في ثاني محطاتها هذا العام، وعلى وقع قطرات أمطار الرحمة، وصلت مسيرة فرسان القافلة الوردية، مساء أمس الأول (الثلاثاء)، إلى مستشفى مسافي في إمارة الفجيرة، بعدما انطلقت من مستشفى الذيد صباحاً، قاطعة بذلك مسافة 21.5 كم، ونجحت في تقديم الفحوص المجانية للكشف عن مرض سرطان الثدي ل532 شخصاً، إلى جانب قيام الفرسان بمهمة نشر وتعزيز الوعي بمخاطر سرطان الثدي وضرورة الكشف المبكر والدوري عنه بين سكان المناطق التي مروا بها، لا سيما في سوق الجمعة الذي توقفت المسيرة عنده، وشهد تفاعلاً كبيراً من قبل الجمهور مع الفرسان. وتحظى مسيرة فرسان القافلة الوردية برعاية كريمة من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، ومتابعة من قرينة سموه، سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، الرئيس المؤسس لجمعية أصدقاء مرضى السرطان، وتقام نسختها السادسة تحت شعار جنود الأمل الوردي وتستمر حتى 17 مارس الجاري، بهدف تعزيز الوعي المجتمعي بسرطان الثدي، وبأهمية الكشف المبكر عنه، وتقديم الفحوص المجانية في جميع أنحاء دولة الإمارات. وشهدت عيادة الماموجرام المتحركة التي أقيمت في مستشفى كلباء، والعيادات الطبية الثابتة في مستشفى دبا الفجيرة ومستشفى مسافي بالفجيرة، إقبالاً كبيراً من كافة فئات المجتمع رجالاً ونساءً من مختلف الجنسيات، وتم فحص 532 شخصاً (476 امرأة، و56 رجلاً)، منهم 321 من مواطني دولة الإمارات، و221 من المقيمين، وذلك بعد فحص 541 شخصاً في اليوم الأول من المسيرة في مدينتي الذيد والشارقة، ليصبح المجموع 1073 فحصاً مجانياً لسرطان الثدي. بينما استقبلت واجهة المجاز المائية زوارها بالوردي في أول أيام عيادتها الثابتة، التي تم تدشين العمل فيها هذا العام للمرة الأولى، واستقبلت عيادتها الراغبين في إجراء الفحوص وطرح استفساراتهم بخصوص سرطان الثدي وطرقِ الوقاية منه، من الساعة الرابعة عصراً وحتى العاشرة مساءً، والتي شهدت العيادة إقبالاً كبيراً من العديد من الجنسيات. وخلال جولتها مع فرسان القافلة الوردية، سردت الفارسة البريطانية جاكي دويل التي تساهم في عملية إعداد وتجهيز خيول القافلة الوردية تجربتها قائلةً: سعيدة بكوني جزءاً من فريق عمل هذه المبادرة الرائدة التي منحتني فرصة المساهمة في إنجاز أعمال إنسانية نبيلة، فمنذ أن تعرفت الى القافلة الوردية عن طريق صديقتي ديبي أمالي، منسقة شؤون الفرسان بالقافلة الوردية، أتشرف بالعمل كمتطوعة إلى جانب الفريق المعني بإعداد خيول القافلة الوردية. وأضافت دويل: أؤمن بأهمية الكشف المبكر عن سرطان الثدي ودوره في ارتفاع نسب العلاج والشفاء التام، ولي تجربة شخصية في هذا الشأن، فلدي عدد من صديقاتي أُصبن بهذا المرض، واحدة منهن اكتشفت المرض في مراحله الأولى، وهي الآن تواصل رحلة علاجها. وأكدت أنها ستسعى جاهدة إلى جانب فريق القافلة الوردية لنشر وتعزيز الوعي بسرطان الثدي وتشجيع كافة فئات المجتمع لإجراء الفحوص للكشف المبكر عنه والتي تقدمها عيادات القافلة الوردية للجميع مجاناً. وأضافت: أبنائي جيمس، وسوفي دويل، هما كذلك فرسان، فجيمس هو فارس مخضرم يتدرب تحت إشراف المدرب العالمي سعيد بن سرور، مدرب الخيول بجودلفين، وهي إسطبلات سباق وتربية الخيول العالمية التي أسسها ويقودها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، أما سوفي فهي فارسة تمارس نشاطها الرياضي في ولاية كنتاكي ولكنها تحرص كل عام على الحضور للمشاركة في مسيرة الفرسان. من ناحيتها، قالت مريم الشحي، رئيسة قسم خدمة المتعاملين في مستشفى مسافي بالفجيرة: القافلة الوردية مبادرة توعوية صحية، كما أنها عمل وطني مجتمعي كبير يخدم المواطنين والمقيمين في إماراتنا الحبيبة على حدٍ سواء، وقد استطاعت خلال السنوات الخمس الماضية أن تساهم بشكل كبير في بناء مجتمع سليم وبيئة داعمة للصحة ومكافحة لمرض سرطان الثدي. وأضافت الشحي: شهدنا خلال العامين الماضيين إقبالاً كبيراً من كافة فئات المجتمع، رجالاً ونساءً، مواطنين ومقيمين، على إجراء الفحوص للكشف عن سرطان الثدي، ما يوضح بأن الفرق التوعوية والطبية للقافلة الوردية، ومن خلال فعالياتها وأنشطتها التوعوية المختلفة، تقوم بأدوار كبيرة، واستطاعت أن تحدث نقلة نوعية فيما يخص التعامل مع مرض سرطان الثدي. ويعتبر سرطان الثدي أكثر أنواع السرطان انتشاراً بين النساء في جميع أنحاء العالم، إذ يمثل 16 بالمئة من جميع السرطانات التي تصيب هذه الفئة، وهو يصيب حوالي 1.1 مليون امرأة في العالم يتم تشخيصهن سنوياً بسرطان الثدي، ومن هؤلاء يتوفى 410 آلاف بسبب مرضهن، كما أن 98 بالمئة من الحالات التي يتم اكتشافها في المراحل الأولى يتم علاجها وشفاؤها تماماً.
مشاركة :