أفاد مراسل الغد من الخرطوم، اليوم السبت، بسماع دوي قصف مدفعي عنيف في العاصمة السودانية بدأ منذ ساعات ليل أمس واستمر حتى فجر اليوم، مشيرا إلى اتساع رقعة القصف الذي شنه الجيش السوداني في ساعات الصباح، ليشمل مشاركة الطائرات الحربية والمسيرات. وأشار مراسلنا إلى أن الهجوم استهدف مواقع وتمركزات لقوات الدعم السريع. وأفاد شهود عيان بمنطقة شرق الخرطوم بسماع دوي انفجارات عنيفة، وأيضا بمنطقة جنوب الحزام الواقعة جنوب العاصمة. كما أكد الشهود فتح جبهات قتالية متعددة في شرق النيل عبر مدفعية الجيش السوداني باتجاه مواقع للدعم السريع. أيضا طال القصف عدة مناطق في مدينة أم درمان، خاصة في محيط سلاح المهندسين، وهي المنطقة التي لم تغب عنها الاشتباكات خلال الفترة الماضية. كما نفذ الجيش السوداني، عبر الطائرات المسيرة، على مواقع للدعم السريع في منطقة شرق النيل، وهي المنطقة القريبة من جسر المنشية الرابط بين الخرطوم وشرق النيل. وأكدت مصادر بوقوع اشتباكات عنيفة على عدة جبهات قتالية. فيما يستمر الوضع الإنساني في التفاقم، وتزداد المعاناة مع استمرار المعارك وعدم التمكن من وصول المساعدات. هذا بالإضافة إلى استمرار حالات النزوح من الأحياء في العاصمة السودانية، خاصة المحيطة بمنطقة سلاح المدرعات. وأكد مراسلنا أن حركة النزوح الأكبر تشهدها حاليا مدينة نيالا بولاية جنوب دارفور، حيث نزح الكثيرون منها جراء الاشتباكات المتواصلة واختفاء الخدمات الأساسية مثل الكهرباء والمياه وتوقف عمل المنشآت الصحية. وأضاف أن حركة النزوح تمثل أيضا خطورة بالغة للسكان في نيالا، إذ لا تتوفر وسائل النقل ووعورة الطرق وانتشار العصابات المسلحة، لافتا إلى أن شهود عيان أكدوا أن بعض الجماعات القبلية أنشأت نقاط ارتكاز تحصل رسوما باهظة للعبور، ما زاد من معاناة المواطنين، ما أدى إلى ترك البعض من أصحاب الأمراض المزمنة لمواجهة مصيرهم.