افتتح معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير التسامح والتعايش، أمس، الملتقى السنوي للحكومة حاضنة للتسامح، تحت عنوان «ترسيخ مبادئ التسامح والتعايش» الذي تنظمه وزارة التسامح والتعايش بالتعاون مع كافة الوزرات والمؤسسات والهيئات الاتحادية والمحلية المشاركة في المبادرة بأبوظبي، بحضور معالي ثاني الزيودي وزير دولة للتجارة الخارجية، ومعالي زكي نسيبة المستشار الثقافي لصاحب السمو رئيس الدولة، الرئيس الأعلى لجامعة الإمارات، ومعالي محمد مطر الكعبي رئيس الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف، ومعالي الدكتور مغير الخييلي رئيس دائرة تنمية المجتمع بأبوظبي، ومعالي حصة بوحميد مدير عام تنمية المجتمع بدبي، وأكثر من 55 وزارة وهيئة اتحادية ومحلية، و60 سفيراً من سفراء الدول الشقيقة والصديقة لدى الإمارات، وعدد من القيادات المحلية والاتحادية والخاصة، وعفراء الصابري المدير العام بوزارة التسامح والتعايش. أخبار ذات صلة «الوزاري العربي» يرحب بانضمام الإمارات والسعودية ومصر لـ«بريكس» الإمارات تدعو إلى بذل جهود إضافية للقضاء على الإرهاب تطوير المبادرة وفي كلمته الافتتاحية بالملتقى، قال معالي الشيخ نهيان بن مبارك: «نلتقي اليوم مرة أخرى في هذا الملتقى السنوي الذي نتابع فيه جهود وإنجازات لجان التسامح في الوزارات والهيئات الحكومية، وما تقوم به هذه اللجان من دور مهم في تعزيز مكانة الحكومة كحاضنة للتسامح، وفي الاحتفاء بالنموذج الرائد للإمارات في مجالات التعايش والتعارف وتحقيق الخير والرخاء للبشر أجمعين، وكذلك دور هذه اللجان في السعي لكي تكون حكومة الإمارات نموذجاً وقدوةً، في تعميق قيم التسامح والأخوة الإنسانية، سواء لدى الموظف، أو لدى كل وزارة أو في كافة أعمال الحكومة، أو في ربوع المجتمع كله». وأضاف: «إن هذا الملتقى السنوي إنما يجسد لدينا عدداً من المعاني المهمة، التي نحرص على تأكيدها في كل عام باعتبارها علامات مهمة، في سبيل أن تكون الحكومة عن حق حاضنة للتسامح، المعنى الأول: هو اعتزازنا القوي برؤية القيادة الحكيمة لهذا الوطن حول مكانة التسامح والأخوة الإنسانية في مسيرة التقدم والنماء في دولتنا العزيزة، نعتز كثيراً أن صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، هو قائد فذ، يسعى بكل جد وإخلاص إلى تحقيق مستقبل مزدهر في كافة ربوع الدولة، وذلك في إطار رؤية حكيمة لحاضر ومستقبل هذا الوطن العزيز، فهو بحمد الله قائد حكيم يجسد بالقول والعمل أفضل القيم والمبادئ المتأصلة في دولة الإمارات، ويحرص على أن تكون دولتنا الحبيبة دائماً في المقدمة والطليعة بين دول العالم أجمع، فنحن دولة تساهم بنشاط وفاعلية في تقدم هذا العالم وتطوره، ويشرفني في هذه المناسبة أن أرفع باسمكم جميعاً تحية شكر وولاء ووفاء واحترام، إلى صاحب السمو رئيس الدولة – أعزه الله – وذلك عرفاناً بجهوده المتواصلة في تعزيز مسيرة الدولة، والتمكين لموقعها الفريد بين دول العالم أجمع، كما يشرفنا جميعاً، أن نتقدم لسموه بالعهد والوعد بأن نكون دائماً جنوداً مخلصين في مسيرة الدولة، وأن نعمل سوياً لتحقيق كل ما ترجوه الدولة من أهداف، في سبيل تنمية الوطن ورفعة شأن الإنسان». وأوضح معاليه أن المعنى الثاني يتمثل في الاهتمام