أجرى سلطان النيادي، رائد الفضاء الإماراتي، تجربة ارتداء بدلة سبيس إكس للتأكد من أنها لا تحتاج لتعديلات على قياساتها بعد 6 أشهر في الفضاء، ويأتي ذلك استعداد للعودة إلى الأرض على متن مركبة دراجون والتي ستنفصل عن محطة الفضاء الدولية في 2 سبتمبر، وستقوم بسلسلة من العمليات للابتعاد عن المختبر المداري. وتمتاز بدلة الانطلاق والعودة، بأنها غير مجزأة، من الخوذة إلى الحذاء، ومروراً بالقفازات، حيث تعتبر قطعة واحدة يرتديها رواد الفضاء، كما أنها مضادة للحرائق، وتتميز بخوذة بلاستيكية مطبوعة بتقنية ثلاثية الأبعاد، وقفازات ملائمة لاستخدام شاشات اللمس، إضافة إلى احتوائها على نظام لحماية الأذن من الضوضاء أثناء عمليات الانطلاق للفضاء وإعادة الدخول للأرض. وتتصف البدلة بأنها خفيفة الوزن، وتتميز بشكل مختلف للخوذة، حيث أصبحت ذات حجم أقل، وفيها سحاب بدلاً من القفل، كما كان في التقليدية، والقفازات ملائمة لاستخدام شاشات اللمس أيضاً، خلال رحلة الانطلاق عبر مركبة «دراجون»، كما صممت الخوذة لتوفر الراحة لرواد الفضاء داخل المركبة، حيث توجد سحابات عند منطقة البطن لتُعطي مرونة أكثر عند الجلوس أو الحركة، ونظام تبريد للبدلة باستخدام بخار الماء. ويواصل النيادي استعدادات العودة إلى كوكب الأرض بعد إنجاز المهمة التي امتدت لـ 6 أشهر، شارك خلالها في أكثر من 200 تجربة علمية بالتعاون مع وكالات فضاء عالمية، وجامعات إماراتية، وتنوعت هذه التجارب بين مجالات مختلفة، مثل زراعة النباتات، والعلوم الإنسانية، وتقنيات استكشاف الفضاء، وسلوكيات السوائل، وعلم المواد، وإنتاج البلورات، وغيرها من التجارب العلمية المميزة التي ستفيد المجتمع العلمي العالمي، والباحثين، والطلاب داخل دولة الإمارات وحول العالم. ونجح النيادي خلال المهمة في تحقيق عدد من الإنجازات المهمة كان أبرزها خوضه أول مهمة سير في الفضاء بتاريخ العرب، والتي نجح في إنجازها رفقة رائد الفضاء ستيفن بوين. إلى جانب مهامه العلمية على متن محطة الفضاء الدولية، شملت مهمة النيادي جانباً مجتمعياً أيضاً، تبلور في سلسلة «لقاء من الفضاء»، والتي جذبت أكثر من 10 آلاف شخص ما بين طلاب ومحبي للفضاء من جميع أنحاء الإمارات، وتنوعت هذه السلسلة ما بين اتصالات مرئية واتصالات لاسلكية.
مشاركة :