عُدت ذات يومٍ من إحدى المناسبات والإستياء يحاوطني بمعطفٍ من عدم الرضا في جلسةٍ مليئة بثرثرة لا جدوى منها ، وحين خلوت مع نفسي اتجاذب معها اطراف الحديث وأُخبرها مايدور في خاطري تبادر إلى ذهني تساؤل !لماذا نفتقد أحياناً في مجالسنا المختلفة ثقافة الحوار وآدابه ،لماذا أُصبنا بشهوة الكلام وتركناها تتعاظم ليصبح بعضنا للأسف يفتقر الكثير من تلك الآداب ،وآخرون نجدهم يعانون من شُحٍ خلقي ملموس يمنعهم من إيصال افكارهم بلفظة كريمة دون الوقوع في وحل الكلمات الغير لائقة. تعددت وكثرت آداب وفنون الحوار ولكنني أرى أن التركيز الأقوى ينبغي أن يكون على مانعاني منه في كل تجمعٍ بشري فيه تبادل للفكر والحوار في المجالس العامة والخاصة على حدٍ سواء او في اللقاءات الإعلامية والمنتديات الأدبية حضورياً أو عن بعد فهناك أدبيات (بروتوكلات)لابد أن نتحلى بها في لقاءاتنا والمجالس ولعله يحضرني في هذا الموقف أن أُشبه مايحصل في المجالس بعقدٍ من اللؤلؤ حالما تنتظم افكاره التي تشبه حبات العقد نجد من يجذبه من أحد اطرافه ليقطعه ويبعثر خرزاته بالحديث عن موضوعٍ أو فكرة لا صلة لها بالعقد أو لها صلة ضعفية ليدور بعدها فلك الحوار حول ذاته ومشاكله ، ناهيك عن مقاطعته لكل من تحدث ليهدر صوته فلا نسمع غيره محاولاً أن يُدلي برأيه فيما يفقه او لا يفقه من حديث الحاضرين وكأنما هو أو هي إحدى وسائل التواصل الإجتماعي التي تحمل الغث والثمين. لعل إلتزامنا بجماليات الحديث المشترك يجعل النفوس مستمتعةً وراضية وتتلاشى معها الكثير من أسباب التباغض والشحناء ولنعلم حينها أن خير القول ماوافق الحال وأنه حوارٌ وليس احتكار. للتواصل مع الكاتبة (٠٥٦٥٦٥٥١٥٩)
مشاركة :