البرهان يبحث عن دعم قطري لن يوقف هزائم قواته ميدانيا

  • 9/7/2023
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

الدوحة - يبحث قائد الجيش السوداني عبدالفتاح البرهان في قطر الذي وصلها اليوم الخميس التطورات في السودان وفق ما أعلن المجلس السيادي الانتقالي، في ثالث جولة خارجية له منذ بدء الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع منذ قرابة خمسة أشهر حيث يسعى البرهان يائسا وراء دعم عربي ودولي مع استمرار تراجع قواته والهزائم المتتالية في أكثر من جبهة خاصة في العاصمة الخرطوم واقليم دارفور ما جعله يستخدم القوة المفرطة ضد المدنيين. وأفاد المجلس الذي يتولى البرهان رئاسته، في بيان الخميس بأنه "توجه .. صباح اليوم إلى العاصمة القطرية الدوحة في زيارة رسمية". وأضاف بأن رئيس مجلس السيادة "سيجري خلال الزيارة، مباحثات مع أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، تتناول مسار العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تعزيزها والقضايا ذات الاهتمام المشترك وتطورات الأوضاع في السودان". وتأتي زيارة قطر في ظل حالة العزلة التي بات يعيشها قائد الجيش السوداني داخلا وخارجيا فيما يعتقد ان البرهان يسعى وراء دعم الدوحة التي تعتبر حليفا تقليديا لجماعة الإخوان وساندت بكل قوة الرئيس الأسبق عمر البشير. ولا يعتقد ان رئيس مجلس السيادة سيحصل على الدعم الذي ينشده من الدوحة كما ان وضعية قواته ميدانيا تشير ان أي دعم خارجي لن يقلب موازين القوى وهي اليوم لصالح قوات دقلو. وكانت قوات الدعم السريع اتهمت النظام السابق وحزب المؤتمر الشعبي وجماعة الاخوان بالوقوف وراء محاولات عرقلة الجهود السياسية بهدف العودة الى السلطة والتنكر للديمقراطية والنظام المدني. ويرافق البرهان في زيارته الرسمية غير محددة المدة إلى الدوحة، وفق الوكالة، كل من وزير الخارجية المكلف السفير علي الصادق، ومدير جهاز المخابرات العامة الفريق أول أحمد إبراهيم مفضل. وغادر الوفد من مدينة بورتسودان المطلة على البحر الأحمر في شرق البلاد، حيث المطار الوحيد الذي يعمل حاليا مذ اندلعت المعارك في 15 نيسان/أبريل بين الجيش بقيادته وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو. وقطر هي المحطة الخارجية الثالثة للبرهان منذ بدء النزاع. وهو زار مصر في 29 آب/أغسطس والتقى بالرئيس عبد الفتاح السيسي في مدينة العلمين، ثم زار الاثنين دولة جنوب السودان والتقى برئيسها سلفا كير. ويسعى قائد الجيش السوداني لحفاظ ماء وجهه والخروج بأقل الخسائر من الازمة التي تعاني منها قواته على الأرض. وتأتي زيارات البرهان في ظل تقارير عن وساطات للتفاوض بينه وبين دقلو خارج البلاد سعياً لإيجاد حلّ للنزاع الذي تسبب بمقتل نحو خمسة آلاف شخص وتهجير 4.8 ملايين سواء داخل البلاد أو خارجها. وكانت وساطات سعودية أميركية أثمرت خلال الأشهر الماضية عن اتفاقات لوقف إطلاق النار، لكنها لم تصمد. كما قادت الهيئة الحكومية للتنمية في شرق إفريقيا (إيغاد) مبادرة إقليمية لم تثمر أيضا. ولا تظهر المعارك الميدانية أي أفق للحل، مع تواصل الاشتباكات