الموضة والتصوير عالمان متلازمان كالضوء والعتمة، يكملان بعضهما كلعبة الأحاجي Puzzle، فلا يمكن الحديث عن الموضة من دون صورة، ولكن يمكن للصورة أن تتكلم بأسلوب خالٍ من الأناقة. فهل يعني ذلك أن الصورة أبلغ من التصميم، وأنها أكبر من أن يحتويها زيّ؟ أم أن التصميم فن أعمق من أن تختزله صورة ويختصره قاطع من الزمن؟ أسئلة كثيرة طرحناها في محاولة لفهم مكامن العلاقة التي تربط ما بين المصمّم والمصوّر والجمهور، تلك الثلاثية المعقدة التي سنسلط عليها الضوء مع كل من خبيرة الموضة السعودية هلا الخريجي، واستشارية المظهر ومصمّمة الحقائب سهى الداية، ومصوّر الموضة وصديق النجوم باتريك صوايا. يعود تاريخ العلاقة بين هذين العالمين إلى تاريخ تأسيس مجلات الموضة، أي إلى بداية القرن العشرين، ليرسم الأزياء بقلمه، إلى أن قامت دار النشر كوندي ناست Conde Nast بتوظيف المصوّر الألماني بارون أدولف دو مايير Baron Adolphe De Meyer في العام 1913، فنمت شهرة المجلة، وتوطدت العلاقة مع المصممين لتصوير مجموعات أزيائهم الجديدة كمواد تحريرية خاصة مع إطلاق المجموعات الجاهزة والعملية، لترسيخ ما يسمّى بصيحات الموضة التي يعتمدها الناس كمرجع للأناقة. كما ساهمت مجلات الموضة في انتشار أعمال المصممين الجدد آنذاك، مثل كوكو شانيل Coco Chanel، وإلسا سكاباريللي Elsa Schiaparelli، وجان لانفان Jeanne Lanvin... إحدى أعمال مصور الموضة نورمان باركنسون Norman Parkinson الذي اشتهر في تصوير قصص من الشارع، معروضة في المسرح الوطني اللندني، عام 2013. (مصدر الصورة :Rune Hellestad/Corbis via Getty Images) أفرزت الحرب العالمية الثانية، جيلاً جديداً من العارضات مثل تويغيTwiggy، وجين شرمبتون Jean Shrimpton، ومعهنّ المصوّرين الذين صمّموا استديوهات خاصة لجلسات الموضة، مثل المصوّر البريطاني نورمان باركنسون Norman Parkinson الذي أحدث ثورة في عالم التصوير، ونقل الجلسات التصويرية إلى الهواء الطلق. بدوره التقط الأميركي ريتشارد أفيدون Richard Avedon في الخمسينيات صوراً لصالح ديور Dior، وبيعت إحدى أعماله في العام 2010 بأعلى ثمن حققته صورة للموضة، وأُطلق عليها اسم Dovima حيث تجسّد الصورة العارضة مع مجموعة من حيوانات الفيلة. في العام 1966 أطلق المصور دافيد لاشابيل David La Chapelle موهبته في عالم الموضة بفضل الفنان أندي وارهول Andy Warhol الذي دعم موهبته، وقد عُرف بقوة ألوانه الحيوية التي يستعين بها خلال التصوير. Embed from Getty Images أدّت التيّارات النسوية الناشطة في السبعينيات إلى تعزيز الصور التحرّرية، وإلى بروز عارضات أكثر صلابة في العروض والجلسات التصويرية، وشهدنا موجة من المصوّرات على غرار سارة مون Sarah Moon. ولكنّ الحال تغيّر مع المصوّر الألماني هلموت نيوتن Helmut Newton الذي حرص على إبراز مفاتن المرأة في جلساته التصويرية للموضة، وغلب على صوره لونا الأبيض والأسود. كما برز اسم المصور بيتر ليندبرغ Peter Lindberg المعروف بتصوير حملات كلّ من غوتشي Gucci، ودولتشي أند غابانا Dolce & Gabbana، وفاقت شهرته الوصف بسبب تصويره غلافاً لمجلة فانيتي فير Vanity Fair لليدي ديانا Lady Diana، في العام 1977. فستان من مجموعة إلسا سكاباريللي Elsa Schiaparelli لسباق الخيل في أسكوت، عام 1934، من جيمس جارش James Jarche، عام 1934. (مصدر الصورة :Daily Herald Archive/SSPL/Getty Images) تسببت الأزمة الاقتصادية في الولايات المتحدة، فضلاً عن اختراع الدنيم، بظهور عارضات طبيعيات أكثر مرونة وعفوية في التصوير. واتخذت جلسات الموضة الطابع العملي في الثمانينيات، مع عارضات يتمتّعن بجمال طبيعي مثل كريستي تورلنغتون Christy Turlington، وسيندي كراوفورد Cindy Crawford، وكلوديا شيفر Claudia Schiffer، وأطلق عليهنّ لقب سوبر موديلز Super Models، في عصر سبقت شهرتهن النجومّ. وقد نجح المصوّر الفرنسي باتريك دومارشولييه Patrick Demarchelier