عقد وزير الخارجية "عادل بن أحمد الجبير"، مساء اليوم؛ مؤتمراً صحفياً في ختام أعمال اجتماع المجلس الوزاري لوزراء خارجية دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، مع وزيري خارجية المملكة الأردنية الهاشمية والمملكة المغربية, بمقر أمانة المجلس بالرياض. وقال: "بحمد الله تعالى عقد المجلس الوزاري اليوم ثلاثة اجتماعات؛ بدأت بالاجتماع المشترك للمجلس مع كلٍّ من: المملكة الأردنية الهاشمية، والمملكة المغربية، الشقيقتين؛ حيث تم بحث خطوات تعزيز الشراكة الإستراتيجية بين المجلس والمملكتين الشقيقتين في إطار خطط العمل المشتركة لتطوير التعاون في مختلف المجالات. كما جرى بحث الأمور الإقليمية والدولية وتنسيق المواقف والجهود في العمل معها. عقب ذلك اجتمع المجلس مع وزير خارجية جمهورية اليمن الشقيقة، وجرى خلال الاجتماع بحث العلاقات التاريخية المتميزة التي تجمع دول المجلس واليمن ودعم التعاون القائم بينهما وتطويره في مختلف المجالات، إضافة إلى بحث العملية السياسية القائمة على مخرجات الحوار الوطني والمبادرة الخليجية وقرار مجلس الأمن "2216"، إضافة إلى بحث جهود عمليات الإغاثة الإنسانية وإيصال المساعدات للشعب اليمني الشقيق في المناطق كافة". وأضاف: "وفي أعقاب ذلك عقد المجلس دورته الـ138؛ حيث تم خلالها بحث أفق التعاون المشترك في جميع المجالات، ومن أبرز الموضوعات التي جرى بحثها رؤية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود- حفظه الله- بشأن تعزيز العمل الخليجي المشترك، ومتابعة تنفيذ الرؤية, كما تم بحث مجمل الأوضاع السياسية في المنطقة وفي العالم وتنسيق المواقف والجهود حيال التعامل معها". وأكد "الجبير" أن البيان الذي صدر عن الاجتماع كان شاملاً وتناول جميع الموضوعات فيما يتعلق بسوريا واليمن, وفيما يتعلق بالإرهاب, وكذلك ما يتعلق بالأمور ذات الاهتمام بالنسبة لدول مجلس التعاون. بعد ذلك أجاب وزير الخارجية على أسئلة الصحفيين، فحول تفاوض بعض الحوثيين مع المملكة بشأن الهدنة ووقف عمليات تبادل إطلاق النار, والخطوات التي تعقب تصنيف حزب الله كحزب إرهابي, أكد معالي وزير الخارجية أن البيان الصادر من قيادة قوات التحالف اليوم كان واضحاً، ولا يمكن الإضافة عليه, لافتاً النظر إلى أهمية إيجاد حل لوقف إطلاق النار لفتح المجال لوصول المساعدات الإنسانية والطبية إلى اليمن لمساعدة الشعب اليمني, كما يوجد مستشفى تديره المملكة في مدينة صعدة. وأشار معاليه إلى وجود تفاهم بين القيادة العسكرية على ما تسميه هدنة ووقف إطلاق النار، وتم تبادل بعض الأسرى من قبل المملكة واليمن, مؤكداً التزام المملكة بإيجاد حل سياسي في اليمن من خلال المبادرة الخليجية ومخرجاتها, والحوار الوطني اليمني, وقرار مجلس الأمن "2216"، وكذلك دعم جهود المبعوث الأممي "إسماعيل ولد الشيخ أحمد", مبيناً أن الحل السياسي يجب أن يكون "يمني- يمني"، وهو المسار الوحيد للوصول إلى تفاهم وتوافق في اليمن بإذن الله, مؤكداً حرص المملكة على تحسين وضع الأشقاء في اليمن، سواء عن طريق فتح المجال للمساعدات للشعب اليمني الشقيق أو تقديم المساعدات عن طريق مركز الملك سلمان لأعمال الإغاثة أو منظمات الأمم المتحدة. أما فيما يتعلق بتصنيف حزب الله كمنظمة إرهابية, أوضح "الجبير" أن كل دولة لها إجراءات تتخذها تجاه المنظمات الإرهابية, والمملكة لديها إجراءات؛ كمنع أشخاص وشركات من ممارسة أعمالهم في المملكة, أو دخول أو استخدام البنوك السعودية أو فتح حسابات في المملكة أو تحويلها مبالغ، وغيرها من الإجراءات, مشيراً إلى القرار الذي تم اتخاذه من قبل دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية في وضع حزب الله كمنظمة إرهابية، وتم تأكيده من قبل وزراء الداخلية العرب في اجتماعهم الأخير في تونس، الذي وصف حزب الله بأنه منظمة إرهابية, ووزراء الخارجية لدول الخليج اليوم أفادوا أنهم سينظرون في الإجراءات التي ستتخذ للتصدي لحزب الله, وأولها القرارات التي اتخذها وزراء الإعلام أمس فيما يتعلق بإيقاف بث البرامج التلفزيونية والإذاعية والصحف التي لها علاقة أو تابعة لحزب الله, وغيرها من الإجراءات التي تمنع حزب الله من الاستفادة بأي شكل كان من دول مجلس التعاون في أي مجال كان. وحول العلاقات مع إيران، قال: العلاقة مع إيران على مدى 35 سنة متوترة بسبب تصرفات إيران وتدخلها في شؤون المملكة العربية السعودية ودول المنطقة، والعلاقة مع إيران متدهورة بسبب السياسات الطائفية الذي تتبناها، ودعمها للإرهاب، وزرع الخلايا الإرهابية في دول المنطقة، وتهريب الأسلحة والمتفجرات إلى دول المنطقة؛ من أجل القيام بعمليات إرهابية وزعزعة الأمن في تلك الدول. وأضاف: إذا غيرت إيران أسلوبها وغيرت سياساتها ما في شيء يمنع فتح صفحة جديدة تكون مبنية على مبدأ حسن الجوار وعدم التدخل في شؤون الآخرين وإثارة الفتن الطائفية في العالم الإسلامي، مؤكدًا أن المملكة العربية السعودية لم تقم في عملٍ عدواني باتجاه إيران، كما أن المملكة لم تغتَلْ دبلوماسيين إيرانيين، ولم تفجر سفارات إيرانية، ولم تزرع خلايا داخلية في إيران، ولم تهرّب أسلحة إلى إيران، ولم تحاول زعزعة الأمن الداخلي الإيراني، لكن العكس هو الواقع، والمنطق يقول: إذا إيران أرادت أن تكون لها علاقات جيدة مع دول الجوار عليها أن تعمل على مبدأ حسن الجوار، ما يحتاج إلى وساطة بيننا وبين إيران . وأردف وزير الخارجية بالقول: "إذا تبنَّت إيران سياسات مختلفة عن السياسات التي تتبناها الآن، ما في شي يمنع من بناء أفضل العلاقات، إيران في نهاية الأمر دولة مجاورة مسلمة، لها تاريخ وحضارة عريقة، الشعب الإيراني شعب صديق لكن السياسات التي تتبناها الحكومة الإيرانية بعد "ثورة الخميني" هي سياسات عدوانية، لنكون واضحين وصريحين عندما تتغير السياسة ممكن العلاقة تتحسن بشكل إيجابي". وعن رحيل "الأسد" قال معالي وزير الخارجية: بالنسبة لرحيل "الأسد" إما عن طريق سياسي أو عسكري لا يزال موجوداً هذا المنطق، رجل مسؤول عن قتل 400 ألف من شعبه وتشريد 12 مليوناً من شعبه وتدمير البلاد لا مستقبل له في سوريا، الشعب السوري رافض وسيرفض ويقاوم حتى يحدث التغيير، الخيار أمام "بشار الأسد"، إما أن يترك بطريقة سياسية هذا أسهل وأسرع، أو الشعب السوري سيستمر في القتال حتى يبعده عسكرياً، هذا سيكون بدون أي شك في ذلك، هذا الرجل لن يستمر بسوريا كحاكم، الشعب السوري عبَّر عن إرادته وموقفه. وأضاف: المملكة العربية السعودية لن تتخلَّى عن الشعب السوري؛ لأن الشعب السوري له تقريبًا خمس سنوات وهم يقاتلون هذا النظام، ما عندهم دبابات وطيران ومع ذلك صامدون، بينما النظام استعان بإيران وفشلت، وإيران استعانت بميليشيات الشيعة، سواء حزب الله في العراق أو باكستان وفشلت، ثم دخلت روسيا ولم ينتصر "بشار الأسد". الصورة واضحة، الأمر النهائي واضح، مسألة وقت، تمنينا تغييره عن طريق الحل السياسي. وقال "الجبير": كنا نطالب باستقلال لبنان, سواء كان في هبة أو ما في هبة، كما أننا طالبنا بوحدة لبنان وعروبة لبنان, والأمن والاستقرار في لبنان، مبينًا أن المزعج في الموضوع في لبنان أن ميليشيا مصنفة كمنظمة إرهابية أصبحت تسيطر على القرار في لبنان, الذي جعل لبنان يصوت ضد انتهاكات إيران لحملة السفارة السعودية في طهران والقنصلية في مشهد وفي الجامعة العربية وفي منظمة التعاون الإسلامي. ولفت معاليه النظر إلى أن إطلاق سراح "ميشيل سماحة" من قبل المحكمة العسكرية في لبنان؛ ليس مؤشراً إيجابياً فيما يتعلق باستقلال الجيش من نفوذ حزب الله؛ مما جعل المملكة تتخذ قرار إيقاف الهبة الممنوحة للجيش اللبناني وتحويلها للجيش السعودي، وإيقاف الهبة الممنوحة لقوات الأمن اللبنانية وتحويلها إلى قوات الأمن السعودية. وأشار إلى أن الاتحاد الأوروبي يطالبون بالحفاظ على استقلال ووحدة لبنان، وهو ما تطالب به المملكة العربية السعودية.
مشاركة :