عادت الذخائر العنقودية مجددا إلى ميادين الحرب، بالرغم من معاهدة حظرها، التي لم تشارك فيها روسيا ولا أوكرانيا، ومن خلفهما الولايات المتحدة، ما جعل الباب مفتوحا على مصراعيه أمام الدول الثلاث لاستخدام هذا النوع من الذخائر دون أدنى مسؤولية. فآلة الحرب الروسية الأوكرانية التي دخلت شهرها الـ19، لم تجد حتى الآن من يوقفها، إذ تبوء كل محاولات الحل الدبلوماسي، بالفشل، حتى باتت الأمور أشد تعقيدا عما ذي قبل. ومما فاقم الوضع استخدام الذخائر العنقوية التي تم الإعلان عن حظرها منذ العام 2008 في الحرب، فما هي الذخائر العنقودية وما خطورتها في ميدان القتال؟ الذخائر العنقودية – أرشيفية الذخائر العنقودية الذخائر العنقودية هي نوع من الأسلحة الفتاكة، التي تتكون من حاوية تُفتح في الهواء، وتنثر أعدادا كبيرة من القنابل الصغيرة على شكل عناقيد متفجرة، التي تستطيع الانتشار في مساحة واسعة وتدميرها. وهناك أنواع عدة من الذخائر العنقودية تختلف فيما بينها، فبحسب كل نوع منها يمكن معرفة عدد العناقيد المتفجرة الصغيرة التي تنثرها الحاوية الواحدة، لكنها يمكن أن تجاوز الـ600 قنبلة صغيرة. ويتم إطلاق الذخائر العنقودية من الأرض عن طريق المدفعية، أو من الجو عبر الطائرات متى استُخدمت الذخائر العنقودية أول مرة؟ استُخدمت الذخائر العنقودية للمرة الأولى خلال الحرب العالمية الثانية، ونسبةٌ كبيرة من الذخائر العنقودية المخزنة في الوقت الحالي صُممت للاستخدام في الحرب الباردة. وتُستخدم الذخائر العنقودية بشكل أساسي لتدمير الأهداف العسكرية المتعددة المنثورة على مساحة واسعة، مثل تشكيلات الدبابات أو المشاة، كما يتم استخدامها لقتل المحاربين أو إصابتهم. مئات الأنواع وأنتجت عشرات البلدان مئات الأنواع من الذخائر العنقودية المختلفة. ويصل مخزون الدول منها إلى ملايين الذخائر، تحمل مليارات من العناقيد المتفجرة والقنابل الصغيرة. الذخائر العنقودية – أرشيفية أميركا تمد أوكرانيا بالذخائر وبريطانيا تمتنع في 7 يوليو الماضي، أعلن البيت الأبيض قراره تزويد أوكرانيا بالذخائر العنقودية، معتبرا أن هذه الخطوة التي تشكل عتبة مهمة في نوع التسليح المقدّم إلى كييف لمواجهة روسيا عسكريا، هي «الصواب» الذي يجب القيام به. وبحسب وكالة رويترز، قال مستشار الأمن القومي جيك سوليفان إن الخطوة «قرار صعب، وأرجأناه» لفترة من الزمن، مشددا على أن الإقدام عليه في الوقت الراهن هو «الصواب». وتعليقا على الأمر، قال وزير الدفاع الأوكراني، إن قوات كييف لن تستخدم الذخائر العنقودية داخل الأراضي الروسية، وسيتم استخدامها ضد القوات الروسية المتواجدة في بلاده. وأكد الوزير الأوكراني أن هذه الأسلحة لن يتم استخدامها في المناطق الحضرية المأهولة بالسكان، تجنبا لسقوط ضحايا بين المدنيين، وسيتم توجيهها صوب مواقع انتشار القوات الروسية، لافتا إلى أنه عقب انتهاء الحرب، سيتم نزع القنابل من المناطق التي ستستخدم بها تلك الذخائر. وأثار قرار الولايات المتحدة انتقادات حادة لمجموعات حقوقية بسبب الخطر الذي تشكله القنابل الصغيرة غير المنفجرة حتى بعد انتهاء الصراع. وامتنعت بريطانيا عن إمداد كييف بهذا النوع من الذخائر، إذ قال رئيس الوزراء، ريشي سوناك، إن بلاده من بين الدول الموقّعة على اتفاقية تحظر إنتاج أو استخدام الذخائر العنقودية ولا تشجع على استخدامها، مضيفا: «سنواصل القيام بدورنا في دعم أوكرانيا ضد الحرب الروسية غير القانونية وغير المبررة». صورة من أرشيف رويترز لقصف صاروخي على كييف ضحايا الذخائر العنقودية أعلنت مجموعة تنظم حملات مناهضة للذخائر العنقودية، اليوم الثلاثاء، أن عدد القتلى أو المصابين جراء استخدام هذه الذخائر زاد 8 أمثال خلال العام الماضي إلى أكثر من 1000 شخص، ووقعت أغلب الإصابات والوفيات جراء استخدام ذخائر عنقودية من جانب روسيا على وجه التحديد في حرب أوكرانيا. وبحسب وكالة رويترز، يعتبر العدد من الوفيات بسبب الذخائر العنقودية هو الأعلى الذي تم الإبلاغ عنه منذ حظرها في 2008 والذي وافقت عليه أكثر من 100 دولة، ليست روسيا أو أوكرانيا أو الولايات المتحدة من بينها. وأظهر تقرير صادر عن مجموعة «ائتلاف الذخائر العنقودية» المناهضة لاستخدام هذه النوعية من الذخائر أنه من بين 1172 ضحية في العام الماضي، مات 353 منهم 300 في أوكرانيا، وهو أكبر عدد تسجله المجموعة منذ بدء إعداد تقاريرها السنوية قبل 14 عاما. وذكر التقرير أن جميع الضحايا تقريبا كانوا من المدنيين وأن ثلاثة أرباعهم من الأطفال الذين غالبا ما ينجذبون إلى العبث بعناقيد القنابل التي لم تنفجر والتي أحيانا ما تبدو كالكرات اللامعة أو البطاريات. وورد في التقرير أن روسيا استخدمت ذخائر عنقودية بشكل متكرر في أوكرانيا، وأن قوات كييف استخدمتها أيضا، لكن بدرجة أقل.
مشاركة :