في تجسيد تلك الهالة الساحرة لهؤلاء العارضات. وفي النصف الثاني من القرن العشرين بدأت صيحات الرجال تتبدّل وتتحوّل مع دور مثل جورجيو أرماني Giorgio Armani لتتخذ الرجولة مفهوماً عصرياً بفضل مصوّرين مثل بروس ويبر Bruce Weber. كذلك في في الثمانينيات اكتسب المصور بروس ويبر Bruce Weber شهرته عبر تصوير لقطات عفوية وطبيعية لعارضاته وبات المصوّر الوحيد المؤهل لتصوير حملات ماركات راقية مثل رالف لورن Ralph Lauren، وكالفن كلاين Calvin Klein، وفرساتشيVersace ، وغيرها... Embed from Getty Images المصور ماريو تستينو Mario Testino في افتتاح معرضه Unfiltered، في ميلانو، عام 2021. (مصدر الصورة:Vittorio Zunino Celotto/Getty Images)) اليوم، تغير مفهوم التصوير، وتخلى عن بعده الفني وغدا أقرب منه الى الإعلان التجاري، وساد طابع سرّيالي أعمال العديد من المصوّرين البارزين مثل ماريو تستينو Mario Testino، وإيلين فون آنوِرث Ellen von Unwerth، ويورغن تيلير Juergen Teller. اكتشفي معنا كيف أثرت حقبة الرومانسية على فساتين الزفاف؟ منذ سن الثالثة عشرة بدأ المراهق باتريك صوايا يرافق والده لتصوير أعراس ومناسبات، فكانت البداية التي اكتسب منها خبرة ليطل بعدها عبر أسابيع الموضة مصوراً لدى الدور الراقية، واشتهر بعينه الثاقبة في التقاط تفاصيل الزيّ، واللقطات العفوية للمؤثرات والنجوم الذين كانوا يتوافدون لحضور أسابيع الموضة العالمية. ومع كل لقطة من الشارع «ستريت ستايل» Street Style بريئة ازدادت شهرته وتسابقت الدور للتعامل معه. في دردشة معه، أوضح لنا باتريك صوايا طبيعة عمله كمصوّر للموضة، فقال: «جلسات التصوير عالم واسع بحد ذاته لا يخلو من السحر، فهي منصة لتجسيد الانفعالات الحسية وترجمتها إلى واقع ملموس، فالتصوير هو نافذة المصمّم إلى العالم لأنه يعكس مزاج الأزياء عبر سيناريو أو Moodboard، يتم تركيبه بالتضافر مع عوامل أخرى من مؤثرات ضوئية وديكور منفّذ لتلبية فكرة معينة يرغب المصمّم في إرسالها، ويحاول عبر الصورة تقريبها من الناس. خلال تصوير مجموعة تابعة لدار أو مصمم، أحاول ابتكار هوية مرئية للمجموعة تستند إلى محورها ومصادر الإلهام التي لجأ المصمّم اليها. هنا المصوّر يحاول عبر إظهار تفاصيل الزيّ والخطوط والتطريز تكريم إرث الدار وحرفية مشغله العريق. يختلف الأمر لدى تصوير اتجاهات موضة معيّنة للمجلة، فالابتكار يكون أكبر ومساحة الحرية أوسع وتحفز على اختراع قصة وتجسيدها عبر قطع أزياء تخدم المحور الأساسي، من ديكور وخلفية ومزاج ووضعيات تصوير. نحن نعمل معاً، فالمصوّر هو الوسيط الأسرع لإبراز عمل المصمم وتقديمه إلى جمهور غير مباشر. التصوير هو القوة والدافع الذي يرتقي بالموضة إلى أعلى مستوياتها ويحفّز على انتشارها في العالم. من الناحية التقنية حدثت الكثير من التغييرات المواكبة للعصر، من عدسات وكاميرات رقمية وحتى في فرز الصور وتعديلها. فالمصور بات يمتلك الكثير من الأدوات لتصحيح وتعديل اللقطات. ومن الناحية النظرية غدت الأفكار والمحاور أكثر جرأة وتطوّراً، وأقرب منها إلى الطابع المستقبلي. أحبّ كلاً من باتريك دومارشولييه Patrick Demarchelier، وماريو تيستينو Mario Testino، وإيلين فون آنوِرث Ellen Von Unwerth، وآني ليبوفيتز Annie Leibovitz. لدينا مواهب عربية فذة في التصوير، وقد ارتقت إلى مستويات عالمية، ولكنها تنتظر فرصاً للتعامل مع دور عالمية وإيماناً أكبر بقدراتها. أتمنى رؤية المجلات العالمية تتعامل أكثر مع أسماء عربية. ننصحكِ بالاطلاع على إبداعات بأنامل حرفيي دور الأزياء تتشكل الصورة الإعلانية من تضافر عدة أطراف، هي: المصمم، المصوّر، خبير المظهر أو الستايليست، وخبير الموضة والعارضات، فلكلٍ منهم دوره الفريد في تحقيق نجاح الفكرة الابداعية التي تسوّق لها الدار. هم يتعاونون سوياً مع المخرج والمصمم لتحقيق رؤية العلامة التجارية وإنشاء صورة إعلانية تجذب الانتباه وتعبر عن