تظهر أدلة وشواهد دامغة من مختلف أنحاء العالم أن مرحلة رياض الأطفال تؤدي على الفور إلى تحسين الاستعداد للالتحاق بالمدرسة، وترفع مستوى التحصيل الدراسي والتقدم خلال المرحلتين الابتدائية والثانوية، مع تقليل الميل إلى ارتكاب الجرائم خلال فترة المراهقة وتقليل الاعتماد على المساعدات الاجتماعية خلال مرحلة البلوغ. قلصت كورونا، بشكل كبير، الفرص المبكرة لبناء المهارات. بين الأطفال الصغار، تظهر أدلة وشواهد جديدة من بنجلادش أن كورونا أدت إلى خسائر هائلة في المهارات المعرفية واللغوية والاجتماعية والوجدانية، وهي خسائر، بحسب تقديراتنا، ستترجم إلى انخفاض بنسبة 25 في المائة في الدخل المتوقع في أوج سن العمل. وفي السنة الأولى من كورنا، فقد أكثر من 50 في المائة من الوقت المخصص للتعليم في رياض الأطفال، ولم يرجع معدل الانتظام في رياض الأطفال في عديد من الدول إلى مستويات ما قبل الجائحة. ومن الصعب الوصول إلى الأطفال في منازلهم، فضلا عن التكلفة الباهظة لذلك. والأطفال الذين كانت أعمارهم أقل من ستة أعوام عندما بدأت عمليات الإغلاق بسبب كورونا كانوا إما في المدرسة الابتدائية أو في سن يمكنهم فيه الاستفادة من التعليم في مرحلة الحضانة ورياض الأطفال. وينبغي أن نغتنم هذه الفرصة لمعالجة الانتكاسات المرتبطة بكورونا في وقت مبكر قبل أن تتضخم وتتحول إلى مشكلات أكثر تعقيدا مع تقدم هؤلاء الأطفال في السن. وينبغي أن يأتي تحسين نطاق تغطية التعليم في مرحلة الحضانة ورياض الأطفال ومحتواه في صدارة استراتيجيات رأس المال البشري للدول. وحول تعويض الفاقد التعليمي بين الأطفال في سن الدراسة، فحتى قبل كورونا، كانت الدول منخفضة ومتوسطة الدخل تعاني أزمة تعلم. وحولت الجائحة الأزمة إلى كارثة. ويعيش أكثر من مليار طفل في دول أغلقت المدارس لمدة عام على الأقل. وتشير تقديراتنا أن الأطفال فقدوا شهرا من التعلم مقابل كل شهر من إغلاق المدارس، أي أنهم لم يتعلموا عندما لم يكونوا في المدرسة. وفي بعض الحالات، نسوا ما تعلموه من قبل. كما تدهورت الصحة العقلية للأطفال في سن الدراسة أثناء الإغلاقات. وستلعب المدارس دورا كبيرا في تعويض كل هذه الخسائر في المهارات والصحة العقلية. ووجد تقرير حديث للبنك الدولي أن دولة واحدة فقط من بين كل خمس دول شملتها الدراسة كانت لديها استراتيجية واضحة للتعافي وتسريع وتيرة التعلم إلى ما كانت عليه بعد إعادة فتح المدارس. ومن حسن الطالع أن هناك استراتيجيات ثبتت جدواها لتحسين التعلم في هذه الأوساط والبيئات.
مشاركة :