وفيما سطعت الشمس مجددا في موقع الحدث المسمى "بلاك روك سيتي" والذي استقطب 70 ألف شخص، فُتحت الطرق بعد ظهر الاثنين لبدء عملية الخروج الرسمية. ويجمع مهرجان "بورنينغ مان" الذي يقام سنويا، بين الاحتفاء بالثقافة المضادة والخلوة الروحية. وقد أُطلق العام 1986 في سان فرانسيسكو. ومنذ تسعينيات القرن الماضي، تقام هذه الفعالية في صحراء بلاك روك، وهي منطقة محمية في شمال غرب ولاية نيفادا. وأُغلقت جميع المنافذ إلى "بلاك روك سيتي" الواقعة على بعد عشرات الكيلومترات من أقرب المنازل، الجمعة بسبب سوء الأحوال الجوية الذي حول "بلايا"، وهي منطقة شاسعة في الهواء الطلق، إلى مستنقع وحول غير صالح للعبور. وقال المهرجان في بيان نُشر على موقعه الإلكتروني "بدأت عمليات الخروج رسمياً من بلاك روك سيتي"، و"رُفع حظر القيادة" الذي كان مفروضاً في الأيام الأخيرة. مع ذلك، دعا المنظمون المشاركين إلى تأجيل مغادرتهم المكان الواقع في قاع بحيرة جافة في منطقة نائية بصحراء نيفادا، حتى الثلاثاء لتجنب الاختناقات المرورية الضخمة. وشق المشاركون في المهرجان، مرتدين ملابس غريبة تميّزهم في العادة، طريقهم وسط الطين السميك واللزج، ولفّوا جواربهم بأكياس بلاستيكية انتعلوها لتكون بمثابة أحذية لهم. وانطلق البعض سيراً على الأقدام، وساروا لساعات في منتصف الليل للوصول إلى الطريق الوحيد الصالح للعبور على بعد حوالى ثمانية كيلومترات، ثم ركبوا سياراتهم. ومن بين هؤلاء، مشاهير مثل الممثل الكوميدي كريس روك والفنان ديبلو اللذان صعدا بسيارة أحد المعجبين بعد مسيرة شاقة لكيلومترات عدة في الوحل. وقد أخبرا عن تفاصيل رحلتهما على الشبكات الاجتماعية. سيارات مهجورة كذلك جازفت لورا كينيدي، مع زوجها وصديق لها، بمغادرة موقع التجمّع سيراً على الأقدام للعودة إلى منزل ابنها. وقالت لوكالة فرانس برس الأحد "مشينا إلى مداخل المدينة وسط الطين والمناطق الجافة في بلايا ونهرين ضحلين و(رأينا على الطريق) سيارات عدة مهجورة". غير أن هذا المسار لم يكن خيار رواد آخرين في المهرجان، إذ احترم هؤلاء التعليمات الصادرة عن السلطات ولازموا الموقع. وقال ديفيد دايت، وهو أحد المشاركين في التجمع، عبر محطة "سي ان ان" الاثنين "يتركون كل معدات التخييم، ويتخلّون عن سياراتهم وصناديق القمامة الخاصة بهم وخيامهم"، ويُتوَّج المهرجان الذي تكلّف تذاكره مئات الدولارات، كل عام بمراسم حرق مجسم خشبي بطول 12 متراً. ونُشرت أبراج لشبكات الهاتف والإنترنت اللاسلكي في الموقع ليستفيد منها الجمهور، لكن الاتصالات ظلت متقطعة. وبحسب شرطة الولاية، تسبب سوء الأحوال الجوية في المهرجان في وفاة شخص، لكنّ السلطات لم تقدّم مزيداً من التفاصيل حول ظروف الوفاة. وتسببت الأمطار في حدوث فيضانات في أماكن أخرى في نيفادا، خصوصاً في مدينة لاس فيغاس. وواجه التجمع العام الماضي موجة قيظ شديدة مصحوبة برياح عاتية جعلت التجربة شاقة على المشاركين.
مشاركة :