هوية المنتج. وعن الفرق ما بين عمل استشارية المظهر وخبيرة الموضة، تخبرنا الاستشارية ومصممة الحقائب سهى الداية وهي سورية مقيمة في ألمانيا، وقد أسست شركتها الخاصة في مجال الموضة، عن مجريات الأمور، فتقول: «يعمل استشاري الموضة من خلال الاستشارات الفردية على تحديد المظهر والأسلوب العام للزبون، فيقوم بتنسيق الملابس والإكسسوارات وتحديد التسريحة والمكياج المناسب لها، إن كان بشكل فردي أو كشركة (للعارضات أو الممثلين في الإعلان). ويعتمد خبير الموضة Stylist على معرفته العميقة بالموضة والاتجاهات السائدة لإيجاد مظهر يتوافق مع رؤية العلامة التجارية ويعكس رسالتها... وغالباً ما يقدم الاثنان خدمة Wardrobe وهي تنسيق الخزانة والتخلص من القطع القديمة أو غير المناسبة لشكل وشخصية الزبون.. بالإضافة إلى تقديم النصائح بالاختيارات اللاحقة. أعمل على تحسين الصورة الشاملة للزبون من خلال دراسة شخصيته، ومدى توافق الصورة الخارجية مع التصرفات وأصول التعامل والإتيكيت. ويتطلب عملي أيضاً مراعاة تطوير الثقة بالنفس، من خلال التركيز على المظهر المناسب لأسلوب حياة العميل، طريقة تفكيره، مهنته وأولوياته.. استشاري المظهر يغوص في ما هو أعمق من المظهر فقط، ويتعامل ليس فقط مع ممثلين وعارضين بل رجال سياسة ونساء مجتمع وسيدات السلك الديبلوماسي. عملي ينقسم إلى مجموعتين: القسم الأول: خبيرة مظهر وستايليست لشركات أو زبائن.. عن طريق الاستشارات الشخصية والورش التدريبية للشركات. أحرص على مراعاة شخصية الزبون، وإذا كنت أتعامل مع شركة فأعتمد على Story telling لإيصال الرسالة المراد توضيحها عن طريق الحملة المصورة أو الإعلان، وأتعاون مع الطاقم المعدّ لفهم شريحة الزبائن المُستهدفة خلال الإعلان المصور. وخلال جلسات التصوير الخاصة بمجموعة أزياء، يلعب اختيار العارضة أو الممثلين دوراً أساسياً لإنجاح العمل. كما لا أستطيع الاستهانة بخبرة العارضات، فبعضهنّ موهوبات بالفطرة، والبعض الآخر يحتاج رغم جمالهنّ، لساعات طوال لنستطيع الفوز بلقطات مقبولة. لن تصدقي الدور الذي يلعبه التناغم بين المصور والعارضة رغم التقنيات الحديثة التي تسهّل أي عمل، هنا يبقى للعامل الروحاني أثر رهيب على نجاح العمل. فالمصوّر البارع يلتقط الروح التي تظهر وراء وجه وجسد العارض، ويعكسها عبر شاشة الكاميرا. والقسم الثاني من عملي: كمصممة حقائب، أشرف على جلسات التصوير الخاصة بتصاميمي، وألعب دور المصمّمة، والستايلست والعارضة في آن واحد! وأستمتع بالتعامل مع مصوّرة صديقة لي تُظهر حقيقتي. أحاول جاهدة المزج بين الطابع الأوروبي والنكهة الشرقية السورية، فعامل الدمج بين حضارتين خلطة مميزة، أستمتع بصقلها وتشكيلها. تجربتي الشخصية مع بعض المصوّرين مذهلة، أن تنتقل العلاقة من علاقة عمل إلى صداقة، فهي أرقى وأجمل أساليب العمل. نستعين بجو مرح، من موسيقى ومُزاح ونحتاج أحياناً إلى كسر الحاجز ما بين المصوّر والعارضة، لتسهيل ساعات العمل. كما أوفّر الوقت بالتحضير للمكان الأنسب للتصوير، ليعكس هوية الفكرة. وبالطبع أستعين ببعض الأصدقاء المقيمين في هذه المدن للحصول على نصائح بأماكن مناسبة لفكرة التصوير. في عملي نتضافر كلنا يداً واحدة للحصول على حملة تصوير ناجحة. بدأت الحسناء السعودية هلا الخريجي تعمل في مجال تنسيق الأزياء وهي على مقاعد الدراسة الجامعية، وعملت مع المصممة السعودية الرائدة حنان مدني، ما أتاح لها توسيع آفاقها في هذا المجال. بدأت تشارك في حضور أسابيع الموضة العالمية، وعملت مع شركة Niche Arabia حيث تعاونت مع مريم مصلّي لتنفيذ عدة مشاريع في مجال الستايلنغ. وبعد تخرجها، أكملت دراستها في هذا المجال وتخرجت في معهد لندن كولدج أوف فاشون London College of Fashion. وعن طبيعة عملها تقول بأنها تترجم احتياجات المرأة التي تقصدها، فالزبون يثق بخبير الموضة ويعتبره ضليعاً بالصيحات، وهو القادر على تحديد ما يليق به وببشرته عن طريق دراسة شخصيته