القاهرة - سامية سيد - أكد اللواء محمد إبراهيم الدويرى، نائب المدير العام للمركز المصرى للفكر والدراسات الاستراتيجية أن الانتخابات الرئاسية المقبلة فى مصر سوف تظل من الآن وحتى ظهور نتائجها تمثل الشغل الشاغل لكل المصريين فى الداخل والخارج، وكذا بالنسبة لجميع المهتمين بالشأن المصرى على جميع المستويات أياً كانت توجهاتهم، مشيرا إلى أن هذا الاهتمام يعد أمرا طبيعيا نظرا لأن هذه الانتخابات تمثل حدثا سياسيا كبيرا يتم فى دولة إقليمية عظمى ومؤثرة فى محيطيها الإقليمى والدولى . وتناول اللواء محمد إبراهيم الدويرى فى مقاله المنشور اليوم بجريدة الاهرام تحت عنوان "الانتخابات الرئاسية.. والجمهورية الجديدة"، مجموعة من المحددات الرئيسية قال إنه من الضروري الاشارة إليها قبل الحديث عن موضوع الانتخابات الرئاسية، بدأها بالتأكيد على أن الانتخابات المقبلة تعتبر الانتخابات الرئاسية الثالثة التى تجرى منذ ثورة يونيو 2013 والتى شهدت فوز الرئيس عبدالفتاح السيسى فى انتخابات 2014 و2018، مع اختلاف ظروف كل مرحلة عن الأخرى، مشيرا إلى أن جميع الحقائق تؤكد أن الرئيس السيسى لم يدخر وسعا منذ توليه الحكم فى أن يبدأ عملية تحديث شاملة للدولة المصرية، وقد تحقق بالفعل العديد من الإنجازات على المستويين الداخلى والخارجى، موضحا أن الانتخابات المقبلة تتم فى ظل ظروف اقتصادية صعبة تسببت فيها مجموعة من العوامل من بينها التداعيات السلبية للوضع الاقتصادى العالمى، الذى عكس تأثيراته على الاقتصاد المصرى. واشار نائب المدير العام للمركز المصرى للفكر والدراسات الاستراتيجية إلى أن مصر تتعرض خلال هذه المرحلة إلى حملات ممنهجة تهدف إلى التأثير على استقرار الدولة، التى عانت كثيراً عقب أحداث يناير 2011. واضاف الدويرى فى مقاله أنه رغم عدم الإعلان عن فتح باب الترشح رسميا حتى الأن، لكن هناك بعض الشخصيات التى يبدو أنها عزمت على أن تخوض الانتخابات الرئاسية أمام الرئيس السيسى الذى سيكون مرشحا عند فتح باب الترشح ويعلن رسميا خوض المعركة الانتخابية، وقال: "وفى رأيى أن تعدد المرشحين الجادين يعتبر ظاهرة إيجابية حتى تكون الانتخابات عملية ديمقراطية يفوز بها من يختاره الناخبون بكامل إرادتهم". وأكمل الدويرى مقاله بقوله: "هناك بعض النقاط التى أرغب فى التنويه إليها أهمها ما يلى: أن الدولة المصرية تهدف بالفعل إلى أن تظهر الانتخابات فى أبهى صورة حضارية أمام العالم، سواء كان متابعاً أو مهتما أو مراقبا، وهذا الأمر ليس فقط هدفا للدولة بل إنه من مصلحتها أيضا، وأن هناك خطوطا حمراء يجب أن يعيها المرشحون وألا يتم تخطيها تحت أى ظروف، وأعنى بذلك الحفاظ على وضعية الدولة المصرية، وعدم المساس بأمنها القومى واستقرارها، وأن تحركات المرشحين يجب ألا تتجه فى مسار الدعاية من أجل تحقيق بعض المكاسب الحزبية أو الشخصية، وإنما يجب أن تكون العملية الانتخابية متوائمة فى كل جوانبها الإجرائية والموضوعية مع دولة كبيرة بحجم مصر، كما أن البرامج التى يمكن أن