يجتمع كبار الرؤساء ورؤساء الوزراء من جميع أنحاء العالم في القمة السنوية لزعماء مجموعة العشرين في العاصمة الهندية دلهي، يومي السبت والأحد 9 و10 سبتمبر / أيلول الجاري، في ظل مناخ يخيم على القمة بمواقف متعارضة وخلافات حدودية ساخنة، مع غياب قطبين عالميين ذوي ثقل كبير (روسيا والصين) حسبما أعلنت كل من موسكو وبكين. سيمثل الرئيس الصيني رئيس حكومته لي تشيانغ، بينما سيمثل وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، الرئيس بوتين.. ويرى المراقبون في نيودلهي، أن غياب الزعيمين، قد يعترض فرصة التوصل إلى توافق في الآراء. بينما يرى المستشار الألماني أولاف شولتس – في مقابلة مع إذاعة “دويتشلاند فونك” بثتها قبل خمسة أيام أن القمة المرتقبة لمجموعة العشرين في الهند لا تزال مهمة على الرغم من غياب روسيا والصين، وأن مجموعة العشرين لا يزال عليها تقديم «التزام كبير» يتعين الوفاء به، خاصة في ظل زيادة أهمية مجموعة بريكس، التي تضم البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا ( وهم في نفس الوقت أعضاء في مجموعة العشرين). مجموعة العشرين مجموعة العشرين هي منتدى للتعاون الاقتصادي والمالي بين دول وجهات ومنظمات دولية تلعب دورا محوريا في الاقتصاد والتجارة في العالم وتجتمع سنويا في إحدى الدول الأعضاء، لمناقشة خطط الاقتصاد العالمي.. وتمثل دول مجموعة العشرين 85% من الناتج الاقتصادي العالمي و75% من التجارة العالمية، ويمثل مجموع سكان هذه الدول ثلثي سكان الكرة الأرضية. والدول الأعضاء هي «الاتحاد الأوروبي» و19 دولة هي -الأرجنتين، أستراليا، البرازيل، كندا، الصين، فرنسا، ألمانيا، الهند، إندونيسيا، إيطاليا، اليابان، المكسيك، روسيا، المملكة العربية السعودية، جنوب أفريقيا، كوريا الجنوبية، تركيا، المملكة المتحدة و الولايات المتحدة، بالإضافة إلى إسبانيا كضيف دائم. التنمية المستدامة المحور الرئيس للقمة رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي يوجه رسالة إلى اجتماع وزراء خارجية مجموعة العشرين في دلهي بالهند ويدعوهم إلى نبذ الخلافات بين دول المجموعة ـ مارس/ آذار 2023 ـ رويترز من المقرر أن يكون الموضوع الرئيسي لقمة هذا العام «التنمية المستدامة»، ولكن من المتوقع أيضا مناقشة «الصراع الدائر في أوكرانيا»، والذي يعد «نقطة خلاف» بين مواقف عدد من دول المجموعة، بحسب تقرير لموقع هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي). ولذلك من المرجح أن تثير حرب روسيا في أوكرانيا خلافا في قمة دلهي، وتكرار ما حدث في مارس/آذار 2023، حيث لم يتمكن وزراء خارجية مجموعة العشرين من التوصل إلى اتفاقات في اجتماعهم بسبب الخلافات العنيفة بشأن الحرب بين وفدي الولايات المتحدة وروسيا.. وفي قمة زعماء بالي في نوفمبر/ تشرين الثاني 2022، هيمنت على المناقشات أزمة تتعلق بسقوط صواريخ على الجانب البولندي من الحدود مع أوكرانيا. نقاط خلاف وتوتر وإلى جانب تعارض المواقف حول «الحرب في اوكرانيا».. وتوتر العلاقات بين الصين والولايات المتحدة الأمريكية.. يقول التقرير إن هناك توترا حدوديا بين بكين ونيودلهي صبّ مزيدا من الوقود على العلاقات المتوترة أصلا بسبب الخلافات التجارية والجيوسياسية..والمشكلة الحدودية تفاقمت عندما أصدر المسؤولون الصينيون خريطة جديدة تضم ولاية آروناشال براديش، الواقعة شمال شرق الهند، باعتبارها جزءا من الأراضي الصينية. وكان رئيس الوزراء الهندي، ناريندا مودي، قد التقى بالرئيس الصيني على هامش اجتماع البريكس الأخيروناقش معه ضرورة الحد من التوترات بين البلدين. وقد توسع نطاق القضايا التي ناقشها زعماء مجموعة العشرين في السنوات الأخيرة إلى ما هو أبعد من الاقتصاد، ليشمل قضايا مثل تغير المناخ، والطاقة المستدامة، والإعفاء من الديون الدولية، وفرض الضرائب على الشركات متعددة الجنسيات. وبينما توفر القمة أيضا فرصة لإجراء مناقشات فردية على هامش جلسات المجموعة..وقال البيت الأبيض إن الرئيس الأمريكي جو بايدن سيتحدث مع بعض القادة بشكل منفرد عن معالجة تغير المناخ، والحرب الروسية في أوكرانيا، كما سيحث حث المنظمات العالمية مثل البنك الدولي على بذل المزيد من الجهود لمكافحة الفقر. لماذا تُلتقط «صورة عائلية»؟ يذكر أنه في نهاية مؤتمرات القمة الرئيسية لمجموعة العشرين، غالبا ما يلتقط رؤساء الحكومات صورة جماعية تُعرف باسم «الصورة العائلية»..وغالبا ما تُظهر هذه الصورة الخلافات الدبلوماسية، فتصبح الصورة بحد ذاتها عنوانا رئيسيا في الأخبار.
مشاركة :