"الوسيلة الوحيدة لكي تبقى على القمة هي أن تواصل الصعود".. وعملاً بهذه الحكمة القديمة نجح السعودي بندر بن عبدالرحمن المهنا في وضع اسمه، بكفاءة واقتدار، ضمن لائحة الشرف للرؤساء التنفيذيين لأفضل شركات الطيران في العالم، بعد أن استطاع قيادة طيران ناس إلى المركز الرابع عالمياً كأفضل شركة طيران اقتصادي وفق منظمة سكاي تراكس غير الربحية وهي أهم معيار لقياس الأداء في صناعة الطيران بالعالم، مع استئثار الشركة دون منازع ولستة أعوام متتالية بلقب أفضل طيران اقتصادي في الشرق الأوسط. الوصول بشركة وطنية لهذه المرتبة المرموقة عالمياً ليس حدثاً عابراً، خاصة إذا علمنا أن المهنا بدأ قيادة طيران ناس والقطاع يعاني من صعوبات في التشغيل وشح بالموارد، ويواجه العديد من التحديات على حسب معرفتي، ولعل خروج كل مشاريع الاستثمار من النقل الجوي في السعودية من السوق خير شاهد على ذلك، بدءاً بطيران "سما" وطيران "نسمة" وانتهاءاَ بطيران "الخليجية" التي انتهى بها المطاف جميعاً إلى الخسارة وتوقيف العمليات لعدم جدواها اقتصادياً مع تحديات تشغيلية كبيرة. ولعلي لا أذيع سراً إذا قلت بأن النقل الجوي ليس مجالاً مغرياً للاستثمار في أي دولة في العالم، نظراً لتعيقداته وحجم تكلفته العالية وسرعة تأثره بالظروف الاقتصادية والسياسية والمناخية، وأزمة كورونا التي شلت حركة الطيران تعد خير مثال، لذا نجد أن معظم مشاريع الطيران المدني إما مملوكة للدول بالكامل أو جزئياً. وإذا علمنا أن الشركة تابعة للقطاع الخاص، أي أن مصدر تمويلها الرئيسي لتحقيق كل هذه النجاحات هو ملاكها والمستثمرون فيها، فهي لم تعتمد على دعم حكومي، بل اعتمدت القيادة عبر الابتكار والتميز والإبداع ونشرت هذه القيم بين كافة منسوبيها، كأدوات تستعين بها للتقدم بين نظيراتها عالمياً، والنتائج ليست خافية على أحد. هناك حقيقة أخرى لابد من الإشارة لها، وهي أن طيران ناس لم يستورد النجاح، بل صنعه محلياً، ومن يسعى للاطلاع على الأرقام سيدرك أن طيران ناس شركة قائمة على الكفاءات السعودية في كافة قطاعاتها، فلديها برنامج طياري المستقبل لتخريج الطيارين للعمل على طائراتها في وظيفة مساعد الطيار، وبرنامج مهندسي المستقبل الذي يعمل على تدريب مهندسي الطائرات، ويوطن وظائف المرحلين الجويين، كما أنها أول شركة طيران سعودية فتحت المجال أمام المرأة للعمل في قطاع الضيافة الجوية. وكما قرأنا مؤخراً بأن الشركة لديها طلبية طائرات هي الأكبر من نوعها ستصل إلى 250 طائرة في السنوات المقبلة، ما يعني أن هناك مئات الوظائف للسعوديين التي ينتظر أن تصاحب تشغيل هذه الطائرات الجديدة، فضلاً عن دعم فرص السياحة الداخلية في المملكة ودعم والاقتصاد الوطني لا سيما أن قطاع الطيران يعد من القطاعات التي يصاحب ازدهاراها نمو وتطور قطاعات عدة مباشرة وغير مباشرة. ورأيي أن هذه النجاحات والتحولات كانت تحت قيادة كفاءة سعودية تستحق الاشادة، ونأمل أن تواصل تميزها لرفع اسم السعودية في أعلى المحافل العالمية.
مشاركة :