المنامة - ياسر ابراهيم - قال عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني، عثمان مجلي، اليوم الثلاثاء، إن الوضع في مناطق سيطرة مليشيات الحوثي سيء جداً ومرتبك، حيث يعاني الحوثيون من ضغوطات شعبية، وحالة توتر وقلق ملحوظ في محافظة صعدة شمالي البلاد. جاء ذلك خلال لقائه سفير الولايات المتحدة الأميركية لدى اليمن، ستيفن فاجن، في العاصمة السعودية، لمناقشة العلاقات الثنائية بين البلدين بمفهومها الشامل واستمرار تعزيز الجهود في مكافحة الإرهاب وإنهاء الانقلاب الحوثي وإحلال السلام في اليمن، وفق وكالة الأنباء اليمنية "سبأ". واستمع عضو مجلس القيادة الرئاسي، من السفير فاجن إلى لمحة عن زيارته إلى مدينة سيئون بمحافظة حضرموت، الأسبوع الماضي، ولقاءاته مع قيادة السلطة المحلية. وأشار مجلي إلى أن الانقلاب الحوثي المدعوم إيرانياً سبب معاناة اليمنيين في الداخل والخارج، وسبب استنزاف المقدرات الوطنية وتعرضها للسرقة ونهب رواتب الموظفين المستمر وتهريب المخدرات والسلاح والطيران المسير والصواريخ، وتدمير الاقتصاد والبنية التحتية وتكريس سياسة الإفقار لليمنيين . وأكد أنه حان الوقت لاقتلاع جذور الإرهاب الحوثي الذي دمر اليمنيين، وشوه حياتهم الطبيعية التي كانوا يتمتعون بها قبل حرب صعدة الأولى في يونيو ٢٠٠٤، والانقلاب على الدولة في سبتمبر ٢٠١٤، وتمددهم بقوة السلاح من أقصى شمال الشمال إلى باقي المحافظات الجنوبية والشرقية والغربية في البلاد، ومن ثم استهدافه للمنشآت النفطية وتهديد الملاحة الدولية واستمراره في رفض كل جهود السلام. وتساءل مجلي في حديثه للسفير الأميركي، كيف يقرأ الحوثي السلام؟ مشيرا إلى إن مفهوم الحوثي للسلام قائم على مفهوم الضم والإلحاق ورفض الشراكة مع أي مكون وطني، انطلاقا من أفكار ايديولوجية متطرفة تسعى للسيطرة على اليمنيين من خلال بث ثقافة مغلوطة وملوثة. وأوضح أن هذه الأفكار تهدف لتحويل الناس إلى مجرد قطيع، ينقاد لتوجهات الجماعة التي تقف على النقيض من ثقافة بناء دولة، عبر المضي قدما في تأسيس منظومة عسكرية إرهابية ومالية مستقلة لا تحمل أي التزامات تجاه المواطنين بما في ذلك دفع الرواتب وتقديم الخدمات العامة، في امتداد للفكر الإمامي البغيض الذي اسقطه اليمنيون في سبتمبر 1962 والذي يقاومه اليمنيون اليوم وسيسقطونه مجددا. وأكد مجلي على ضعف وهشاشة الميلشيات الحوثية بالرغم مما تبديه من قوة في الظاهر، وهو الأمر الذي كشفت عنه حالة الاستنفار والرعب التي ملأت قلوب قيادة الجماعة من مجموعة من النشطاء في وسائل التواصل الاجتماعي الذين يطالبون بحقوقهم وكذلك الاصوات التي تتعالى بعدد من اعضاء البرلمان الذين مازالوا تحت سيطرة المليشيات الحوثي. وأشار إلى ما تم ملاحظته من ارتباك جراء كلمة الشيخ صادق أمين أبو رأس في صنعاء الأسبوع الماضي بالذكرى 41لتأسيس المؤتمر، التي انتقد فيه نقدا عاما وبسيطا بعض ممارسات الجماعة وطريقتها البدائية في إدارة الدولة المختطفة في صنعاء من داخل الكهوف ورفضها إيجاد أي حل لملف الرواتب في مناطق سيطرة الانقلاب. ولفت إلى أن الوضع في مناطق سيطرة الحوثي سيء جداً ومرتبك، حيث يعاني الحوثيون من ضغوطات شعبية، وحالة توتر وقلق ملحوظ في صعدة كشفت عنها تحركاتهم الأخيرة التي تشير إلى تنامي حالة السخط الشعبي الذي نراه في وجوه الناس وهو سخط كفيل بإسقاطهم من الداخل بسبب تصرفاتهم وإرهابهم ونهبهم للحقوق الخاصة والعامة. وقال عضو المجلس الرئاسي، إن "الجريمة النكراء التي ارتكبها الحوثي وميليشياته بحق مواطن أعزل في صعدة اختلف معهم على أرض فوجهوا مدافعهم وقصفوا منزله بما فيه من النساء والأطفال والشيوخ، إلا مؤشراً على حالة الخوف التي تنتابهم". وأردف: "إذا كانت المليشيا تدعي أنها دولة، لماذا لم ترسل الأجهزة الأمنية للتحقق، وتضبطه وتحيله للقضاء، بدلًا من قصف منزله بالمدافع، كيف نأمن على شعبنا التعايش مع هؤلاء وأهلنا وابنائنا في الداخل وهذه التصرفات تزيدان اصراراً على مواجهتهم و لن يسلم من أذاهم احد في اليمن والاقليم ؟ الحوثي لا يريد شراكة وطنية ولا سياسية، وليس لديه مفهومة للسلام ولن يترك أحد من الاذى". وأشار مجلي إلى أن الحوثيين وإيران وحزب الله مشروع مشترك لنشر الفوضى والإرهاب في المنطقة، وما نراه من تعامل وسلوكيات ومشاريع على الواقع لا تمت إلى أبجديات السلام بأي صلة. وأضاف:" نسعى إلى تفعيل العمل المشترك مع التحالف في مجال مكافحة التهريب، وتفعيل القوانين والدفع بالحكومة للعمل الجاد، وسنقف في مجلس القيادة بشجاعة لمحاربة الفساد والدفع بعجلة الإصلاحات، ومواجهة الصعوبات". وتابع: "ندرك ان شعبنا سيكون معنا في الخطوات الاصلاحية ولن يدوم صبره على المليشيات والفساد، حيث ينهب الحوثي كل شيء أمام أعين الجميع، ينهب العقول والأرواح والممتلكات والأموال وهو أسوأ ما مر على تاريخ اليمنيين". وأثنى مجلي على الدعم الذي قدمته المملكة العربية السعودية للبنك المركزي اليمني في العاصمة المؤقتة عدن، واهتمام المملكة ودولة الإمارات والدول الشقيقة والصديقة بمساعدة الشعب اليمني للخروج من أزمته الاقتصادية والإنسانية والعمل على استئناف عمليات تصدير المشتقات النفطية لمواجهة الاحتياجات الأساسية، مرحباً بكافة الاستثمارات التي ترفد الخزينة العامة للدولة. من جانبه، عبر سفير الولايات المتحدة الاميركية، عن سعادته بهذا اللقاء، مؤكدًا حرص بلاده على الاستمرار في دعم الشعب اليمني والشرعية ، مثمنًا موقف مجلس القيادة الرئاسي والحكومة وتجاوبهم مع الجهود الرامية للمضي قدمًا بعملية سلام واسعة تحفظ لليمن استقراره وسلامة أراضيه وتدعم سياسية التحول من الحرب إلى البناء والإعمار.
مشاركة :