استطاع الرئيس العام لرعاية الشباب رئيس اللجنة الأولمبية السعودية الامير نواف بن فيصل بن فهد أن يثبت بأن قرار الاستقالة من الاتحاد السعودي لكرة القدم كان قراراً يندرج تحته الكثير من الأهمية الإدارية التي تساعد في تطور الرياضة السعودية وتفعيل الدور الشبابي داخل منظومة العمل بالرئاسة العامة لرعاية الشباب. ولعلنا خلال السنوات الماضية كنا نشاهد كيف كانت كرة القدم تحديداً تحتل المرتبة الأولى في مشهد العمل وكان منصب الرئيس العام لرعاية الشباب يختزل بشكل كبير في كرة القدم ظاهراً دون النظر لما كان يعمل خلف ذلك المشهد حتى الاعلام الرياضي بشكل خاص والمجتمع بشكل عام كان ينظر للرئاسة العامة لرعاية الشباب وكأنها منظومة كرة قدم فقط وشاهدنا في سنوات ماضية كيف كان عدد من وكلاء الرئيس العام لرعاية الشباب يجمعون بين مناصبهم في الرئاسة ومنظومة العمل في كرة القدم وهذا بلاشك من العوامل التي جعلت منظومة الرئاسة العامة لرعاية الشباب تظهر وكأنها تدور وتلعب وتعمل في دائرة لعبة واحدة فرضتها الشعبية الجماهيرية دون النظر للكثير من المنجزات على صعيد العمل الشبابي والرياضي. عندما تولى الأمير نواف بن فيصل شرف العمل أميراً للشباب والرياضة استطاع أن يعيد صياغة العمل الرياضي والشبابي وأن يؤسس لمنهج جديد يعطي من خلاله الفرصة الكاملة لجميع الخبرات أن تعمل وفي ذات الوقت يفعل من خلال تلك الرؤية للدور الرئيسي والهام لرعاية الشباب بأن تكون أكثر تأثيراً وحضوراً في ساحة العمل الشبابي والرياضي داخل المجتمع السعودي ولعل تلك الخطوات لم تظهر فوائدها بشكل واضح حتى الآن ولكنها مؤشر حقيقي لأهمية تلك الخطوات في ظل تراكمات لسنوات كثيرة جعلت من المفهوم السائد لدى المجتمع أن الرئاسة العامة لرعاية الشباب عبارة عن كرة قدم كون الرئيس العام لرعاية الشباب هو رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم وكانت مخرجات العمل برمتها تقيم على أساس نتائج كرة القدم مما شكل ستاراً حجب المجتمع عن ما تقوم به الرئاسة العامة لرعاية الشباب وفي ذات الوقت شكل عبئاً كبيراً تتحمله الرئاسة العامة لرعاية في الوقت الذي كان ولابد أن تتحمل ذلك العبء جهات حكومية عدة لها علاقة مباشرة وغير مباشرة بفئة الشباب وبالرياضة أيضاً. الاستقالة لماذا؟ عندما تقدم الامير نواف بن فيصل بإستقالته من رئاسة الاتحاد السعودي لكرة القدم ورئاسة هيئة دوري المحترفين والإعلان عن الانتخاب الكامل لمجلس إدارة الاتحاد السعودي لكرة القدم فمن وجهة نظر شخصية أستطيع أن أقول أن الأمير نواف استطاع أن يقدم رسالة واضحة من أول يوم تولى فيه مهام عمله رئيساً عاماً لرعاية الشباب بأن كرة القدم لابد أن تكون منفصلة تماماً وأن تكون كياناً مستقلاً يعمل في إطار إحترافي كامل بعيداً عن أي تأثير وأن العمل الشبابي يحتاج اليوم لتفرغ كامل وأن الرئاسة العامة لرعاية الشباب بدأت تصحح من منظومة العمل والرؤية وفي ذات الوقت تعبيراً لأهمية تفعيل دور الرئاسة العامة لرعاية الشباب في منظومة المجتمع وتأكيد على ضرورة تغيير الصورة السائدة من أن الرئاسة العامة لرعاية الشباب هي كرة قدم ونتائج منتخبات وصراعات فرق كرة قدم وأن الوقت حان لتصحيح المسار. وفي ذات الوقت أكد أن الأمير نواف بأن الانتخابات والاستقلالية لكافة الألعاب لابد أن يؤسس بشكل صحيح لمواكبة التطور الرياضي وفتح المجال أمام الجميع للعمل. ولعلنا قبل سنوات كنا