«الهيئة العليا» في المعارضة السورية تتجه لإعلان مشاركتها في المفاوضات

  • 3/9/2016
  • 00:00
  • 9
  • 0
  • 0
news-picture

تتّجه المعارضة السورية خلال الساعات القليلة المقبلة للإعلان عن موافقتها على المشاركة في مفاوضات جنيف المزمع عقدها نهاية الأسبوع انطلاقا من معطيات إيجابية مرتبطة بتنفيذ الإجراءات الإنسانية التي كانت قد طالبت بها، إضافة إلى ارتكاز جدول الأعمال على نقطتين أساسيتين هما: وقف إطلاق النار النهائي، والبحث في عملية الانتقال السياسي، وفق ما قال عضو الهيئة، فؤاد عليكو، متوقعا ألا يصل الوفد المفاوض إلى جنيف قبل 14 مارس (آذار) الحالي. وفي وقت أعلنت فيه جيسي شاهين، المتحدثة باسم المبعوث الدولي الخاص لسوريا ستيفان دي ميستورا، أن جولة جديدة من المحادثات ستبدأ في جنيف في موعد أقصاه 14 مارس الحالي، لا تزال الهيئة العليا التفاوضية متمسكة برفضها إدخال طرف ثالث على المفاوضات، في إشارة إلى ما يعرف بـ«مجلس سوريا الديمقراطية». وفي حين أشارت مصادر في حزب الاتحاد الديمقراطي لـ«الشرق الأوسط» إلى أنه لغاية الآن لم يتلق دعوة للمشاركة في المفاوضات، اتهم رئيس الحزب صالح مسلم، في حديث لوكالة «رويترز» الجماعات المعارضة بوضع العراقيل في مسار الحل السياسي، عادًا أن «الجهود التي تقودها الأمم المتحدة لإجراء المفاوضات تواجه عراقيل كثيرة». وقالت شاهين أمس: «دي ميستورا وفريقه مستعدون لاستقبال جميع المشاركين ابتداء من اليوم (..) وسيجرون اجتماعات تحضيرية قبل المناقشات الجوهرية». وأضافت: «لكن هذا الأسبوع صعب جدا من الناحية اللوجيستية» بسبب إقامة معرض سيارات كبير في جنيف، مما أدى إلى ازدحام فنادق المدينة، فيما سيصل المشاركون في المحادثات في مواعيد مختلفة، ولكن «المفوض سيبدأ اجتماعات جوهرية مع الموجودين في جنيف في موعد أقصاه 14 مارس»، بحسب المتحدثة. وقال عليكو في حديثه لـ«الشرق الأوسط»: «تجري الهيئة العليا مشاورات مكثفة على أن تعلن عن موقفها النهائي غدا (اليوم الأربعاء)، في أبعد تقدير، ويمكن القول إن هناك توجّها إيجابيا لمشاركتنا بناء على المعطيات المتوفرة لدينا»، موضحا: «تلقينا تأكيدات من دي ميستورا على أن البحث سيرتكز على نقطتين رئيسيتين، هما: الانتقال السياسي، ووقف إطلاق النار، في ظل العمل على استمرارية الهدنة التي تسجّل تدرجا جيدا لانخفاض مستوى العنف، وإيصال المساعدات الإنسانية إلى مزيد من المناطق المحاصرة، إضافة إلى الوعود ببدء إطلاق سراح المعتقلين، لا سيما النساء والأطفال». وفي حين لفت عليكو إلى الضغوط التي تمارسها روسيا لإضافة وفد ثالث، على غرار المحاولات السابقة، في الجولة الأولى من المفاوضات، فإنه أكد إصرار الهيئة على رفض هذا الأمر، وقال: «هناك ضغوط لمشاركة بعض الشخصيات التي تقول إنها ليست مع المعارضة ولا مع النظام، أبرزهم، قدري جميل وصالح مسلم وهيثم مناع، وهو ما لم ولن نقبل به إلا إذا التزم هؤلاء بثوابت الثورة، لا سيما المتعلقة بهيئة حكم انتقالية كاملة الصلاحيات، عندها قد نعيد النظر في الأمر، إنما أن يشكلوا طرفا ثالثا على الطاولة، فهذا أمر غير مقبول». وأعلن قدري جميل رئيس حزب «الإرادة الشعبية» أن ما يعرف بـ«وفد مجموعة موسكو - القاهرة»، ينوي الذهاب إلى الجولة الثانية لمفاوضات جنيف قبل 14 مارس. وقال جميل: «طلبوا منا الحضور قبل 14 مارس، وأنا سأذهب في 12 مارس. أما هيثم مناع (الرئيس المشارك لمجلس سوريا الديمقراطي) فما زال يرفض المشاركة من دون الأكراد. نحن 8 أعضاء (مجموعة موسكو – القاهرة)، ونعتقد أن علينا المحافظة على وضعنا ومتابعة المشاركة والعمل من أجل تمثيل الأكراد في هذه المفاوضات». وكان ممثل الأكراد السوريين في موسكو رودي عثمان أعلن أن الدول المنظمة لمفاوضات جنيف، وعدت أكراد سوريا بدعوة ممثليهم إلى جنيف، لكن الدعوة لم تصل حتى الآن. ونقلت وكالة «آكي» الإيطالية للأنباء أول من أمس، عن مصادر في المعارضة السورية أن روسيا لم تعد متمسكة بدعوة قدري جميل رئيس حزب «الإرادة الشعبية»، ورندا قسيس رئيسة «حركة المجتمع المدني» إلى مفاوضات جنيف، بينما تتمسك بدعوة صالح مسلّم رئيس حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي السوري وآخرين معه من «مجلس سوريا الديمقراطي». ورأت المصادر أن المبعوث الأممي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا في الغالب سيتجاوب مع الرغبة الروسية، ولن يوجه الدعوة لمن تخلت عنهم موسكو، خاصة أن المعارضة السورية تعدهم «إشكاليين». ومثل الجولة الأولى من المحادثات التي جرت في فبراير (شباط)، فإن الجولة التالية التي أعلن النظام السوري الاثنين الماضي نيته المشاركة فيها، ستشتمل على ما يسمى «المحادثات غير المباشرة» التي سيلتقي خلالها دي ميستورا بمختلف الأطراف بشكل منفصل.

مشاركة :