أكد وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان أن عودة العلاقات بين بلاده والسعودية من شأنها أن تترك أثرا جيدا على مستوى المنطقة ولبنان. وقال عبد اللهيان في مؤتمر صحفي في ختام زيارة للبنان اليوم (الجمعة) "نقيم بشكل إيجابي عودة العلاقات بين طهران والرياض لحالاتها الطبيعية"، مشيرا إلى دخول بعض الدول الأخرى في حالة حوار مع إيران "سواء بشكل علني أو سري، من أجل عودة العلاقات إلى شكلها الطبيعي". وأكد عبد اللهيان أنه "ليست لدى إيران والسعودية أي نية للتدخل والتأثير في القرارات السياسية التي تتخذ من قبل السياسيين اللبنانيين". وأضاف أنه "خلال اللقاءات التي أجريتها مع كبار المسؤولين في السعودية، سمعت بعض المواقف والرؤى المرتبطة بالعديد من الشؤون الدولية ومنها ما يتعلق بلبنان". وكان وزير خارجية إيران زار السعودية قبل نحو أسبوعين للمرة الأولى منذ استئناف العلاقات الدبلوماسية بين البلدين بموجب اتفاق تم بوساطة الصين في العاشر من مارس الماضي لإنهاء قطيعة استمرت سبع سنوات بين طهران والرياض. من جهة أخرى، أكد عبد اللهيان "دعم أي توافق يتم التوصل إليه بين السياسيين اللبنانيين". وقال إن "إيران لم تتدخل في أي وقت من الأوقات في الشؤون الداخلية للبنان"، مؤكدا "رفض أي تدخل خارجي يؤثر على القرارات السياسية التي تتخذ من قبل النخب السياسية اللبنانية، ونعتقد أن استمرار التدخلات من شأنه أن يزيد الأوضاع تعقيدا". واعتبر أن مسائل إيجاد حل للفراغ الرئاسي وانتخاب رئيس للجمهورية وتشكيل حكومة جديدة هي "من القرارات السيادية المناطة بالقادة السياسيين في لبنان". ويشهد لبنان فراغا رئاسيا منذ 31 أكتوبر الماضي مع انتهاء ولاية الرئيس السابق ميشال عون من دون انتخاب خلف له، حيث أدى الانقسام السياسي وعدم اتفاق الكتل البرلمانية على شخصية توافقية إلى إخفاق البرلمان في انتخاب رئيس جديد للبلاد. ولفت عبد اللهيان إلى أن "اللاعبين الخارجيين يمكنهم لعب دور فعال لتحفيز الحوار بين القادة السياسيين اللبنانيين، وينبغي احترام الحوار اللبناني الداخلي"، مشيرا إلى أن "القادة اللبنانيين أثبتوا دائما أنهم لم يرضخوا للضغوط الخارجية". على صعيد آخر، أشار عبد اللهيان إلى أن الولايات المتحدة أعطت "وعودا فضفاضة" للبنان باستجرار الكهرباء من الأردن والغاز من مصر لكن المسألة لم تصل إلى نتيجة. وقال إنه تطرق مع المسؤولين الذين التقاهم إلى موضوع دعم إيران للبنان في ملف الطاقة، موضحا أن قبول الهبات الإيرانية بحاجة إلى قرار من الحكومة اللبنانية. وأضاف أنه بمجرد اتخاذ لبنان هذا القرار فإن إيران مستعدة لإرسال الفرق والتجهيزات فورا لإنشاء معامل لإنتاج الطاقة في لبنان بقوة بقدرة 2000 ميغاواط. ويشهد لبنان منذ أواخرعام 2019 أزمة مالية واقتصادية حادة تجسدت في شح العملة الأجنبية وتراجع الليرة اللبنانية وارتفاع معدلات الفقر والبطالة والتضخم وتقنين إمدادات التيار الكهربائي. وحول الاتفاق النووي الإيراني، رأى أن "إيران لديها الإرادة السياسية التي تدفع كافة الجهات إلى العودة للاتفاق النووي". واعتبر أن "الحوار غير المباشر بين إيران والولايات المتحدة بشأن تبادل تحرير وإطلاق سراح السجناء والإفراج عن بعض الأرصدة الإيرانية المجمدة سيساعد في الحوار حول الاتفاق النووي". وكان عبد اللهيان وصل أمس إلى بيروت وأجرى لقاءات شملت رئيس البرلمان نبيه بري وأمين عام حزب الله حسن نصرالله وقادة من حركتي المقاومة الاسلامية (حماس) والجهاد الإسلامي ونظيره اللبناني عبد الله بوحبيب.
مشاركة :