تستأنف أستراليا والصين محادثاتهما الحكومية رفيعة المستوى الأسبوع المقبل بعد توقف دام ثلاث سنوات، في خطوة أخرى نحو استقرار العلاقة بين البلدين. قالت وزيرة الخارجية الأسترالية بيني وونغ، في بيان اليوم السبت، إن الحوار رفيع المستوى مع الصين سوف يُعقد في بكين يوم الخميس المقبل، وسيكون منصة تجمع ممثلي الصناعة والحكومة والأوساط الأكاديمية وغيرها من المجالات لمناقشة قضايا عدة، تتراوح بين التجارة والاستثمار والأمن الإقليمي والدولي. سيشارك وزير الخارجية الصيني السابق لي تشاو شينغ في رئاسة الوفد الصيني، بينما سيشارك وزير التجارة السابق كريغ إيمرسون في رئاسة الوفد الأسترالي. كما ستشارك جولي بيشوب، وزيرة الخارجية السابقة، من تيار يمين الوسط، مما يعكس الطبيعة الحزبية للمحادثات. قالت وونغ: "هذه هي المرة الأولى التي يُعقد فيها الحوار منذ أوائل عام 2020، وهو يمثل خطوة أخرى نحو زيادة المشاركة الثنائية واستقرار علاقتنا مع الصين. كان استئناف الحوار من النتائج التي أثمر عنها لقائي مع عضو مجلس الدولة ووزير الخارجية الصيني وانغ يي في بكين في ديسمبر الماضي". يعد ذلك أحدث علامة على أن العلاقات بين أستراليا وأكبر شريك تجاري لها آخذة في التحسن بعد انتخاب حكومة حزب العمال من تيار يسار الوسط في كانبيرا قبل أكثر من عام بقليل. رفعت بكين بعض القيود على السلع الأسترالية، ووُجّهت الدعوة إلى رئيس الوزراء أنتوني ألبانيز لزيارة بكين. تعميق التفاهم بين الطرفين قال إيمرسون: "شكّل الحوار منذ تأسيسه فرصة لتعميق التفاهم المتبادل مع الطرف الصيني وإيجاد أرضية مشتركة. أنا فخور بقيادة الوفد الأسترالي والمساهمة في جهود حكومة ألبانيز لإرساء الاستقرار بالعلاقة مع الصين”. بدأت العلاقات بين أستراليا والصين بالتدهور في عام 2017 وسط مخاوف متزايدة في كانبيرا بشأن التدخل الأجنبي في السياسة الداخلية، وقرار أستراليا بحظر الشركات الصينية من المشاركة في طرح شبكة الجيل الخامس للمحمول وغيرها من القضايا. وصلت التوترات إلى ذروتها في أبريل 2020 عندما دعا رئيس الوزراء آنذاك سكوت موريسون إلى إجراء تحقيق دولي حول منشأ "كوفيد -19" في مدينة ووهان، وهي خطوة اعتبرتها الصين تحدياً لسيادتها الوطنية. ستشارك المؤسسة الوطنية للعلاقات الأسترالية الصينية ومعهد الشعب الصيني للشؤون الخارجية في استضافة المحادثات.
مشاركة :