نتخوف من أن يتم الانتخاب الكامل وخاصة في اتحاد كرة القدم كونه يعد الاتحاد الأكثر عملاً وتأثيراً والأكثر إنجازاً ولكنه جعل من الاتحاد السعودي لكرة القدم خلال أشهر مثالاً متميزاً في صناعة الانتخابات الرياضية وأصل لمفهوم الاستقلالية وفي ذات الوقت أبلغ المجتمع بأن كرة القدم ليست الرئاسة العامة لرعاية الشباب ولعل هذا يعد تغييراً جذرياً في كيفية التعاطي الصحيح مع الكيانات ومخرجاتها في ظل خلط واضح استمر لسنوات طويلة. ومن هنا نجد أن القرار لم يكن لمجرد الهروب من المسئولية كما أراد البعض أن يصور ذلك بقدر ماهو رسالة إدارية من مسئول بدأ يفصل المهام والمسئوليات ويضعها في إطارها الصحيح ويؤكد أن المرحلة اليوم تختلف والزمان يتحول وأن الشباب أحق بأن يفعل دورهم في المجتمع والذي يبدأ من تفرغ المسئول الأول وهو ما يعني أن العربة اليوم بدأت تسير في الطريق الصحيح في ظل أن قائد العربة شخصية شابة قريبة سناً وروحاً وعملاً من الشباب. تفعيل دور رعاية الشباب أول الخطوات التي قام بها الأمير نواف بن فيصل في تفعيل دور رعاية الشباب داخل المجتمع اختار أن يكون المجتمع وشبابه هو الهدف فسارع في تفعيل جميع أنواع التواصل ودخل مواقع التواصل الاجتماعي بكافة أشكالها فأصبح المسئول الأول متاحاً في كل وقت فقيمة التواصل تجعل من المسئول قريباً من أرض الواقع يتلمس بذلك الاحتياجات ويناقش القضايا بكل شفافية دون عوائق أو تكلف ولعل المجتمع وشبابه في بداية الأمر كان يتعامل مع ذلك الوضع على النمطية المرسومة في ذهنه بأن الرئاسة العامة لرعاية الشباب هي كرة القدم فكانت الكثير من القضايا التي تطرح تتمحور حول كرة القدم ومشاكلها وقضاياها واستطاع الأمير نواف بن فيصل أن يحتوي المجتمع وفي ذات الوقت يغير المفهوم بأن الرئيس العام لرعاية الشباب ليس رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم وبدأ المفهوم في التغير شيئاً فشيئاً حتى أصبح الحديث ينطلق في قضايا الشباب وهمومهم وتطلعات أكثر من كرة القدم. ولم يكتف الأمير نواف بن فيصل بذلك بل سارع للنزول للشارع والالتقاء بالشباب ومشاركتهم نشاطاتهم في أكثر من موقع ومنطقة وتلبية احتياجاتهم مما يسهل ممارسة ومزاولة أنشطتهم وهواياتهم الرياضية والترويحية وكانت تلك الخطوات الأولى التي يقوم بها مسئولاً عن الرئاسة العامة لرعاية الشباب وعمل على إنشاء قنوات على اليوتيوب تخاطب شريحة الشباب وأطلق برنامج ( نواف مع الشباب ) والذي قدم من خلاله برامج تحاكي وتخاطب فئة الشباب وتلبي إحتياجاتة وتجيب عن تساؤلاته. وعمل الأمير نواف بن فيصل بالوقوف المباشر على ما يقدم من مشاريع لخدمة الشباب والرياضة فقام خلال أشهر بجولات تفقدية شملت كافة مناطق المملكة في خطوة تعد الأولى من نوعها في تاريخ الرئاسة العامة لرعاية الشباب ووقف على الكثير من المشاريع وافتتح أخرى وحضر الندوات وورش العمل هنا وهناك وزار التجمعات الشبابية في الساحات والأندية والجامعات ووصل عدد المناطق والمحافظات التي زارها خلال الأشهر الماضية أكثر 11 منطقة ومحافظة في خطوة هي الأولى التي يقوم بها مسئول عن الرئاسة العامة لرعاية الشباب بل إن بعض المناطق التي زارها تعد الزيارة الأولى للرئيس العام لرعاية الشباب حيث زار منطقة المدينة المنورة وحضر ندوة رعاية الشباب ( الواقع والمأمول ) والتقى في ذلك الوقت بمنسوبي وطلاب جامعة طيبة وناقش مباشر مع طلاب الجامعة وتفقد