الكبير بعمل لجان التسامح في الوزارات والهيئات الحكومية من أبناء وبنات الإمارات أعضاء هذه اللجان، بما لديهم من قدرات واعدة، وطموحات مأمولة وعزم وتصميم، للإسهام في تنمية الإمارات وتشكيل معالم المستقبل، لما فيه الخير للمجتمع والإنسان، مؤكداً أن الاحتفاء بأعضاء هذه اللجان في هذا الملتقى هو تأكيد على الثقة الكاملة، في قدراتهم على العمل والإنجاز، كما أنه تعبير عن الثقة الكاملة في درايتهم دراية تامة بالمبادرات الممكنة للتسامح في مجال عمل كل منهم، وهو ما يجعلهم القادرين على اقتراح المبادرات، تعبيراً عن حب الوطن والحرص على تحقيق كافة أهدافه وطموحاته. وعبر معاليه عن شكره وتقديره لكافة أعضاء لجان التسامح على ما يجسدونه معنا من وحدة العمل الوطني في سبيل نشر السلام والتعايش والرخاء في كافة ربوع الدولة، وعلى حرصهم الواضح على تنفيذ مشروعاتهم بكفاءة وإتقان والتزامهم بأن تتسم هذه المشروعات والمبادرات بالاستدامة، والتطور نحو الأفضل في الحاضر والمستقبل. وعن المعنى الثالث الذي يمثله هذا الملتقى السنوي، أشار معاليه إلى أنه ينطلق من قناعة واضحة بأن مجال العمل المشترك لنشر قيم التسامح والتعايش والأخوة الإنسانية هو بطبيعته مجال للأفكار المتجددة والمبادرات المتدفقة، التي تركز على تقدم المجتمع ونماء الإنسان، وبالتالي فإنه مجال ينمو بشكل دائم، وأن خطط العمل لهذه المبادرات تتطور باستمرار باعتبارها مجالاً للإبداع والابتكار من أجل تحقيق التقدم في المجتمع والعالم، مؤكداً أهمية تنمية قدرة الجميع على الإبداع والابتكار، والأخذ بالأفكار والمبادرات النافعة، والسعي للتطوير المستمر نحو الأفضل، حيث أصبح هذا الملتقى مجالاً حيوياً للحوار والمناقشة وتبادل الأفكار والآراء، بما يثري المسيرة ويسهم في تحقيق كل الأهداف والغايات. ترسيخ مبادئ التسامح والتعايش داخل الجهات الحكومية تحدث معالي الدكتور ثاني بن أحمد الزيودي وزير دولة للتجارة الخارجية، عضو اللجنة التحضيرية لمؤتمر الأطراف COP28 عن التعددية وقيم التسامح والتعايش وأهميتها كأحد المحاور المهمة في مؤتمر الأطراف. وقال معاليه: «لقد حققت المبادرة الوطنية «الحكومة حاضنة للتسامح» العديد من الإنجازات، أبرزها ترسيخ مبادئ التسامح والتعايش داخل الجهات الحكومية وفي قطاعات المجتمع المتنوعة، واستحداثها منصات مهمة لتبادل الخبرات وأفضل الممارسات الحكومية في مجالات التسامح والتعايش، وهو ما أدى بدوره إلى أن يصبح التسامح ثقافة عامة وممارسة يومية في مجتمع دولة الإمارات، وإننا في دولة الإمارات محظوظون بقيادتنا الرشيدة والتي أولت اهتماماً ملحوظاً بترسيخ قيم التعايش والتسامح والأخوة الإنسانية في الدولة، ما جعلها وجهة مفضلة للراغبين في الإقامة والعيش والعمل من مختلف أنحاء العالم، وذلك بفضل المبادرات التي أطلقتها قيادتنا الرشيدة مثل البرنامج الوطني للتسامح، وإصدار قانون مكافحة التمييز والكراهية، والتوجيه بتأسيس عدة مراكز لمكافحة الفكر التطرف». وأضاف معاليه «أن مناخ التسامح والتعايش الذي ننعم به انعكس على بيئة الأعمال في الدولة التي تُصنف وفقاً لمؤشرات دولية متعددة أنها من بين الأفضل عالمياً في التنوع والتنافسية الإيجابية والشفافية والعدالة، وكلها عوامل أساسية لازدهار ونمو الأعمال واستقبال الاستثمارات المتدفقة، حيث تشير أحدث البيانات أن الشركات المؤسسة في الدولة مملوكة لرجال أعمال ورواد أعمال من أكثر من 200 جنسية، يعملون في تناغم وبيئة محفزة للنمو ويساهمون في مسيرة إنجازات الاقتصاد الوطني الذي يحقق معدلات نمو قياسية بفضل انفتاحه تجارياً واستثمارياً على العالم، انطلاقاً من الرؤية الثابتة لدولة الإمارات بأن حرية تدفق التجارة ورؤوس الأموال ضمانة أساسية لتحقيق التنمية الشاملة دولياً». وأوضح معاليه أن الإمارات تتأهب حالياً لاستضافة «كوب 28» خلال الفترة من نوفمبر وحتى 12 ديسمبر المقبل، وذلك بعد النجاح الباهر الذي حققته الدولة سابقاً باستضافة «إكسبو 2020» الذي جمع العالم كله، تحت سقف واحد، على أرض الإمارات الطيبة، ويتطلع سكان العالم، على اختلاف تنوعهم العرقي والديني والثقافي، بعيون الأمل والتفاؤل إلى نسخة هذا العام من «كوب 28» التي تحتضنها إكسبو دبي، بكل ما يحمله هذا المكان من دلالة، ويعول الجميع على ما ستسفر عنه الجهود الدولية بقيادة الإمارات لإنقاذ كوكب الأرض من تحديات التغير المناخي المتراكمة، وإحراز تقدم ملموس بشأن العمل المناخي العالمي، وإعطاء دفعة كبيرة للجهود الدولية الساعية إلى تنفيذ التعهدات والالتزامات الخاصة بمواجهة التغيرات المناخية. تقدم وأشار معاليه إلى أن الإمارات تسعى لاستعادة الزخم اللازم لتحقيق التقدم في العمل المناخي، والوصول إلى إجماع عالمي، وتقديم خريطة طريق لتحقيق تحول جذري في نهج العمل المناخي في المستقبل والوصول إلى مخرجات حاسمة عبر ركائز خطة عمل المؤتمر وهي: تسريع تحقيق انتقال منظم وعادل ومسؤول في قطاع الطاقة، وتطوير آليات التمويل المناخي، والتركيز على جهود التكيف لتحسين الحياة وسُبل العيش، مؤكداً أن هذه المساعي من جانب الإمارات هي أحدث دليل على أن الدولة تعمل دائماً لخير البشرية وتحقيق مصالح الإنسان بلا تمييز، وبغض النظر عن دينه أو عرقه أو لونه، وهذا هو أسمى درجات التسامح والتعايش والأخوة الإنسانية. عام الاستدامة وقال معالي الشيخ نهيان بن مبارك: «إننا نلتقي اليوم في عام الاستدامة الذي سوف يشهد انعقاد مؤتمر COP28 على أرض الإمارات، وأتطلع إلى أن يكون لكم في لجان التسامح دور مهم في تحقيق النجاح لهذا المؤتمر، وأن تأخذوا بالمبادرات، التي تجسد ما أعلنه صاحب السمو رئيس الدولة من أن الاستدامة هي إرث وطني أصيل أرساه فينا مؤسس الدولة العظيم، المغفور له الوالد الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وآمل أن تكون جهودكم في هذا المجال تعبيراً قوياً عن القدرة على التواصل مع الغير والوعي الكامل بعناصر القوة الناعمة للدولة، والحرص على تعزيز مكانة الإمارات في الساحة الدولية، وبناء علاقاتها مع دول العالم على أسس التعارف والحوار والأخوة الإنسانية، والقيام بدورها الإيجابي في مواجهة كافة التحديات التي تواجه العالم في الحاضر والمستقبل». وعبر معاليه عن أمله بأن يكون ما تم إنجازه من خلال لجان التسامح امتداداً للجهود المبذولة من أجل تحقيق الرؤية الوطنية التي تعبر عنها وثيقة «نحن الإمارات 2031» التي تؤكد حرص الإمارات على بناء اقتصاد قوي أكثر استدامة وأسرع نمواً وتطوراً، والسعي إلى أن تكون علاقاتها بالعالم ممتدة ومثمرة، وفق رؤية