أجرى فريق الأشعة التداخلية بمستشفى الدكتور سليمان الحبيب بالسويدي مؤخراً، عدة عمليات نوعية ناجحة بتقنية التردد الحراري تحت إرشاد الأشعة المقطعية، وأنهت هذه التدخلات الطبية آلام عدد من المرضى الذين عانوا من أورام (التعظم العظمي)، ونتج عن بعضها أعراض حادة. وقال رئيس الفريق الطبي المعالج المختص بالأشعة التداخلية، إن هذه الحالات جاءت إلى المستشفى تشكو من أعراض تباينت وفقاً لطبيعة وموضع الورم، لكنهم بشكل رئيسي عانوا من الآلام الشديدة، وقد تمتد الآلام التي تزداد حدتها ليلاً، في بعض الحالات حتى المفصل الأقرب، كما أن بعض الحالات تأثر قدرتها على استخدام طرف الجسم المصاب، فأجريت لهم فحوصات دقيقة بدأت بالفحص الجسدي الكامل ومن ثم الأشعة السينية والرنين المغنطيسي وفحص العظام، والأشعة المقطعية. وتابع رئيس الفريق الطبي المعالج قائلاً إن المرضى أخضعوا لعمليات دقيقة عبر تقنية التردد الحراري، تحت إرشاد الأشعة المقطعية لتحديد مكان الورم، ومن ثم إدخال إبرة التردد الحراري بدقة في منتصف الورم وتوليد درجة حرارة عالية، تقوم بكي الورم والقضاء عليه نهائياً خلال دقائق معدودة، وتكللت ولله الحمد كل هذه العمليات بالنجاح، وغادر المرضى المستشفى بعد أقل من «24» ساعة من العملية، وتخلصوا من الأعراض الحادة التي قضت مضاجعهم، وعادوا لممارسة حياتهم بصورة طبيعية. وأشار إلى أنه في الماضي كان العلاج الجراحي هو العلاج الوحيد المتاح لهذه الأورام، مضيفاً أن دخول تقنية التردد الحراري مثل قفزة تطورية كبيرة، إذ حولت عمليات أورام العظام إلى عمليات يوم واحد، حيث يمكن للمريض بعدها ممارسة حياته بشكل طبيعي، واستخدام الطرف المصاب سواء الساق أو الذراع في اليوم التالي للعملية، ولا تحتاج فترة الاستشفاء إلى بقائه بالفراش لأيام بعد العملية، كما أن الألم المصاحب للورم يختفي تماماً خلال «2 إلى 5» أيام من إجراء العملية، إضافة إلى أن تقنية التردد الحراري ليس لها تأثير سلبي أو ضار بنمو العظام أو الأطراف المصابة والعضلات المحيطة به. من جانبه قال د. سمير سندي المدير الطبي للمستشفى، إن مثل هذه العمليات النوعية لا تُجرى إلا في المراكز الطبية المتخصصة والمستشفيات الكبيرة، التي تحظى بإمكانيات وتجهيزات متقدمة، والكفاءات الطبية الماهرة التي تتمتع بالتأهيل العلمي والتمرس.
مشاركة :