يطرحها أى مرشح يجب ألا تعتمد على التشكيك فى الإنجازات غير المسبوقة التى تحققت، وألا تستهدف أى وعود محتملة مخاطبة عواطف الناخبين، حيث إن الأمر المؤكد أن من هم خارج دائرة صنع القرار لايمتلكون المعلومات الكافية التى يمتلكها صناع القرار فى الدولة. أن الدولة مطالبة بأن تتيح أمام جميع المرشحين المساحات التى تتيح لهم أن يتحدثوا بكل حرية أمام جمهور ناخبيهم، مادام هذا الأمر يتم فى إطار من الالتزام وعدم التحريض". واشار اللواء محمد إبراهيم الدويرى إلى "أننا أمام فرصة حقيقية أن تتم الانتخابات فى صورة رائعة يتنافس فيها الجميع بصورة مشرفة فى إطار الحفاظ على الدولة المصرية ودعمها، وليس محاولة تشويه صورتها من أجل تحقيق أهداف انتخابية ضيقة، وهو الأمر الذى يلقى بالمسئولية أيضا على الكتلة التصويتية، وأن يدلى كل من لديه صوت انتخابى برأيه ويختار الرئيس القادم بكل حرية وشفافية"، لافتا إلى الانجازات على مستوى ربوع كل أنحاء الدولة التى لايمكن لأى وطنى مخلص أن ينكرها، وأن القيادة السياسية عملت ليل نهار لتوفير الحياة الكريمة لملايين المصريين فى كل المجالات الممكنة، سواء اجتماعيا أو صحيا أو اقتصاديا، وقد تفاعلت القيادة السياسية مع الأزمة الاقتصادية وأكدت مراراً أن المواطن المصرى هو الذى تحمل فاتورة الاصلاحات الاقتصادية التى كانت ضرورية، واضطرت الدولة إلى أن تسير فى هذا الاتجاه التصحيحى، ثم جاءت تداعيات الأوضاع الدولية كى تزيد من حجم الأعباء التى تحملها المواطن المصرى والتى تسعى الدولة بكل الوسائل لمواجهتها قدر استطاعتها. واضاف الدويرى: "وفى رأيى أنه من المناسب أن تقوم الدولة المصرية خلال الفترة القريبة القادمة بشرح تفصيلى وبطريقة يعيها المواطن العادى لحجم الإنجازات التى تحققت خلال السنوات العشر السابقة - وهى كلها سنوات عمل وعناء - وكيف تحققت، والتأثيرات الإيجابية المتوقعة لهذه الإنجازات، كما أن الدولة مطالبة بأن تشرح طبيعة العقبات التى واجهتها وكيف تغلبت عليها، وماهى المشكلات التى مازالت تحاول أن تصل إلى حلول عملية لها وماهو المستهدف، وفى يقينى أن الدولة المصرية التى تحملت الكثير قوية بمافيه الكفاية لأن تعلن جميع الحقائق، وكما أوضح الرئيس السيسى فى أكثر من مناسبة أنه ليس لدينا مانخفيه أو مانخاف منه". وختم اللواء محمد إبراهيم الدويرى مقاله بالتأكيد على "أننا سوف نشاهد عملية انتخابية نرفع لها القبعة، وتكون خطوة مهمة نستكمل فيها طموحاتنا مع الجمهورية الجديدة، التى سوف تنقل مصر إلى مرحلة أكثر تحديثا فى جميع المجالات، ولاشك فى أن هذا لن يتحقق إلا إذا كان المرشحون على قلب رجل واحد فيما يتعلق بعدم المساس بالدولة المصرية حيث لايمكن أن نقبل أى خلاف أو اختلاف على الوطن وقيمته، أما التباين فى الرؤى ووجهات النظر فسوف تظل اختلافات طبيعية مادامت تتم فى ظل عملية انتخابية تنافسية شريفة علينا جميعاً أن ندعمها ونسلم بنتائجها". يمكنكم متابعة أخبار مصر و العالم من موقع كلمتك عبر جوجل نيوز
مشاركة :