الرؤية- مدرين المكتومية أكدت وزارة النقل والاتصالات وتقنية المعلومات طرح مناقصة داخلية تتعلق بالخدمات الاستشارية لإعداد مستندات مناقصة تصميم وتنفيذ للطريق المقترح الذي سيربط محافظة جنوب الباطنة بولاية الجبل الأخضر في محافظة الداخلية، يهدف في المقام الأول إلى تعزيز الحركة الاقتصادية والاجتماعية بين المحافظتين، علاوة على تعزيز التواصل الاجتماعي بين سكان هذه المناطق. وقالت الوزارة- في تصريحات خاصة لـ"الرؤية"- إنها تهدف من وراء هذا المشروع لتسهيل استخدام جميع أنواع المركبات للطريق، من خلال التصميم المرن طبقًا لدليل المواصفات العمانية للطرق، مضيفة أن هذا الطريق يسهم في فتح آفاق جديدة لفرص الاستثمار على طول المسار المقترح. وكشفت الوزارة أن خطة المشروع تحتوي على مرحلتين؛ الأولى: مرحلة إعداد مناقصة التصميم والتنفيذ وتحليل العروض الفنية والمالية للمقاولين، أما المرحلة الثانية فهي المرحلة الرئيسة وتتمثل في التصميم والتنفيذ المباشر. وكانت الوزارة قد طرحت أمس 3 مناقصات تتضمن: مناقصة الخدمات الاستشارية لإعداد مستندات مناقصة تصميم وتنفيذ طريق إلى الجبل الأخضر يبدأ من محافظة جنوب الباطنة، ومناقصة الخدمات الاستشارية للإشراف على الأعمال المتبقية لطريق عقبة عافري وطريق سقاري بمحافظة الداخلية، ومناقصة تصميم وتنفيذ "مركز ساس" بمجمع الابتكار مسقط. وفي يوليو الماضي، عقدت وزارة النقل والاتصالات وتقنية المعلومات لقاءً في محافظة الداخلية جمع سعادة المهندس خميس بن محمد الشماخي وكيل وزارة النقل والاتصالات وتقنية المعلومات للنقل بسعادة الشيخ هلال بن سعيد بن حمدان الحجري محافظ الداخلية؛ وذلك لاستعراض مشروعاتها القائمة والمستقبلية بولايات المحافظة. ومشروع الطريق البديل الرابط بين جنوب الباطنة وولاية الجبل الأخضر، يهدف إلى تسهيل الوصول إلى هذه الولاية ذات الطابع السياحي، الأمر الذي من شأنه أن يدعم جهود تنمية القطاع. وبلغ عدد زوار ولاية الجبل الأخضر بمحافظة الداخلية خلال النصف الأول من عام 2023، 79 ألفا و34 زائرا، بحسب الإحصاءات الصادرة من المركز الوطني للإحصاء والمعلومات. وبلغ عدد المواطنين العُمانيين الذين زاروا الولاية 28 ألفا و406 زوار، وبلغ عدد السياح السعوديين 3 آلاف و848 زائرا، كما بلغ عدد الزوار من الجنسية الكويتية 611 زائرا، ووصل عدد الزوار الإماراتيين إلى 329 زائرا، وبلغ عدد الزوار البحرينيين 273 زائرا، كما بلغ عدد الزوار القطريين 265 زائرا، وبلغ عدد السياح من الجنسيات العربية الأخرى 3 آلاف و27 سائحا، فيما بلغ عدد الزوار من الجنسيات الأجنبية 42 ألفا و275 سائحا. من جهتهم، عبر عدد من المسؤولين والمواطنين في ولاية الجبل الأخضر- في تصريحات خاصة لـ"الرؤية"- عن سعادتهم بالطريق المرتقب، الذي سيسهّل الرحلة على القادمين إلى الولاية. وأعرب المهندس وليد بن سيف الزكواني عضو المجلس البلدي بمحافظة الداخلية ممثل ولاية الجبل الأخضر عن سعادته وتقديره لما تلمسه الولاية من حراك متسارع وملفت في مختلف الجوانب لتعزيز الأنشطة الاقتصادية بولاية الجبل الأخضر. وعرّج الزكواني على ما شهدته الولاية من تطورات خلال المرحلة الماضية، بدءًا من اللفتة الكريمة لحضرة صاحب الجلالة هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله ورعاه- برفع المستوى الإداري لها لتحقيق المزيد من التطلعات والإنجازات لهذا الموقع المتميز من