عدن ــ الخليج: أعلنت قيادة قوات التحالف العربي المساند للشرعية في اليمن، أمس الأربعاء، أن شخصيات قبلية واجتماعية يمنية سعت لإيجاد حالة من التهدئة على الحدود اليمنية - السعودية لإفساح المجال أمام إدخال مواد طبية وإغاثية للقرى اليمنية القريبة من مناطق العمليات، في وقت بدأت تصدر فيه إشارات واضحة من معسكر المتمردين عن الرغبة في إنهاء القتال والاستسلام لمتطلبات السلام بعد التواصل مع التحالف العربي. وأوضحت القيادة، أنها استجابت لمساع قادتها شخصيات قبلية واجتماعية يمنية لإيجاد حالة من التهدئة على الحدود اليمنية المتاخمة للمملكة لإفساح المجال لإدخال مواد طبية وإغاثية للقرى اليمنية القريبة من مناطق العمليات، عبر منفذ علب الحدودي. وقال بيان للتحالف، أمس، كما تم استعادة المعتقل السعودي العريف (جابر أسعد الكعبي) وتسليم سبعة أشخاص من اليمنيين تم القبض عليهم في مناطق العمليات بالقرب من الحدود السعودية الجنوبية. وأعربت قيادة قوات التحالف عن ترحيبها باستمرار حالة التهدئة في إطار تطبيقها لخطة إعادة الأمل بما يُسهم في الوصول إلى حل سياسي برعاية الأمم المتحدة وفق قرار مجلس الأمن رقم 2216. من جانبه قال العميد أحمد عسيري، المتحدث باسم التحالف العربي، إنه لا وجود لأي مفاوضات للتحالف مع أي طرف خارج مسار الحكومة اليمنية. وأوضح في حديث صحفي، أن قيادة التحالف تشجع أي خطوة إيجابية تجاه الوضع في اليمن، مشيراً إلى أن قيادة التحالف رحبت بخطوة القبائل في طلب التهدئة ضمن عملية إعادة الأمل. وأضاف هناك تواصل مستمر مع الأشخاص الذين بادروا للتهدئة لإيصال المساعدات لليمن. ولفت إلى أنه لا يوجد ضغط دولي ضد مسلحي الحوثي وصالح من أجل إيصال المساعدات إلى محافظة تعز اليمنية، آملاً أن تقوم المنظمات الإغاثية الدولية بدورها لإيصال المساعدات إلى هذه المحافظة. وتابع المواد الإغاثية التابعة لمركز الملك سلمان بن عبد العزيز تصل إلى جميع المناطق اليمنية، دون استثناء، منوهاً إلى أن التحالف يفرق بين الحوثيين كمكون سياسي يمني وبينهم كميليشيات مسلحة. ورجحت مصادر سياسية أن تتجه الحرب المحتدمة في اليمن إلى ترجيح الحسم العسكري كخيار يفرضه الانقلابيون برفضهم الانصياع للإرادة الشعبية، وتنفيذ القرار 2216 ومواصلتهم اقتراف الجرائم والانتهاكات اليومية في حق المدنيين في العديد من المحافظات. ونفت مصادر سياسية يمنية مطلعة في تصريحات لـالخليج تقديم الانقلابيين لأي مبادرات أو تنازلات معتبرة أنهم يتحملون مسؤولية التسويف وتعطيل المسار السياسي لتسوية الأزمة بتشبثهم بمواقفهم الرافضة لإنهاء الانقلاب وتنفيذ القرار الدولي الأخير. وأشارت إلى أن اقتراب الحسم العسكري في معظم جبهات القتال، دفعت بالانقلابيين إلى محاولة فتح خطوط تواصل مباشرة مع قيادة التحالف العربي من خلال زيارة ممثلين لجماعة الحوثي للسعودية تمهيداً للاستسلام والخضوع لشروط السلام القاضية بإنهاء الانقلاب وعودة السلطة الشرعية إلى صنعاء. وكشفت المصادر ذاتها عن رفض الحكومة اليمنية لعرض تقدم به الانقلابيون بالانسحاب من عدد من الجبهات كتعز ومأرب والحديدة مقابل وقف العمليات العسكرية لقوات التحالف والجيش الوطني اليمني، مشيرة إلى أن الدائرة بدأت تضيق على الأخيرين بعد الانتصارات المتعاقبة التي حققها الجيش الوطني والمقاومة بدعم من قوات التحالف العربي في معظم جبهات القتال المشتعلة في البلاد.
مشاركة :