الحروفي المغربي محمد عمر أبو زيد: الإمارات تشهد نشاطاً ثقافياً متنوعاً ونابضاً بالحياة

  • 9/3/2023
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

يستند الخطاط والحروفي المغربي محمد عمر أبو زيد إلى رصيد معرفي واسع، فهو العارف والمُطلع على أسرار الخط وألغازه وروحانياته؛ ما جعله يحتل مكانة مهمة في هذا المجال الذي يحظى بمتابعة قوية في دول العالم. فهذا الخطاط يقدم في منجزه البصري مفردات تعج بطقوسيات وروحانيات الخط العربي بشتى مدارسه ومذاهبه، مانحاً أعماله كل مقومات الحروفية العربية المعبرة بشحنات دلالية وتعابير أيقونية تحترم التراكيب والدقة والخطوط المُؤسسة لهذا الفن العريق الذي يجسد الهوية العربية في أبعد تجلياتها. ويسعى محمد عمر أبو زيد للحفاظ على الضوابط الخطية المتعارف عليها في رسم أشكال الخط، وقد ابتكر وأبدع ونوّع في الشكل وفي الكثافة والتمَوقع اللوني والخطي والزخرفي، فحوّل جميع مكونات أعماله إلى مفردات جمالية، حقق بها نوعاً من التوازن الإبداعي. وبحسب الخطاط والباحث المغربي محمد البندوري، فإن أبو زيد نجح في التعبير بمفردات لغته الخطية البديعة التي ينسج من خلالها عالماً فسيحاً من الإبداع بالخط الكوفي المرابطي. في حديثه لـ «الاتحاد» يقول الخطاط المغربي محمد عمر أبو زيد، الذي قدم عدة ورش في الخط العربي بدولة الإمارات العربية المتحدة: إن الإمارات تعد من أعمدة وأركان الحركة الثقافية في الشرق الأوسط، على اختلاف أشكالها الإبداعية، سواء كانت أدبية أو فنية، إذ تحتضن المؤسسات الحكومية والأهلية مجموعة من المدارس والتيارات توجهات في الفكر والأدب والفن كونها تعمد إلى توفير البنية التحتية، وكافة الإمكانيات المادية والإدارية والمعنوية للمحافظة على العمل الثقافي وانتشاره واستمراره من خلال متاجر متخصصة في توفير أدوات الخط العربي ولوازم الخطاطين والفنانين من مختلف المصادر، كما تجعل دولة الإمارات فن الخط العربي ضمن اهتمامها الثقافية والفنية، وتمثل ذلك في إقامة المعارض والمهرجانات المحلية، واستضافة المعارض الدولية المتخصصة على أعلى مستوى. إحياء التراث ويضيف محمد عمر أبو زيد: تشهد الإمارات العربية المتحدة نشاطاً ثقافياً وفنياً متنوعاً ونابضاً بالحياة، فمن خلال زيارتي الأخيرة إلى الإمارات بدعوةٍ كريمة من «مؤسسة خولة للفن والثقافة»، كانت سعادتي غامرة بتقديم ثلاث ورشات فنية، وهذا يبرز مدى حرص المؤسسة على إحياء التراث والحفاظ عليه باعتباره مصدراً للإلهام والإبداع والابتكار، كما تحدثت عن الخط الكوفي والزخرفة المغربية والتي تعتبر مخزوناً حضارياً، وسجلاً تاريخياً يُمثل هويتنا العربية وأحد الكنوز التي نعتز به بين الشعوب ذات الرصيد الحضاري العريق. وفي ندوة الثقافة والعلوم كان لي شرف لقاء معالي محمد المر رئيس مجلس إدارة مؤسسة مكتبة محمد بن راشد، وتحدثنا حول الخط المغربي وأهمية نشر المعرفة والثقافة والعلوم، خاصة العربية منها والإسلامية والاهتمام بالتراث العربي والإسلامي والإسهام في إحيائه وتجديده. كما صاحبني الخطاط الفنان خالد جلاف إلى رئاسة تحرير مجلة حروف عربية، وهي المجلة الوحيدة المتخصصة في الخط العربي في المنطقة، حيث تساهم تلك المجلة في الحراك الثقافي والفكري حول الفنون الإسلامية. كما أعجبت بجمال ودقة الهندسة المعمارية الإسلامية من خلال زيارتي لجامع الشيخ زايد الكبير، ووقفت على التنوع الفني لمختلف الحضارات منذ فجر التاريخ إلى الفنون الحديثة في متحف اللوفر أبوظبي. أخبار ذات صلة حمدان بن زايد: الإمارات تحافظ على تراثها الغني والقيِّم رئيس كينيا يتسلم أوراق اعتماد سفير الدولة ويختتم أبو زيد حديثه قائلاً: دولة الإمارات العربية المتحدة تولي فن الخط العربي اهتماماً كبيراً، فمن خلال مرافقة صديقي الخطاط المعاصر حسن تاج السر إلى متحف الشارقة وبيوت الخطاطين التقيت بمجموعة من الأصدقاء من ألمع الفنانين الذين يدرسون فن الزخرفة والتذهيب والخط العربي بالشارقة، على مستوى نجومها من الخطاطين ومشاركاتهم الدولية بأعمالهم المميزة.

مشاركة :