جغرافية سلطنة عمان، وحتى المشروع المرتقب لتنفيذ طريق يربط الولاية مع محافظة جنوب الباطنة. وقال- في تصريح خاص لـ"الرؤية"-: "استبشرنا خيرًا بإعلان وزارة النقل والاتصالات وتقنية المعلومات عن طرح مناقصة الخدمات الاستشارية لإعداد مستندات مناقصة تصميم وتنفيذ طريق يربط جنوب الباطنة بالجبل الأخضر؛ إذ تكمن أهمية المشروع في بناء طريق إضافي للوصول إلى الولاية دون الحاجة إلى مركبات الدفع الرباعي، ليساعد في زيادة عدد الزائرين وسيسهم في دفع الحركة الاقتصادية والمعيشية للأهالي من خلال إيجاد أسواق أخرى وأقرب لتسويق المنتجات الموسمية التي تشتهر بها الولاية". وقال الدكتور خالد بن عبدالوهاب البلوشي الكاتب في الشأن السياحي والمتخصص في شؤون الطيران والسياحة إن شق هذا الطريق خطوة ذات بعد سياحي ومجتمعي واقتصادي، وسيساهم بالتأكيد في انسيابية الحركة البرية إلى الجبل الأخضر، خاصة لزوار سلطنة عمان القادمين من دولة الإمارات العربية المتحدة وبعض الدول الأخرى. وأوضح البلوشي- في تصريح خاص لـ"الرؤية"- أنه بدلًا من إلزامية الوصول إلى محافظة مسقط ثم الولوج إلى الطريق البري الذي يسلك فيه الزائر طريق نزوى للوصول إلى الجبل الأخضر، سيصبح الأمر أكثر سهولة مع افتتاح الطريق، متوقعًا أن يخلق الطريق نقاطًا سياحية جديدة، ويوفر فرصًا تجارية للسكان في المناطق الواقعة على امتداد الطريق. طفرة سياحية وقال زهران بن سيف بن ماجد الفهدي إن السعادة غمرت جموع المواطنين بولاية الجبل الأخضر بعد إعلان طرح المناقصة، بفضل النتائج المرجوة من هكذا طريق، سواء من حيث تعزيز مسيرة التنمية الشاملة أو دعم جهود التنمية السياحية وجذب المزيد الاستثمارات إلى الجبل الأخضر. وأكد الفهدي أن الطريق الجديد من شأنه أن يفتح آفاقًا مُستقبلية واسعة للتطوير والتعمير والاهتمام بالزراعة. وأعرب عن أمله في أن تشهد الولاية خلال الفترة المستقبلية إنشاء جامع باسم السلطان هيثم، ومجمع رياضي كبير، لتعزيز ممارسة واستضافة الأنشطة والبطولات الرياضية، وإنشاء خط رديف لخط المياه المغذي للولاية، والذي يمتد بين ولاية بركاء بجنوب الباطنة وولاية الجبل الأخضر بالداخلية، إلى جانب إنشاء حديقة عامة. وقال ضاوي بن سالم بن محمد الفلاحي إخصائي توجيه مهني: "لا يخفى على أحد أهمية الجبل الأخضر قديما وحديثا لما يتمتع به من موقع جغرافي فريد و مقومات طبيعية متنوعة ومعطيات متعددة تأهله لأن يكون ذا أهمية كبيرة لعماننا الحبيبة للاستفادة منه في تنشيط الاقتصاد العماني من خلاله؛ حيث إنه بمثابة قلب عمان النابض بالحياة". وأضاف الفلاحي أن الحراك الفعّال للحكومة الرشيدة ومؤسسات الدولة المعنية نحو ترجمة أهمية ولاية الجبل الأخضر، يؤكد ضرورة استثمار الجبل الأخضر اقتصاديًا من خلال التوجه الإيجابي نحو ضخ استثمارات من خلال تنفيذ العديد من المشاريع التنموية والاقتصادية وتطويره؛ بما يتواكب مع إيجاد قاعدة متينو لهذه الاستثمارات. وأكد المواطن حمد بن سليمان بن ناصر التوبي إن إنشاء طريق جديد يخدم ولاية الجبل الأخضر يعد من أبرز المشاريع التي ستساهم في رفد الولاية بالعديد من الميزات، منها ربطها بالولايات القريبة، وتعزيز الخدمات المقدمة لأهالي الجبل الأخضر، ومد جذور التواصل بين الولايات وإنشاء مخططات اسكانية وعمرانية توازي مسار الطريق، علاوة على الفائدة الكبرى المتمثلة في رفد القطاع السياحي بالولاية.
مشاركة :