة ونقاط الضعف في الهلال كانت قليلة جدًا"، لكن قائد ليفربول السابق أشار إلى أنه يعمل على مشروع طويل الأمد مطالبًا بالدعم في الأيام المقبلة.
مشاركة :