واحتياجاته، وما يريد أن يعكسه من خلال مظهره. مهمة خبير الموضة هي الارتقاء نحو أسلوب أفضل في اللباس وخاصة في مجال الأعمال. عمله إبداعي فهو يتعاون مع المصور والعارضة والمصمّم لفهم فكرة العمل وإبراز الناحية الجمالية وتعزيز الرسالة المراد إيصالها عن طريق الصورة. يبدأ عمله بعد استلام الفكرة بالبحث وإقامة Moodboard للأزياء والإكسسوارات التي يريدها مع الاستناد إلى مراجع قد تكون نجمات العصر الذهبي، أو شخصيات عالمية، أو فكرة معينة، ليبني عليها اختياراته. فيفند اتجاهات الموضة التي تساعد على إيصال الفكرة، مع مراعاة قوام العارضة، ويولي اهتماماً بأدق التفاصيل في الشكل خلال التصوير للخروج بلقطات ناجحة. نحاول التفاهم وتبادل الأفكار لتقريب وجهات النظر والرؤية التي يراها المصور للحملة الإعلانية التي نصوّرها. وفيما تقدم خبيرة الموضة نصائحها في ما يتعلق بصيحات الموضة وتنتقي أزياء العمل، يؤمّن المصوّر الناحية الإبداعية والتقنية ويحاول التقاط سحر الأزياء وتماوج القماش بعدسته. هذا التعاون يتطلب تنسيقاً متبادلاً وتفاهماً مشتركاً. نحن نبتكر الصورة عن طريق تنسيق القماش والإكسسوار وفقاً لرؤية فنية تتشكل لدينا من عدة مصادر مرتبطة بثقافة البلد ومرجعياته التراثية والحضارية وتمازجها مع المحيط. تتخذ ألوان القطع والإكسسوارات والقماش والهامات بعداً آخر لدى خبير الموضة، فهو يريد إيصال رسالة عن طريق الملابس وتوليد انفعالات عن طريق خامة قماشية أو حزام أو وشاح يضاف إلى الزي. بالتأكيد، فالخبرة التي لدى كلّ منهم مختلفة عن الآخر، ولكنّ القدرة على الإبداع والتنسيق مميزة لدى الطرفين، باستثناء أن خبيرة الموضة العربية تولي أهمّية للطابع الشرقي الخاص بحضارة البلد الذي تستوحين منه، وتمزج الروح الغربية والتكنولوجيا العصرية لتوليد ستايل متطوّر شرقي لا يفقد هويته، ولكنه قابل للتطوير وخلق هوية متجددة. الموضة تزدهر في العالم العربي وخاصة في المملكة العربية السعودية، ولدينا العديد من المواهب المختلفة بتجاربها تسيّرهم قصة شغف مختلفة ناتجة عن تجربة ذاتية. ما ينقص هو التحصيل العلمي لكل من يريد العمل في هذا المجال وإبراز مواهبه على منصات عالمية، وتعزيز قدراته التسويقية والمهنية من دون المس بالهوية الثقافية التي تميزه عن العالم. عملي يتطلب مني التعامل مع كل المحترفين في المجال، وما يسهّل العمل ليس طرفاً واحداً، بل صفات يفترض توافرها في الشخص، كالانفتاح على الأفكار الجديدة، والإصغاء لاستيعاب مضمون العمل والتوقعات المرجوة منه، فمن تتوافر فيه هذه الصفات يكون الطرف الأسهل للتعامل معه. يمكنك أيضاً الاطلاع على عالم الباليه الحالم الموضة والتصوير عالمان متلازمان كالضوء والعتمة، يكملان بعضهما كلعبة الأحاجي Puzzle، فلا يمكن الحديث عن الموضة من دون صورة، ولكن يمكن للصورة أن تتكلم بأسلوب خالٍ من الأناقة. فهل يعني ذلك أن الصورة أبلغ من التصميم، وأنها أكبر من أن يحتويها زيّ؟ أم أن التصميم فن أعمق من أن تختزله صورة ويختصره قاطع من الزمن؟ أسئلة كثيرة طرحناها في محاولة لفهم مكامن العلاقة التي تربط ما بين المصمّم والمصوّر والجمهور، تلك الثلاثية المعقدة التي سنسلط عليها الضوء مع كل من خبيرة الموضة السعودية هلا الخريجي، واستشارية المظهر ومصمّمة الحقائب سهى الداية، ومصوّر الموضة وصديق النجوم باتريك صوايا. معرض الصور Dior Couture Patrick Demarchelier في متجر ديور في كاليفورنيا، عام 2013( مصدر الصورة: Donato Sardella/WireImage) Dual Relationships مصورون أبدعوا في عالم الموضة صورة بعنوان Dovima with the Elephants من توقيع ريتشارد أفيدون Richard Avedon من عام 1955، بيعت بالمزاد العني بقيمة 700 ألف يورو، معروضة في متحف Whitney Museum of Art في نيويورك، عام 2016. (مصدر الصورة:Robert Alexander/Getty Images) The Beginings يعود تاريخ العلاقة بين هذين العالمين إلى تاريخ تأسيس مجلات الموضة، أي