بخطى متسارعة تتجه الدولة المصرية بكل قطاعاتها لتنمية شمال سيناء، عبر إطلاق المشاريع القومية الزراعية والصناعية والخدمية والسياحية، وإنشاء شبكة طرق وأنفاق عملاقة، وتوفير كل سبل الدعم والتيسير لتحفيز مناخ الاستثمار، لتحسين حياة أهلها بعد سنوات من محاربة التطرف والإرهاب، ومحاولة تحويل أرض الفيروز من بؤرة للإرهاب إلى واحة للتنمية. خلال اجتماعه اليوم (الاثنين) مع رئيس مجلس الوزراء ووزيري الدفاع والداخلية ورئيس جهاز المخابرات العامة ومحافظ شمال سيناء، وجه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بضرورة التوجه إلى صياغة مسار تنموي متطور ومتكامل للمحافظة، والتوسع في تنفيذ المشاريع القومية والتنموية بأرض الفيروز. وكان السيسي كشف في تصريحات سابقة، على هامش فعاليات الندوة التثقيفية الـ37 للقوات المسلحة، أن تكلفة مواجهة الإرهاب في مصر بلغت مليار جنيه سنوياً. ونشر المركز الإعلامي لمجلس الوزراء المصري تقريراً يتضمن إنفو جرافات بعنوان «سيناء أرض الفيروز» تحدث عن أهم المشاريع القومية التي تنفذها مصر منذ عام 2014 بداية الإرهاب، إذ تم إنشاء أنفاق تربط سيناء بباقي أقاليم الدولة، فضلاً عن المشروع القومي لتنمية سيناء الذي يشمل إقامة مدن سكنية، وشبكة طرق ومناطق صناعية ومزارع سمكية، حيث بلغت الزيادة في الاستثمارات العامة الموجهة لتنفيذ مشاريع في سيناء 73.3 مليار جنيه عام 2022/2023، مقابل 4.8 مليار جنيه عام 2013/2014، كما ارتفعت تكلفة زيادة الطاقة الإنتاجية لمصنع أسمنت العريش من 3.7 مليون طن سنوياً إلى 6.9 مليون طن سنوياً. وتمت إقامة قواعد صناعية داخل سيناء، وبلغت قروض المشاريع المتوسطة والصغيرة ومتناهية الصغر أكثر من ملياري جنيه حتى فبراير 2023، ساهمت في تمويل 50 ألف مشروع، وتوفير نحو 89.4 ألف فرصة عمل، وزاد عدد محطات تموين السيارات بالغاز الطبيعي ومحطات الكهرباء، وجارٍ تطوير 8 موانئ بحرية، ومشاريع سكك حديدية، وزادت مساحة الأراضي المستصلحة والمنزرعة بنسبة 176.7%، كما أن هناك جهودا للارتقاء بالتعليم العالي في سيناء، منها جامعة الملك سلمان الأهلية، التي تعد أحد المشاريع القومية لتنمية شبه جزيرة سيناء، وتطوير ورفع كفاءة 6 مطارات. وفي هذا السياق، قال الخبير الاستراتيجي اللواء سمير فرج إن نجاح مصر في مواجهة الإرهاب، التي امتدت 9 سنوات منذ عام 2014، كان سبباً مهماً في تنمية شمال سيناء، لافتاً إلى أن قوات الجيش هدمت 4 آلاف نفق، كانت تنقل السلاح والدعم اللوجيستي والعناصر المدربة للتنظيمات الإرهابية من الخارج، ونجحت في تدمير آلاف مخازن الأسلحة والذخائر، ما أدى إلى نقص كبير في الموارد لدى تلك الجماعات. وأوضح فرج لـ«عكاظ» أنه بنهاية عام 2019 خرجت مصر من تعداد الدول العشر الأكثر تأثراً بالإرهاب على المؤشر العالمي، وهو ما اعتبره مراقبون إنجازاً في هذا الملف، واصفاً ما حدث في ملف مكافحة الإرهاب والتطرف بالمعجزة، مؤكداً أن استقرار سيناء دعوة للمستثمرين العرب والأجانب لضخ مشاريعهم في هذه المنطقة الغنية بالموارد الطبيعية والتنموية. وبالنسبة لملف إعادة المهجرين إلى قراهم من جديد، جاء بعد انتهاء الإرهاب.
مشاركة :