خواطر عن التعليم الحضوري.. وعن بعد

  • 9/5/2023
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

التعليم عن بُعد له مزاياه، وله سلبياته، إلّا أن الظروف التي تكتنفه هي التي تحدد مسيرته. هناك من يعتقد بأنه جاء ليكمل نهج التطور الرقمي والذكاء الاصطناعي، بينما الواقع هو الذي فرضه، بعد أن اجتاح وباء كوفيد 19 العالم قاطبة. هذه الظروف الصعبة، هي التي فرضت انتشاره في تلك الحقبة على التعليم العام والجامعي معاً، هذا عدا الجامعات الإلكترونية، التي لجأت مبكراً إلى التعليم عن بُعد، بهدف إيجاد فرص للراغبين في التعليم الجامعي، ممن لا تسمح ظروفهم بالتعليم الحضوري المتعارف عليه. وبالتالي، فليس من المناسب بأن نصف التعليم عن بُعد بأنه ضرورة مُلحّة وبديل عن التعليم حضوراً إلّا في حالات الأزمات، كما حدث أثناء الجائحة التي اجتاحت العالم آنذاك. هناك من يعتقد بأن من نقاط القوة للتعليم عن بُعد هو أنه يُعين الطالب كيف يتعلم، وليس ماذا يتعلم، والاعتماد على الذات، وتطوير مهارات التعليم الذاتي لدى المتعلمين، ونسوا كيفية استيعاب المادة العلمية، والتفاعل المشترك بين المعلّم والمتعلّم. ولا ينبغي الانسياقُ وراء من يعتقد بأن فرصة الربط بين المعلم والمنزل بهدف إيجاد الأجواء الملائمة يوفّرها التعليمُ عن بُعد، وهو أمر إيجابي نتمنى إيجاده وتقويته في التعليم الحضوري. وعلينا أن لا ننسى أن الضرورات هي التي حتّمت اللجوءَ إلى التعليم عن بُعد، والتوسع قليلاً فيه. هناك دروسٌ عديدةٌ يمكن الاستفادةُ منها خلال تلك التجربة، وهناك ظروف قد تُستجد تحتِّم اللجوء إلى التعليم عن بُعد، وهذا يلزمنا معه توفيرُ البرامج التوعوية المرئية والمقروءة للاطلاع على فوائد التعليم عن بُعد، وتأهيل الكوادر التعليمية لتحقيق الأهداف المرجوّة، وكل ذلك يصبّ في المصلحة العليا للمعلم والطالب وولي الأمر (البيت). هناك ظروف اقتصادية حادة، قد تُحتّم اللجوءَ إلى هذا النوع من التعليم، وبالتالي يلزم التهيئة له للضرورات والمستجدات. وفي هذا السياق، فقد أفصحتْ وزارةُ التعليم عن حالات تعليق الدراسة وتحويلها (أون لاين)، أذكر منها: حالة هطول الأمطار الغزيرة، واضطراب الأحوال الجوية، وأيضاً في حالة انقطاع الماء والكهرباء عن المدرسة، أو تفشّي الأمراض المعدية، أو وقوع أحداث عالمية تستدعي تعليقَ الدراسة، أو وجود أعمال صيانة وإصلاحات في المدرسة، أو أثناء الزيارات الرسمية واستضافة الوفود من الخارج، أو أي اضطرابات أمنية تهدِّد سلامة الطلبة والطالبات. وقد تم التأكيد أن التحويل عن بُعد يكون من خلال منصة مدرستي التعليمية. وبعد.. فإن مزايا التعليم الحضوري تفوق التعليم عن بُعد بمراحل عديدة، وقد عدّدها البعض، وبالتالي فإن الأفضل بدون انحياز؛ هو الجمع بين التعليم الحضوري والتعليم عن بُعد، وفقاً للحالات التي أفصحت عنها وزارة التعليم وفوّضت المختصين بذلك، وهو الأمر يلزمنا معه التأكيدُ على ضرورة إعداد الكوادر المؤهلة للقيام بهذه المهمة، وتعميق العلاقة بين المدرسة وأولياء الأمور، وإزالة أية عوائق تُبعد الجدية عن هذا النوع من التعليم.

مشاركة :