مدينة الامير محمد بن عبدالعزيز الرياضية واجتمع برؤساء أندية المنطقة كما قام بزيارة لمحافظة الطائف وشارك في ندوة شبابية تحت عنوان ( ماذا نريد من الشباب وماذا يريدون ) والتقى أيضاً برؤساء الأندية هناك ومن ثم زار مدينة الدمام وحضر احتفال اللجنة المحلية لتكريم الرياضيين وزيارة الأندية وافتتاح بعض المنشآت الرياضية ثم توجه لمنطقة حائل والاجتماع برؤساء الأندية وتفقد المشروعات التي تقيمها الرئاسة العامة لرعاية الشباب في المنطقة ووضع حجر الأساس لمنشأة نادي الجبلين وحضور ختام رالي حائل الدولي. كما زار الأمير نواف بن فيصل محافظة وادي الدواسر وافتتح مدينة الأمير ناصر بن عبدالعزيز الرياضية والاجتماع برؤساء أندية المحافظة ومن ثم زيارته لنادي الوحدة بمنطقة مكة المكرمة وزيارة نادي الاتحاد في محافظة جدة. وزار أيضاً محافظة الأحساء وتفقد منشآت نادي هجر والمدينة الرياضية وزيارة نادي الفتح والاجتماع برؤساء الأندية في المحافظة. وخلال الأسابيع الماضية قام الأمير نواف بن فيصل بزيارة لمنطقة جازان وافتتاح فعاليات المهرجان الشبابي وتفقد المدينة الرياضية والاجتماع برؤساء أندية المنطقة واختتم زياراته مؤخراً لمنطقة عسير والتي افتتح فيها الساحة الرياضية بمحافظة خميس مشيط وتفقد مدينة الأمير سلطان بن عبدالعزيز الرياضية والاجتماع برؤساء الأندية هناك. ما ذكرته آنفاً ليس لمجرد السرد بل هي مؤشرات حقيقة تؤكد أن الرئاسة العامة لرعاية الشباب ورئيسها تحديداً بدأت تعمل في إطار مؤسساتي جديد يهدف لتفعيل دور العمل في المجتمع وتكثيف الأنشطة الشبابية وإعادة صياغة مفهوم الدور المنوط برعاية الشباب. ولم يتوقف الأمير نواف عند ذلك بل عمد لتفعيل أدوار للرئاسة العامة لرعاية الشباب من خلال دمج العمل الرياضي والشبابي والاجتماعي والقطاع الخاص والقطاع الاعلامي ليعلن إطلاق ملتقى المسئولية الاجتماعية لقطاع الأعمال إتجاه شباب الوطن وذلك لتفعيل دور مؤسسات المجتمع بكافة القطاعات وتفاعلها مع القطاع الشبابي والرياضي في إطار مفهوم جديد يتمحور حول المسئولية الاجتماعية ويعلن في ذات الوقت عن إنشاء إدارة متخصصة في الرئاسة العامة لرعاية الشباب تحت مسمى إدارة المسئولية الاجتماعية لتكون الرئاسة العامة لرعاية الشباب أول جهة حكومية تعلن عن تلك الخطوة وهي البادرة التي تهدف لتأصيل مفهوم المسئولية الاجتماعية داخل المجتمع في إطار العمل الشبابي. وأضيف لذلك كله تفقده تطويره لمشروعات متعدد ووقوفه عليها من ملعب الأمير عبدالله الفيصل ومشروع مدينة الملك عبدالله الرياضية وملعب الأمير فيصل بن فهد وغيرها من المشاريع القائمة منها ماهو جديد وآخر قائم مما يجعلنا نشاهد تنوعا يبرز لنا دور المسئول في منظومة عمله. ماهو الهدف ما أقوله اليوم ليس من أجل أن نمجد في شخصية الأمير نواف بن فيصل بقدر ما هو حق لابد أن يظهر في ظل انتقادات واسعة كنا نطلقها بالأمس لدور الرئاسة العامة لرعاية الشباب فالحديث عن السلبيات لابد أيضاً أن يقابله حديث يظهر تلك الإيجابيات لكي نكون بذلك منصفين وعندما يعمل المسئول ويجتهد فمن حقة علينا كإعلام أن نكون أول من يظهر أهمية العمل ومن هنا لا يهمني سوى أننا اليوم بدأنا نرى ونلمس ونشاهد ونعرف ماذا يعني الرئاسة العامة لرعاية وأننا بدأنا نشاهد المسئول الأول يزور ويفتتح ويشارك ويناقش ويحاور ويطلق برامج ويفعل أخرى ويتلمس الاحتياجات ويراقب العمل ويتواصل بجميع