أكد مسؤولون وإعلاميون أهمية الدور الذي يقوم به الإعلام، سواء التقليدي أو الحديث، في تشكيل الرأي العام وحماية التراث وإبراز أهمية الحفاظ عليه، في ظل تغيّرات الحداثة والعولمة، مشددين خلال مؤتمر «دور وسائل الإعلام في صون الصقارة والتراث الثقافي غير المادي» الذي نظمه صباح أمس، معرض أبوظبي الدولي للصيد والفروسية، ضمن فعاليات دورته 20 المقامة حالياً في مركز أبوظبي الوطني للمعارض، على ضرورة استمرارية تعزيز وتطوير دور الإعلام للتوعية بأهمية العناية بكل نواحي التراث الثقافي المادي وغير المادي، مع التركيز على أهمية تدوين التراث صوناً له، في ظل التغيير الاقتصادي والاجتماعي والعمراني المتسارع الذي تشهده دول العالم، ويؤدي إلى تغيير كبير في كثير من العادات والتقاليد والممارسات والفنون الشعبية، وكذلك تحويل التراث إلى مقوّم من مقومات الاقتصاد الوطني. اهتمام كبير بالإعلام وأشار المستشار الثقافي لصاحب السمو رئيس الدولة، الرئيس الأعلى لجامعة الإمارات، زكي نسيبة، إلى أن الدولة تولي رعاية كبيرة للإعلام وتبذل كل الجهود الممكنة لترسيخ روح الاتحاد وقيم الهوية الوطنية التي قام عليها، وتعزيز التنمية المستدامة للفرد والمجتمع والأسرة، والتطوير المهني للإعلام المحلي ورفده بالكوادر الإماراتية، فهذه القيم ركيزة أساسية من الركائز التي أسهمت في أن تتصدّر الإمارات دول العالم في أهم معايير الحياة بمختلف جوانبها، موضحاً أن الدولة عملت على إتاحة فرص التدريب للمواطنين والمواطنات من الخريجين الجامعيين، لتحقيق أهداف تأهيل الكوادر الحريصة على تراثها وثقافتها، ورفع مستوى الوعي بأهمية التراث، وإيجاد بنية تحتية قادرة من الموارد البشرية، للحفاظ على التراث الثقافي وإدارته، وتفعيل جهود المجتمع تجاه صونه واتباع أسس التنمية المستدامة. وأضاف: «في المقابل تعكس البنية التحتية المتطورة للإعلام - التي أولتها قيادة الدولة اهتماماً كبيراً - مدى الوعي بالدور الاستراتيجي للإعلام والاتصال، فالتطور المادي يجب أن يتبعه تطور في مجال صناعة الرأي العام، وصناعة الصورة، وإعطاء الفكرة الحقيقية عن دولة الإمارات وعن المواطن الإماراتي»، داعياً إلى استمرارية تسليط الضوء الإعلامي على المهرجانات والفعاليات الوطنية للتراث، وأن يحرص الجميع على أن يذكّر الأبناء بحياة الأجداد ومصاعبها، ليقفوا على التحول الكبير الذي صنعته القيادة الرشيدة في حياة المجتمع الإماراتي ويصلوا بالدولة إلى أن تكون أكثر دول العالم استقراراً وسعادة وحفاظاً على تراثها الثقافي. أكاديمية للتأليف العلمي وشدد رئيس تحرير موقع «24»، د. علي بن تميم، على أن الاحتفال بتراث الصقارة ورعايته ليس بذخاً، وإنما هو تمتين للدعائم الأصيلة التي تأسست عليها نهضة دولة الإمارات، واستكمال للبناء في مسيرة التنمية المستدامة والشاملة التي ترعاها القيادة الحكيمة. ودعا د. بن تميم للعمل على تحويل الصقارة في الإمارات إلى صناعة ثقافية متكاملة، وتحويل الإمارات إلى نقطة جذب سياحي ومركز صناعة ثقافية قائمة على الصقارة، وما يرتبط بها من فنون ومهارات وصناعات، وطرق عيش وآداب وشعر وفنون مطبخ، وغير ذلك من تفاصيل، مشدداً على ضرورة الاهتمام بجانب التأليف العلمي المتعلق بفنون الصقارة، كما اقترح تأسيس أكاديمية ترعى التأليف العلمي في مجال الصقارة على أرض الإمارات. وأوضح أن دور الإعلام يرتكز على مجموعة من النقاط الرئيسة، منها أن مسؤولية تعريف المجتمع - بكافة أطيافه - بركائز تراثه المعنوي، تقع بالدرجة الأولى على وسائل الإعلام بأنواعها المتعددة، وفنون الصقارة تستحق مبادرة إعلامية خاصة تعيدها إلى صدارة اهتمام المجتمع، خصوصاً أن التراث من أهم ركائز قيام ونجاح الصناعات الثقافية، بما له من دور كبير في تعزيز الاقتصاد، لافتاً إلى ضرورة التركيز على الإعلام بمعناه الواسع الذي يشمل صناعة السينما والدراما، وأفلام التحريك والكتب باختلاف أشكالها. هوية المجتمع بينما حدد رئيس جمعية الصحافيين الإماراتية، محمد الحمادي، ثلاثة محاور رئيسة لدور الإعلام في صون التراث المعنوي للدول، وهي التعريف به والترويج له، واستمرارية التوعية بأهمية التراث المعنوي، وتعريف الأجيال الجديدة به حتى لا تفقده في ظل التطور السريع، وأن تكون وسائل الإعلام بمختلف أنواعها، حلقة وصل بين البرامج والفعاليات التراثية من جهة، والمجتمع من جهة أخرى، لافتاً إلى ضرورة أن يكون الخطاب الإعلامي بلغات مختلفة حتى يصل إلى العالم. وأكد الحمادي أهمية التراث المعنوي للدول باعتباره هو ما يمنح المجتمع هويته وخصوصيته وملامح اختلافه عن غيره من المجتمعات الأخرى، وهو أسهل أنواع التراث تفلّتاً وتبخّراً، خصوصاً في ظل التغيرات السريعة والكبيرة التي يشهدها العالم. توصيات موضع بحث واهتمام أكد رئيس اللجنة العليا المنظمة لمعرض أبوظبي للصيد والفروسية، الأمين العام لنادي صقاري الإمارات، ماجد علي المنصوري، في مداخلة له، أن كل التوصيات التي قدمت خلال المؤتمر ستكون موضع اهتمام وبحث لتطبيقها، على أن يتم تنظيم مزيد من المؤتمرات في الدورات المقبلة من المعرض لطرح مزيد من القضايا والأفكار، مشيراً إلى أن العرب هم أول من اهتم بالصقور وتربيتها وتدريبها، وتوفير الرعاية الطبية لها منذ بداية العصر الأموي، وقد أكدت التنقيبات الأثرية وجود آثار في منطقة صير بني ياس تدل على ممارسة الصقارة منذ آلاف السنين. تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news Share طباعة فيسبوك تويتر لينكدين Pin Interest Whats App
مشاركة :