إلى بداية القرن العشرين، ليرسم الأزياء بقلمه، إلى أن قامت دار النشر كوندي ناست Conde Nast بتوظيف المصوّر الألماني بارون أدولف دو مايير Baron Adolphe De Meyer في العام 1913، فنمت شهرة المجلة، وتوطدت العلاقة مع المصممين لتصوير مجموعات أزيائهم الجديدة كمواد تحريرية خاصة مع إطلاق المجموعات الجاهزة والعملية، لترسيخ ما يسمّى بصيحات الموضة التي يعتمدها الناس كمرجع للأناقة. كما ساهمت مجلات الموضة في انتشار أعمال المصممين الجدد آنذاك، مثل كوكو شانيل Coco Chanel، وإلسا سكاباريللي Elsa Schiaparelli، وجان لانفان Jeanne Lanvin... Post-War Era إحدى أعمال مصور الموضة نورمان باركنسون Norman Parkinson الذي اشتهر في تصوير قصص من الشارع، معروضة في المسرح الوطني اللندني، عام 2013. (مصدر الصورة :Rune Hellestad/Corbis via Getty Images) أفرزت الحرب العالمية الثانية، جيلاً جديداً من العارضات مثل تويغيTwiggy، وجين شرمبتون Jean Shrimpton، ومعهنّ المصوّرين الذين صمّموا استديوهات خاصة لجلسات الموضة، مثل المصوّر البريطاني نورمان باركنسون Norman Parkinson الذي أحدث ثورة في عالم التصوير، ونقل الجلسات التصويرية إلى الهواء الطلق. بدوره التقط الأميركي ريتشارد أفيدون Richard Avedon في الخمسينيات صوراً لصالح ديور Dior، وبيعت إحدى أعماله في العام 2010 بأعلى ثمن حققته صورة للموضة، وأُطلق عليها اسم Dovima حيث تجسّد الصورة العارضة مع مجموعة من حيوانات الفيلة. 60s في العام 1966 أطلق المصور دافيد لاشابيل David La Chapelle موهبته في عالم الموضة بفضل الفنان أندي وارهول Andy Warhol الذي دعم موهبته، وقد عُرف بقوة ألوانه الحيوية التي يستعين بها خلال التصوير. 70s Embed from Getty Images أدّت التيّارات النسوية الناشطة في السبعينيات إلى تعزيز الصور التحرّرية، وإلى بروز عارضات أكثر صلابة في العروض والجلسات التصويرية، وشهدنا موجة من المصوّرات على غرار سارة مون Sarah Moon. ولكنّ الحال تغيّر مع المصوّر الألماني هلموت نيوتن Helmut Newton الذي حرص على إبراز مفاتن المرأة في جلساته التصويرية للموضة، وغلب على صوره لونا الأبيض والأسود. كما برز اسم المصور بيتر ليندبرغ Peter Lindberg المعروف بتصوير حملات كلّ من غوتشي Gucci، ودولتشي أند غابانا Dolce & Gabbana، وفاقت شهرته الوصف بسبب تصويره غلافاً لمجلة فانيتي فير Vanity Fair لليدي ديانا Lady Diana، في العام 1977. 80s & 90s فستان من مجموعة إلسا سكاباريللي Elsa Schiaparelli لسباق الخيل في أسكوت، عام 1934، من جيمس جارش James Jarche، عام 1934. (مصدر الصورة :Daily Herald Archive/SSPL/Getty Images) تسببت الأزمة الاقتصادية في الولايات المتحدة، فضلاً عن اختراع الدنيم، بظهور عارضات طبيعيات أكثر مرونة وعفوية في التصوير. واتخذت جلسات الموضة الطابع العملي في الثمانينيات، مع عارضات يتمتّعن بجمال طبيعي مثل كريستي تورلنغتون Christy Turlington، وسيندي كراوفورد Cindy Crawford، وكلوديا شيفر Claudia Schiffer، وأطلق عليهنّ لقب سوبر موديلز Super Models، في عصر سبقت شهرتهن النجومّ. وقد نجح المصوّر الفرنسي باتريك دومارشولييه Patrick Demarchelier في تجسيد تلك الهالة الساحرة لهؤلاء العارضات. وفي النصف الثاني من القرن العشرين بدأت صيحات الرجال تتبدّل وتتحوّل مع دور مثل جورجيو أرماني Giorgio Armani لتتخذ الرجولة مفهوماً عصرياً بفضل مصوّرين مثل بروس ويبر Bruce Weber. كذلك في في الثمانينيات اكتسب المصور بروس ويبر Bruce Weber شهرته عبر تصوير لقطات عفوية وطبيعية لعارضاته وبات المصوّر الوحيد المؤهل لتصوير حملات ماركات راقية مثل رالف لورن Ralph Lauren، وكالفن كلاين Calvin Klein، وفرساتشيVersace ، وغيرها... Embed from Getty Images Today المصور ماريو تستينو Mario Testino في افتتاح معرضه Unfiltered، في ميلانو، عام 2021. (مصدر الصورة:Vittorio Zunino Celotto/Getty Images)) اليوم، تغير مفهوم التصوير، وتخلى عن بعده الفني وغدا أقرب منه الى الإعلان التجاري، وساد طابع سرّيالي أعمال العديد من المصوّرين البارزين مثل ماريو تستينو Mario Testino، وإيلين فون آنوِرث Ellen von Unwerth، ويورغن تيلير Juergen Teller. اكتشفي معنا كيف أثرت حقبة الرومانسية على فساتين الزفاف؟ المصورة إيلين فون آنوِرث Ellen von Unwerth تلتقط صورة لعارضات دار كريستيان لاكروا Christian Lacroix في عرض ربيع 2009. (مصدر الصورة:Fairchild Archive/Penske Media via Getty Images) Ask The PHOTOGRAPHER باتريك صوايا منذ سن الثالثة عشرة بدأ المراهق باتريك صوايا يرافق والده لتصوير أعراس ومناسبات، فكانت البداية التي اكتسب منها خبرة ليطل بعدها عبر أسابيع الموضة مصوراً لدى الدور الراقية، واشتهر بعينه الثاقبة في التقاط تفاصيل الزيّ، واللقطات العفوية للمؤثرات والنجوم الذين كانوا يتوافدون لحضور أسابيع الموضة العالمية. ومع كل لقطة من الشارع «ستريت ستايل» Street Style بريئة ازدادت شهرته وتسابقت الدور للتعامل معه. المصور باتريك صوايا: «الجلسات التصويرية الحالية باتت أكثر جرأة ومرونة وأقرب منها الى الطابع المستقبلي، وتستجيب لأفكار تجريدية.» في دردشة معه، أوضح لنا باتريك صوايا طبيعة عمله كمصوّر للموضة، فقال: «جلسات التصوير عالم واسع بحد ذاته لا يخلو من السحر، فهي منصة لتجسيد الانفعالات الحسية وترجمتها إلى واقع ملموس، فالتصوير هو نافذة المصمّم إلى العالم لأنه يعكس مزاج الأزياء عبر سيناريو أو Moodboard، يتم تركيبه بالتضافر مع عوامل أخرى من مؤثرات ضوئية وديكور منفّذ لتلبية فكرة معينة يرغب المصمّم في إرسالها، ويحاول عبر الصورة تقريبها من الناس. (صور عروض من Launchmetrics/Spotlight©) كيف تتعاون خلال التصوير لدار أزياء راقية، وهل يختلف الوضع عن تصوير أزياء لصالح مجلة؟ خلال تصوير مجموعة تابعة لدار أو مصمم، أحاول ابتكار هوية مرئية للمجموعة تستند إلى محورها ومصادر الإلهام التي لجأ المصمّم اليها. هنا المصوّر يحاول عبر إظهار تفاصيل الزيّ والخطوط والتطريز تكريم إرث الدار وحرفية مشغله العريق. يختلف الأمر لدى تصوير اتجاهات موضة معيّنة للمجلة، فالابتكار يكون أكبر ومساحة الحرية أوسع وتحفز على اختراع قصة وتجسيدها عبر قطع أزياء تخدم المحور الأساسي، من ديكور وخلفية ومزاج ووضعيات تصوير. من يملك التأثير الأكبر: الدار أم المصوّر؟ نحن نعمل معاً، فالمصوّر هو الوسيط الأسرع لإبراز عمل المصمم وتقديمه إلى جمهور غير مباشر. التصوير هو القوة والدافع الذي يرتقي بالموضة إلى أعلى مستوياتها ويحفّز على انتشارها في العالم. كيف تطورت جلسات التصوير في عالم الموضة؟ وهل من فرق بين الأمس واليوم؟ من الناحية التقنية حدثت الكثير من التغييرات المواكبة للعصر، من عدسات وكاميرات رقمية وحتى في فرز الصور وتعديلها. فالمصور بات يمتلك الكثير من الأدوات لتصحيح وتعديل اللقطات. ومن الناحية النظرية غدت الأفكار والمحاور أكثر جرأة وتطوّراً، وأقرب منها إلى الطابع المستقبلي. من هو المصور المفضل لديك في عالم الموضة؟ أحبّ كلاً من باتريك دومارشولييه Patrick Demarchelier، وماريو تيستينو Mario Testino، وإيلين فون آنوِرث Ellen Von Unwerth، وآني ليبوفيتز Annie Leibovitz. هل نمتلك في عالمنا العربي مواهب مماثلة في التصوير لمنافسة أسماء بهذه الأهمية؟ لدينا مواهب عربية فذة في التصوير، وقد ارتقت إلى مستويات عالمية، ولكنها تنتظر فرصاً للتعامل مع دور عالمية وإيماناً أكبر بقدراتها. أتمنى رؤية المجلات العالمية تتعامل أكثر مع أسماء عربية. ننصحكِ بالاطلاع على إبداعات بأنامل حرفيي دور الأزياء Ask the IMAGE CONSULTANT الفرق بين خبيرة الموضة واستشارية المظهر سهى الداية تتشكل الصورة الإعلانية من تضافر عدة أطراف، هي: المصمم، المصوّر، خبير المظهر أو الستايليست، وخبير الموضة والعارضات، فلكلٍ منهم دوره الفريد في تحقيق نجاح الفكرة الابداعية التي تسوّق لها الدار. هم يتعاونون سوياً مع المخرج والمصمم لتحقيق رؤية العلامة التجارية وإنشاء صورة إعلانية تجذب الانتباه وتعبر عن هوية المنتج. وعن الفرق ما بين عمل استشارية المظهر وخبيرة الموضة، تخبرنا الاستشارية ومصممة الحقائب سهى الداية وهي سورية مقيمة في ألمانيا، وقد أسست شركتها الخاصة في مجال الموضة، عن مجريات الأمور، فتقول: «يعمل استشاري الموضة من خلال الاستشارات الفردية على تحديد المظهر والأسلوب العام للزبون، فيقوم بتنسيق الملابس والإكسسوارات وتحديد التسريحة والمكياج المناسب لها، إن كان بشكل فردي أو كشركة (للعارضات أو الممثلين في الإعلان). ويعتمد خبير الموضة Stylist على معرفته العميقة بالموضة والاتجاهات السائدة لإيجاد مظهر يتوافق مع رؤية العلامة التجارية ويعكس رسالتها... وغالباً ما يقدم الاثنان خدمة Wardrobe وهي تنسيق الخزانة والتخلص من القطع القديمة أو غير المناسبة لشكل وشخصية الزبون.. بالإضافة إلى تقديم النصائح بالاختيارات اللاحقة. ما هو دورك كاستشارية وخبيرة في مجال الموضة؟ أعمل على تحسين الصورة الشاملة للزبون من خلال دراسة شخصيته، ومدى توافق الصورة الخارجية مع التصرفات وأصول التعامل والإتيكيت. ويتطلب عملي أيضاً مراعاة تطوير الثقة بالنفس، من خلال التركيز على المظهر المناسب لأسلوب حياة العميل، طريقة تفكيره، مهنته وأولوياته.. استشاري المظهر يغوص في ما هو أعمق من المظهر فقط، ويتعامل ليس فقط مع ممثلين وعارضين بل رجال سياسة ونساء مجتمع وسيدات السلك الديبلوماسي. حدثينا عن روتينك العملي؟ عملي ينقسم إلى مجموعتين: القسم الأول: خبيرة مظهر وستايليست لشركات أو زبائن.. عن طريق الاستشارات الشخصية والورش التدريبية للشركات. أحرص على مراعاة شخصية الزبون، وإذا كنت أتعامل مع شركة فأعتمد على Story telling لإيصال الرسالة المراد توضيحها عن طريق الحملة المصورة أو الإعلان، وأتعاون مع الطاقم المعدّ لفهم شريحة الزبائن المُستهدفة خلال الإعلان المصور. وخلال جلسات التصوير الخاصة بمجموعة أزياء، يلعب اختيار العارضة أو الممثلين دوراً أساسياً لإنجاح العمل. كما لا أستطيع الاستهانة بخبرة العارضات، فبعضهنّ موهوبات بالفطرة، والبعض الآخر يحتاج رغم جمالهنّ، لساعات طوال لنستطيع الفوز بلقطات مقبولة. لن تصدقي الدور الذي يلعبه التناغم بين المصور والعارضة رغم التقنيات الحديثة التي تسهّل أي عمل، هنا يبقى للعامل الروحاني أثر رهيب على نجاح العمل. فالمصوّر البارع يلتقط الروح التي تظهر وراء وجه وجسد العارض، ويعكسها عبر شاشة الكاميرا. والقسم الثاني من عملي: كمصممة حقائب، أشرف على جلسات التصوير الخاصة بتصاميمي، وألعب دور المصمّمة، والستايلست والعارضة في آن واحد! وأستمتع بالتعامل مع مصوّرة صديقة لي تُظهر حقيقتي. أحاول جاهدة المزج بين الطابع الأوروبي والنكهة الشرقية السورية، فعامل الدمج بين حضارتين خلطة مميزة، أستمتع بصقلها وتشكيلها. هل يساعد انسجام المصوّر والعارضة على تحقيق نتيجة مثالية؟ تجربتي الشخصية مع بعض المصوّرين مذهلة، أن تنتقل العلاقة من علاقة عمل إلى صداقة، فهي أرقى وأجمل أساليب العمل. نستعين بجو مرح، من موسيقى ومُزاح ونحتاج أحياناً إلى كسر الحاجز ما بين المصوّر والعارضة، لتسهيل ساعات العمل. كما أوفّر الوقت بالتحضير للمكان الأنسب للتصوير، ليعكس هوية الفكرة. وبالطبع أستعين ببعض الأصدقاء المقيمين في هذه المدن للحصول على نصائح بأماكن مناسبة لفكرة التصوير. في عملي نتضافر كلنا يداً واحدة للحصول على حملة تصوير ناجحة. Ask the STYLIST هلا الخريجي بدأت الحسناء السعودية هلا الخريجي تعمل في مجال تنسيق الأزياء وهي على مقاعد الدراسة الجامعية، وعملت مع المصممة السعودية الرائدة حنان مدني، ما أتاح لها توسيع آفاقها في هذا المجال. بدأت تشارك في حضور أسابيع الموضة العالمية، وعملت مع شركة Niche Arabia حيث تعاونت مع مريم مصلّي لتنفيذ عدة مشاريع في مجال الستايلنغ. وبعد تخرجها، أكملت دراستها في هذا المجال وتخرجت في معهد لندن كولدج أوف فاشون London College of Fashion. وعن طبيعة عملها تقول بأنها تترجم احتياجات المرأة التي تقصدها، فالزبون يثق بخبير الموضة ويعتبره ضليعاً بالصيحات، وهو القادر على تحديد ما يليق به وببشرته عن طريق دراسة شخصيته واحتياجاته، وما يريد أن يعكسه من خلال مظهره. مهمة خبير الموضة هي الارتقاء نحو أسلوب أفضل في اللباس وخاصة في مجال الأعمال. ما دور خبير الموضة في جلسة تصوير للموضة؟ عمله إبداعي فهو يتعاون مع المصور والعارضة والمصمّم لفهم فكرة العمل وإبراز الناحية الجمالية وتعزيز الرسالة المراد إيصالها عن طريق الصورة. يبدأ عمله بعد استلام الفكرة بالبحث وإقامة Moodboard للأزياء والإكسسوارات التي يريدها مع الاستناد إلى مراجع قد تكون نجمات العصر الذهبي، أو شخصيات عالمية، أو فكرة معينة، ليبني عليها اختياراته. فيفند اتجاهات الموضة التي تساعد على إيصال الفكرة، مع مراعاة قوام العارضة، ويولي اهتماماً بأدق التفاصيل في الشكل خلال التصوير للخروج بلقطات ناجحة. كيف تتعاونين مع المصورين؟ نحاول التفاهم وتبادل الأفكار لتقريب وجهات النظر والرؤية التي يراها المصور للحملة الإعلانية التي نصوّرها. وفيما تقدم خبيرة الموضة نصائحها في ما يتعلق بصيحات الموضة وتنتقي أزياء العمل، يؤمّن المصوّر الناحية الإبداعية والتقنية ويحاول التقاط سحر الأزياء وتماوج القماش بعدسته. هذا التعاون يتطلب تنسيقاً متبادلاً وتفاهماً مشتركاً. من أين يستوحي خبراء الموضة تنسيقاتهم؟ نحن نبتكر الصورة عن طريق تنسيق القماش والإكسسوار وفقاً لرؤية فنية تتشكل لدينا من عدة مصادر مرتبطة بثقافة البلد ومرجعياته التراثية والحضارية وتمازجها مع المحيط. تتخذ ألوان القطع والإكسسوارات والقماش والهامات بعداً آخر لدى خبير الموضة، فهو يريد إيصال رسالة عن طريق الملابس وتوليد انفعالات عن طريق خامة قماشية أو حزام أو وشاح يضاف إلى الزي. هل خبراء الموضة الغربيون مختلفون عن العرب؟ بالتأكيد، فالخبرة التي لدى كلّ منهم مختلفة عن الآخر، ولكنّ القدرة على الإبداع والتنسيق مميزة لدى الطرفين، باستثناء أن خبيرة الموضة العربية تولي أهمّية للطابع الشرقي الخاص بحضارة البلد الذي تستوحين منه، وتمزج الروح الغربية والتكنولوجيا العصرية لتوليد ستايل متطوّر شرقي لا يفقد هويته، ولكنه قابل للتطوير وخلق هوية متجددة. ما الذي ينقص لدى خبير الموضة العربي لمنافسة خبراء الموضة الأجانب؟ الموضة تزدهر في العالم العربي وخاصة في المملكة العربية السعودية، ولدينا العديد من المواهب المختلفة بتجاربها تسيّرهم قصة شغف مختلفة ناتجة عن تجربة ذاتية. ما ينقص هو التحصيل العلمي لكل من يريد العمل في هذا المجال وإبراز مواهبه على منصات عالمية، وتعزيز قدراته التسويقية والمهنية من دون المس بالهوية الثقافية التي تميزه عن العالم. من يسهل التعامل معه أكثر: المصوّر المعروف، النجمة أم الدار العريقة؟ عملي يتطلب مني التعامل مع كل المحترفين في المجال، وما يسهّل العمل ليس طرفاً واحداً، بل صفات يفترض توافرها في الشخص، كالانفتاح على الأفكار الجديدة، والإصغاء لاستيعاب مضمون العمل والتوقعات المرجوة منه، فمن تتوافر فيه هذه الصفات يكون الطرف الأسهل للتعامل معه. 5 أسباب تجعلنا نعتقد أن الصورة أهم من التصميم الصورة تثير فينا انفعالات، إذ يكفي استبدال الألوان أو تعديلها لتنقلنا الصورة الى مزاج آخر. الصورة هي الانطباع الأول الذي يولد لدينا لدى معاينة مجموعة لماركة جديدة. الصورة مرآة الماركة، فالتعديلات الكثيرة على الصور والاستعانة بالتطبيقات تلغي المصداقية ولا توحي بالثقة. الصورة أبلغ من الكلام لأنها تصل بسرعة البرق إلى المتلقي. الصور التي التقطها مصوّر واحد تغدو هوية للدار، وتولّد رابطاً بين الماركة والناس. يمكنك أيضاً الاطلاع على عالم الباليه الحالم
مشاركة :