أشكال وأنواع التواصل التي لابد أن نراها في كل مسئول. ولأننا نعلم حجم التحديات وضخامة المسئولية في ظل عنوان عريض يحمل الكثير من المسئوليات فعندما نقول الرئيس العام لرعاية الشباب فنحن نتحدث عن مسئول يحمل هموم 65% من المجتمع ومع هذا نحن نعرف ويعرف الجميع أن مسئولية الشباب لا تقف على جهاز واحد فلابد أن نضع النقاط على الحروف فهناك الملايين من الشباب يندرجون تحت مسئوليات جهات عدة وليس رعاية الشباب فوزارة التربية والتعليم معنية بالشباب ووزارة التعليم العالي والصحة والداخلية والبلديات والجامعات ووزارة العمل وغيرها من الجهات الحكومية فليس من المنصف أن نحمل الرئاسة العامة لرعاية الشباب كل تلك المسئوليات في ظل إمكانيات وصلاحيات محدودة وميزانية لا تتجاوز ربع أو 10% من ميزانيات بعض الوزارات التي هي معنية بشكل مباشر بالشباب وليس من المنصف أيضاً أن نطلب من الرئاسة العامة لرعاية الشباب أن تقدم عملاً جباراً وهي لا تملك ما يؤهلها لذلك فعندما نعلم إن ميزانية النشاط الرياضي في وزارة التربية والتعليم تصل لـ(8) مليارات ريال فيما ميزانية الرئاسة العامة لرعاية الشباب وجميع الأندية والاتحادات واللجنة الأولمبية وكل النشاط الرياضي والشبابي لا يتجاوز مليارا و200 مليون ريال ولعل مثل تلك الأرقام كانت ولازالت من المنغصات التي تقف حجر عثرة في تطور منظومة العمل الرياضي والشبابي وفي الوقت ذاته نشاهد مجلس الشورى يناقش مواضيع ليست لها علاقة بتطوير العمل الشبابي والرياضي بل أن من أعضاء مجلس الشورى من استكثر على شباب ورياضيي هذه البلاد أن تقوم مؤسسة البريد السعودي برعاية أندية الوطن وكأن ذلك فجأة أصبح جرما مشهودا. المهم اليوم أننا نستعرض حجم التغيير وفي ذات الوقت نلمس حرص المسئول على العمل والتجديد والتطوير كيف لا وهو من حمل منذ سنوات مسئولية التطوير الرياضي وسجل الكثير من النجاحات التي طورت المنظومة الرياضية بشكل عام وكرة القدم بشكل خاص وها هو اليوم يسعي للنهوض بالعمل الشبابي والمجتمعي. كما أننا اليوم نطالب ونؤكد على أهمية تفاعل القطاعات الحكومية كلٌ فيما يخصه متى ما أردنا أن نشاهد تطوراً ملموساً للعمل الرياضي والشبابي وعلى وزارة المالية أن تدرك تماماً أهمية الرياضة والشباب وأن تعمل علي ربط التنمية بهذا القطاع الذي نعرف جميعاً أنه المتنفس الوحيد لشباب الوطن متى ما أرادت أن تثبت أنها تستهدف هذه الفئة فمن خلال العمل الرياضي والشبابي نستطيع أن نحافظ على هوية المجتمع وثقافته وصحته وأمنه وفي ذات الوقت نستطيع أن نخلق من خلاله فرص العمل وقتل الفراغ الذي هو اليوم يشكل أحد أهم العوامل التي يعاني منها الشاب والشابة في مجتمعنا فهل نستطيع القول إننا أوصلنا اليوم الرسالة بأمانة الكلمة وهل نستطيع أن نلمس أن هناك آذاناً صاغية وهل سنشاهد من يقدر الإعلام المسئول أم أننا سنشاهد ذات الفكر والنظرية التي تنظر للعمل الشبابي والرياضي أنه مجرد لعب ولهو وأن الرياضة والشباب ليست أولوية ممكن أن تصنف على قائمة الأولويات كما كنا نسمع من قبل والكلمة الأخيرة التي من الممكن أن نختم بها أنه علينا أن نقف اليوم يداً واحدة لنفجر طاقات الشباب ونقتل وقت فراغهم ونفعل دورهم في المجتمع ونحتضن رياضاتهم واهتماماتهم التي أصبحت اليوم أهم ما يشغل الرئيس العام لرعاية الشباب من واقع عمل ملموس فهل سنرى من يقف مسانداً لذلك الجهد والعمل أم أن الإحباط سيستمر.
مشاركة :