مقالة خاصة: مدرسة للفنون في مصر تفتح نافذة لحياة أفضل للأطفال والمراهقين عبر تعليمهم الموسيقى

  • 8/30/2023
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

القاهرة 30 أغسطس 2023 (شينخوا) في حارات وأزقة منطقة الدرب الأحمر بالقاهرة التاريخية، تجد الكثير من الطلاب ممن تتراوح أعمارهم بين 12 و18 عاما يهرولون لحضور حصص تعلم الموسيقى في مدرسة للفنون، فتحت لهم نافذة جديدة لتغيير نمط حياتهم وإيجاد فرص عمل لهم في المستقبل كفنانين. وبدون مصاريف أو أي مؤهلات تعليمية أو شروط اجتماعية أو عوائق روتينية، يمكن لأي ولد أو بنت أن يلتحق بدار "الفنون والثقافة"، وهي مؤسسة غير هادفة للربح تساعد القاطنين في منطقة الدرب الأحمر والأحياء المجاورة لها، وهي مناطق تقع في القاهرة التاريخية لكنها مكتظة بالسكان مما يجعل تعلم الموسيقى والفن أمرا غير أساسي بالنسبة لمعظم أطفال المنطقة. والدار عبارة عن مبنى مكون من ثلاثة طوابق ملاصقة لحديقة الأزهر بالقاهرة، ومحاطة بالكثير من الورش الصغيرة التي تعتمد بشكل كبير على عمالة الأطفال، لكن بمجرد فتح باب المبنى يظهر فناء كبير يمكن للمرء منه سماع أصوات الكثير من الآلات الموسيقية. وقال أشرف قناوي مدير دار "الفنون والثقافة"، التي تتبعها مدرسة "الدرب الأحمر للفنون"، إن هدفنا الأساسي هو مساعدة الطلاب على دراسة الموسيقى وإيجاد فرص عمل بمرتبات مجزية للخريجين. وأضاف قناوي لوكالة أنباء ((شينخوا)) أن معظم الأطفال في الدرب الأحمر والمناطق المحيطة بها يعملون في مهن يدوية مثل النجارة والسباكة والحدادة أو في مصانع صغيرة للأحذية والملابس، قبل أن يتابع أن "هدفنا هو إنقاذ الأطفال من العمل الشاق لساعات طويلة وتوجيههم نحو تعلم الفنون حتى يشعرون بطفولتهم". وتخرج من المدرسة حتى الآن نحو 300 طالب يعمل عدد كبير منهم حاليا مع فرق موسيقية في القرى السياحية المطلة على البحر الأحمر، وبعضهم يعزف وراء مطربين مشهورين، بينما أصبحت إحدى الخريجات ممثلة سينمائية مشهورة. ومن بين هؤلاء الخريجين عازف الدرامز محمد مجدي (21 عاما) الذي تخرج من المدرسة في العام 2019. وقال الشاب المصري لـ((شينخوا))، "لقد شجعتني مدرسة الدرب الأحمر للفنون على لعب الآلة التي لدي شغف تجاهها". وأوضح العازف الشاب، الذي شارك مع العديد من المطربين المشهورين، أن دخله الشهري قد تضاعف أربع مرات على مدار السنوات الثلاث الأخيرة. وشجعت مدرسة الفنون طلابها على استكمال تعليمهم والالتحاق كذلك بمعاهد وكليات التربية الموسيقية المرموقة وغيرها. وقال مجدي إنه يدرس حاليا في معهد تجاري، بالإضافة لعمله عازفا بفرق مشهورة. ويبدو أن نجاحه قد ألهم غيره من الشباب والفتيات للالتحاق بمدرسة الفنون، مثل سيد علي الذي يدرس الآن العزف على الطبلة واشترك في ثلاث حفلات هذا العام، محققا بعض المكاسب المادية التي تشجعه على الاستمرار. وقال علي لـ((شينخوا))، إنه "قبل انضمامي للمدرسة لم تكن لدي رؤية واضحة حول مستقبلي، لكني الآن أحلم بأن أرى نفسي على خشبة المسرح في إحدى الحفلات التلفزيونية". وأردف "لقد غيرت الموسيقى طريقة تفكيري وأخذتني بعيدا عن مشكلات الشوارع المتخمة بالعاطلين وغير المتعلمين إلى عالم جديد ملئ بالخبرات الجديدة والصداقات المفيدة". ويبدو أن الالتحاق بالمدرسة لم يكن سهلا في البداية لصعوبة إقناع الأهالي بأهمية الموسيقى، لذلك نظمت المدرسة الكثير من العروض الفنية ودعت أهالي المنطقة إلى حضورها والاستمتاع برؤية المراهقين والأطفال وهم يعزفون، مما غير وجه نظر الكثير من أولياء الأمور، وفقا لأميرة السباعي مديرة مدرسة الدرب الأحمر للفنون. وأوضحت أميرة أن الدراسة في المدرسة ثلاثة أيام في الأسبوع لمدة عامين، من بينها يومان لتعلم العزف على الآلة بينما اليوم الثالث لتعلم قراءة النوتة الموسيقية، وأشارت إلى وجود امتحانات دورية للطلاب يشرف عليها كبار الموسيقيين. وتابعت أن المدرسة تستهدف تعليم نحو 120 طالبا سنويا لكن هناك حالات تسرب بسبب صعوبة تعلم بعض الآلات أو رغبة الأطفال في العمل لتغطية نفقات أسرتهم المعيشية. والتحق حتى الآن 11 خريجا من المدرسة بكلية التربية الموسيقية بينما تعمل المدرسة على إعداد سبعة آخرين هذا العام للالتحاق بالكلية نفسها، وهو إنجاز كبير بالنسبة للقائمين على المدرسة. وأضافت مديرة المدرسة أن من أكثر الفئات المستهدفة للمدرسة هم الشباب غير المتعلمين من أجل تشجيعهم على استكمال تعليمهم عبر الموسيقى. وأردفت أن الطلاب يتعلمون في المدرسة حاليا آلات الإيقاع والدرامز والترومبيت والكلارينيت والعود والأكورديون، بالإضافة إلى دراسة النوتة الموسيقية، وأشارت إلى أنه سيتم في بداية سبتمبر القادم افتتاح قسم جديد للغناء والكورال.

مشاركة :