يبدو أن الجدل الصاخب الذي صاحب حياة الملياردير المصري محمد الفايد لن يختفي بمواراة جثمانه الثرى، بجوار ابنه دودي، في «بارو جرين كورت» في المملكة المتحدة، فثمة صراع حاد على ثروته المقدَّرة بـ 1,7 مليار جنيه إسترليني، يلوح في الأفق. من المفترض توزيع ثروة «الفايد» على أبنائه الأربعة من زوجته الثانية، هيني واثين، وهم: ياسمين، وكريم، وكاميلا، وعمر، لكن عليهم أولاً حل ألغاز إمبراطوريته. فعندما تُوفي مالك متجر هارودز السابق، ظل الاعتقاد بأنه كان يمتلك عددًا غير عادي من الأصول، بما في ذلك فندق ريتز باريس، وقصر بالقرب من أوكستيد، ساري. وملكية الكثير من هذه الأصول تأتي عبر صناديق ائتمانية، وفي ملاذات ضريبية، لذلك من الصعب تحديد عدد العقارات التي كان يمتلكها بالضبط. ما يزيد الأمر تعقيدًا، هو ذلك الصراع العلني، بين أبناء «الفايد»، فابنه عمر البالغ من العمر 35 عامًا انخرط في صراع شرس مع شقيقته «كاميلا» البالغة من العمر 38 عامًا، لدرجة وقوع مشاجرة جسدية عنيفة بينه وبين زوجها محمد إسريب، وانتهى الأمر بسلسلة غير عادية من الدعاوى والادعاءات المضادة شهدتها أروقة المحكمة العليا، ومن بينها أن «عمر» كان يتعاطى بكثرة المخدرات غير المشروعة، وهو ما نفاه، بزعم أنه ضحية «صراع الأشقاء على السلطة». ومن حيث أصوله، كان «الفايد» مالكًا لشقق فاخرة في «بارك لين» في لندن، ومانهاتن، في نيويورك، كما عُرف بولعه بسيارات «الرولز رويس»، وبلغ ما لديه منها 9 سيارات فارهة، إضافة إلى مجموعة فنية فاخرة، وتمثاله الشهير لـ«مايكل جاكسون» في نادي فولهام من بين ممتلكاته، ولكن مثل ناديه يُعتقد أنه تخلَّى عن الكثير من هذه الممتلكات. كما أن «الفايد» يمتلك أحد أفخم القصور بالقرب من أوكستيد، ساري، والذي يشمل حدائق وإسطبلات، وتقدَّر قيمته بحوالي 100 مليون جنيه إسترليني، وكذلك قلعة إسكتلندية تقع على مساحة 65 ألف فدان. أما جوهرة إمبراطورية «الفايد»، فهي فندق ريتز باريس، والمقدرة قيمته بحوالي 500 مليون جنيه إسترليني. وإذا ذهبنا إلى مشارف باريس أيضًا، سنجد هذا القصر والذي كان في السابق مسكنًا لدوق وندسور، وزوجته الأمريكية واليس سيمبسون، وقد استأجره «الفايد» لمدة 50 عامًا. كل ذلك ولم نتطرق بعد لتلك الكومة من الأموال النقدية، وعلى سبيل المثال فقد بلغت أرباح «الفايد» 368 مليون جنيه إسترليني من «هارودز» قبل بيع المتجر، في العام 2010، مقابل 1,5 مليار جنيه إسترليني، كما باع نادي «فولهام» بـ 150 مليون جنيه إسترليني. المتتبع لإرث «الفايد»، ربما يدخل في دهاليز لا يخرج منها لسنين، وقد لا يحصرها كاملة، نظرًا للذكاء الحاد الذي كان يتمتع به، في تطوير وتضخيم ثرواته.
مشاركة :