بيروت - (أ ف ب): دارت اشتباكات أمس الأربعاء بين قوات سوريا الديمقراطية التي يشكّل المقاتلون الأكراد عمودها الفقري وفصائل موالية لأنقرة في محيط مدينة منبج في شمال سوريا، ما دفع عشرات العائلات إلى النزوح. وتأتي هذه المواجهات بعد ساعات من انتهاء اشتباكات في شرق البلاد استمرت اياما وحصدت تسعين قتيلا بين قوات سوريا الديمقراطية ومقاتلين ينتمون الى عشائر عربية. وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبدالرحمن إن عناصر من الفصائل السورية الموالية لأنقرة التي تسيطر مع قوات تركية على شريط حدودي واسع في المنطقة «حاولوا التسلّل إلى قرى في ريف منبج الشرقي، لكن قوات سوريا الديمقراطية تصدّت لهم». وأفاد مراسل لوكالة فرانس برس قرب منبج بأن هؤلاء المقاتلين يقولون إنهم استُنفروا لدعم العشائر العربية، بعد اشتباكات منطقة دير الزور (شرق). ويسيطر مجلس منبج العسكري التابع لقوات سوريا الديمقراطية المدعومة من الولايات المتحدة على مدينة منبج ومحيطها، كما تتواجد في المنطقة نقاط لقوات النظام بموجب اتفاق منذ أربع سنوات مع المقاتلين الأكراد. وتتعرّض المنطقة بين الحين والآخر لقصف من مواقع الفصائل السورية الموالية لأنقرة التي تسيطر على مناطق إلى الغرب من المدينة. وصعّدت تلك الفصائل خلال الأيام الثلاثة الماضية قصفها، دعماً للمقاتلين العرب المحليين الذين اشتبكوا مع قوات سوريا الديمقراطية في محافظة دير الزور. وأسفرت الاشتباكات في الشمال أمس، بحسب المرصد، عن «مقتل أربعة من مقاتلي الفصائل وإصابة 13 آخرين بجروح»، كما دفعت بعشرات العائلات إلى النزوح. وأفاد أحد سكان قرية على خطوط التماس عن حركة نزوح كبيرة باتجاه منبج. وأضاف: «غادر معظم سكان قريتنا». وانضم مقاتلون من هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً) التي تسيطر على نصف مساحة محافظة إدلب في شمال غرب البلاد، الى المقاتلين العرب، وفق المرصد. وكانت اشتباكات اندلعت في محافظة دير الزور بعد عزل قوات سوريا الديمقراطية قائد مجلس دير الزور العسكري التابع لها، ما أثار غضب مقاتلين محليين عرب. وتقطن محافظة دير الزور الحدودية مع العراق والتي يقطعها نهر الفرات غالبية عربية، وتوجد فيها عشرات العشائر العربية. وأعلنت قوات سوريا الديمقرطية الأربعاء انتهاء العمليات العسكرية في دير الزور بعد بسط سيطرتها على آخر قرية تمركز فيها المقاتلون بقيادة أحد شيوخ عشائر المنطقة.
مشاركة :