تهدف إلى عالم تسوده مبادئ النزاهة والشفافية، وينبذ العنف والكراهية، وتتحقق فيه المساواة في التنمية بين الأمم والشعوب، بما في رخاء المجتمعات البشرية في كل مكان. ودعا معاليه الجميع للإسهام في سبيل تحقيق النجاح لمؤتمر COP28، معبراً عن الالتزام بتقديم كافة سبل الدعم للجميع، والاحتفاء بالمبادرات الأكثر تميزاً وإبداعاً، التي تؤكد على أن أبناء وبنات قادة للتسامح في الحكومة والمجتمع، مشيراً إلى أهمية العمل معاً في إطار رؤية مشتركة لمكانة التسامح والأخوة الإنسانية في المجتمع المستدام وأنهم المصدر الأصيل للأفكار والآراء التي سوف تحقق كافة الأهداف المنشودة. تجارب متميزة ركز الملتقى على إبراز جهود وزارة التسامح والتعايش والجهات الحكومية الاتحادية والمحلية في تنفيذ في المبادرة الوطنية «الحكومة حاضنة للتسامح»، وتوفير منصة شاملة لتبادل الخبرات وأفضل الممارسات الحكومية في مجالات التسامح والتعايش، بين كافة الجهات المشاركة بالمبادرة الوطنية، واستعرض الملتقى أيضاً أفضل الممارسات في المؤسسات الحكومية، من خلال طرح رؤية 4 جهات حكومية استطاعت تقديم مبادرة مبتكرة لتعزيز التسامح، واختتم الملتقى فعاليته بتكرم 29 وزارة وجهة لتميزها في تحقيق أهداف المبادرة. كما تم الإعلان عن أهم منجزات مبادرة الحكومة حاضنة للتسامح على مدى 4 سنوات، حيث تضم المبادرة حتى الآن 44 وزارة وهيئة اتحادية ومحلية، وتم إنشاء 44 لجنة للتسامح بكافة الجهات المشاركة استطاعت إنجاز 1259 مبادرة وبرنامجاً وفعالية، كما تم إنجاز 1520 قياساً على مؤشر قياس التسامح، كما نظمت وزارة التسامح والتعايش بالتعاون مع الوزرات والهيئات 56 برنامجاً تدريبياً، استفادت منه 85 جهة اتحادية ومحلية، وشارك به 1471 موظفاً حكومياً، كما أطلقت المبادرة أول مواصفة حول العالم تتعلق بالتسامح والتعايش للمؤسسات الحكومية والخاصة، كما انطلقت المبادرة إلى العالمية من خلال مشاركة 6 دول حول العالم حتى الآن في المبادرة الدولية «حكومات العالم حاضنة للتسامح». ممارسات واستعرض الملتقى أيضاً أفضل الممارسات في المؤسسات الحكومية، من خلال طرح رؤية 4 جهات حكومية استطاعت أن تخطو خطوات كبيرة في تحقيق أهداف المبادرة، فتحدث العميد محمد أحمد بطي الشامسي، مدير إدارة العلاقات العامة بوزارة الداخلية عن تجربة وزارة الداخلية في هذا المجال، مؤكداً أن وزارة الداخلية أنجزت 360 مبادرة ركزت على تعزيز الوعي بالتسامح، وتعزيز دور الوزارة نشر التسامح بالمجتمع، إضافة إلى 34 مبادرة مشتركة، مشيراً إلى الأثر الإيجابي للمبادرة على المنتسبين للوزارة وبيئة العمل بها وكذا أثرها على المتعاملين. كما تحدثت شيخة أحمد آل علي وكيل وزارة التغير المناخي والبيئة المساعد لقطاع المناطق بالوكالة، عن التجربة الخاصة بوزارة التغير المناخي والبيئة، والتي ضمت أكثر من 11 مبادرة و9 ورش عمل و29 نشرة توعوية، 80 فعالية مجتمعية، بمشاركة 221 موظفاً في ورش العمل، وتفاعل 445 مع أنشطة التسامح هم كل منتسبي الوزارة. وتناولت الدكتورة عائشة بالخير -مستشار البحوث – ورئيس لجنة التسامح بالأرشيف والمكتبة الوطنية أثر تجربة لجنة التسامح بالأرشيف والوطني الإيجابي على الموظفين والجمهور وبيئة العمل، وتناولت أهم أنشطتها ومبادراتها.
مشاركة :