بنوك الاستثمار الأمريكية تُحكم قبضتها على العالم

  • 3/10/2016
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

أحكمت بنوك الاستثمار الأمريكية الخمسة الكبار قبضتها على أسواق العالم العام الماضي حيث بلغت عائداتها 138.5 مليار دولار متفوقة على منافساتها الأوروبية للعام الثاني على التوالي في كافة مجالات النشاط المالي. وبلغت عوائد مصارف الاستثمار الأمريكية ضعف ما حققته منافساتها الأوروبية عند 60.1 مليار دولار عام 2015 كما بلغ صافي ربح المصارف الأمريكية حسب تقديرات فاينانشل تايمز 33.5 مليار دولار مقابل 4.2 مليار دولار للأوروبية التي عانت الكبرى منها من تشدد القوانين واضطرت للاحتفاظ بأرصدة أكبر. وتعكس هذه الحقائق هيمنة بنوك الاستثمار الأمريكية على القطاع عالميا حيث باتت تحتل الصدارة من حيث حجم الرسوم في عدد من المناطق منها الاتحاد الأوروبي والشرق الأوسط وإفريقيا اللتان تعتبران تاريخيا الحديقة الخلفية للبنوك الأوروبية. ويعتقد المحللون أن البنوك الأمريكية تمكنت من السيطرة بفضل سرعة تجاوبها مع الرمال المتحركة في قطاع المصارف الاستثمارية. ويقول براد هنتز أستاذ الاقتصاد في جامعة نيويورك والمحلل المخضرم في القطاع: لم تضطر البنوك الأمريكية للتمسك بعناد بتداول السندات كما هو الحال في بنك دويتشة كما أن أياً منها لم يضطر لتحويل استراتيجيته 180 درجة كما فعل بنك باركليز ولم يضطر أي منها لمواجهة صعوبات قوانين المصارف السويسرية كما حصل لبنك كريديه سويس. وقد دفعت السلطات الأمريكية بنوك البلاد لإعادة التوافق بسرعة مع متطلبات العمل بعد الأزمة المالية العالمية بينما تحاول البنوك الأوروبية الثلاثة المذكورة اللحاق بالركب الآن. وتراجعت عوائد بنوك الاستثمار الأوروبية الخمسة الأكبر دويتشة وباركليز وبي إن بي باريبا وكريديه سويس ويو بي إس، بنسبة 8% خلال عام 2015. بينما تراجعت عوائد الخمسة الكبار الأمريكية جيه بي مورغان وسيتي غروب ومورغان ستينلي وغولدمان ساكس وبانك أوف أمريكا بنسبة0.8%. وأعلن بنك دويتشة في يناير/كانون الثاني عن خسائر بلغت 6.8 مليار يورو لعام 2015 واضطر لطمأنة المستثمرين حول سلامة وضعه المالي. أما باركليز الذي تراجع سعر سهمه بنسبة 40% فقد اضطر لخفض حصص المساهمين من الأرباح إلى النصف هذا العام والسعي لتعزيز مستوى ماليته. واستفادت البنوك الأمريكية خلال عام 2015 من ملاءمتها لشروط الأسواق حيث حلقت معدلات الرسوم في السوق المحلية الأمريكية بينما تراجعت في السوق الأوروبية. وقال باكو بارا رئيس قسم الأسواق العالمية في بنك سيتي غروب إن البنوك التي كان أداؤها مميزاً هي تلك البنوك التي استعدت مبكرا لتعديل استراتيجياتها وتحسين أوضاعها المالية. ويراهن المحللون على أن يسفر الانتعاش الواسع في الاقتصادات الأوروبية في حال حدوثه عن إعادة التوازن بين الطرفين إلا أن مؤشرات ذلك لا تلوح في الأفق حتى الآن.

مشاركة :