بين الطرفين في مناطق عدة من البلاد مع تقدم كبير لقوات الدعم السريع خاصة في اقليم دارفور وفي العاصمة الخرطوم. وسجّل الأربعاء نزوح مئات العائلات من إحدى ضواحي الخرطوم غداة مقتل عدد كبير من المدنيين فيها بقصف نفّذه الجيش على مواقع لقوات الدعم السريع لكّنه أخطأ هدفه، بحسب ما أفاد ناشطون وسكّان. في المقابل ترفض قوات الدعم السريع بعض الخطوات الدولية ضد قادتها حيث قال نائب قائد قوات الدعم عبدالرحيم دقلو اليوم الخميس إن العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة عليه "غير عادلة". وذكر دقلو، أن قائد الجيش السوداني البرهان "ليست لديه شرعية ليصدر قرار بحل قوات الدعم السريع" بعد قرار وصف بانه لا يحمل اية شرعية او قدرة على التحقيق ميدانيا. الخرطوم - قتل ما لا يقل عن 32 مدنيا في قصف نفذه الجيش السوداني على أحد أحياء مدينة أم درمان الثلاثاء، وفق جماعة "محامو الطوارئ" الناشطة، ما اضطر المئات من العائلات من النزوح من المنطقة، في أحدث حلقة من حلقات استهداف قوات البرهان للمدنيين بعد تتالي هزائمها خلال الآونة الأخيرة وفقدانها السيطرة على العديد من مقارها الإستراتيجية بالعاصمة، بينما حققت قوات الدعم السريع العديد من المكاسب الميدانية.  وشهد حي أمبدة بغرب أم درمان قتالا عنيفا في محاولة من الجيش لقطع طرق الإمداد الرئيسية التي تستخدمها قوات الدعم السريع التي يقاتلها منذ 15 أبريل/نيسان. وقال أحد السكان طالبا عدم ذكر اسمه إنّ "مئات الأسر تنزح من أحياء منطقة أمبدة بعد اشتداد الاشتباكات فيها الثلاثاء والأربعاء". ونشرت قوات الدعم السريع على حسابها بموقع "اكس" مشاهد مروعة من آثار القصف الذي شنته طائرات القوات المسلحة السودانية، مشيرة إلى أنه "حصد أرواح المدنيين بنيالا ودمّر مساكنهم". ومساء الثلاثاء أكّدت لجان المقاومة في أمبدة وهي تجمّع لناشطين مناهضين للحرب يقدّمون يد العون للسكّان أنّ "قصفاً بالمدفعية وبالمسيّرات كان يستهدف نقطتي تمركز لقوات الدعم السريع لم يصب هدفه وأدّى إلى مقتل 19 مدنياً". ولجان المقاومة هي مجموعات شعبية كانت تنظّم الاحتجاجات للمطالبة بحكم مدني بعد الانقلاب العسكري الذي أطاح نظام عمر البشير عام 2019 وتنشط منذ بدء الحرب في 15 أبريل/نيسان في تقديم الدعم للسكّام. وتتمركز قوات الدعم السريع منذ سنوات داخل الأحياء السكنية في الخرطوم وضواحيها. وتواصلت الاشتباكات اليوم الأربعاء في الخرطوم وضواحيها بين الجيش بقيادة عبدالفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو، بحسب شهادات للسكان في مناطق عدة. وفي سياق متصل أكدت قوات الدعم أن 700 فرد من القوة الاحتياطية التابعة للفرقة 15 مشاة بالجنينة في ولاية غرب دارفور انضموا إليها بعتادهم العسكري استجابة لنداء الفريق أول محمد حمدان دقلو "حميدتي". وقالت في بيان على صفحتها بموقع "اكس" إنها "ترحب بشرفاء القوات المسلحة المنضمين إلى صفوفها بعد أن تبين لهم مخطط الانقلاب الذي يقوده البرهان وزمرته من كبار الضباط الفاسدين من أجل إعادة النظام البائد للسلطة". وتابعت أن "انضمام هذه القوة الكبيرة من الشرفاء إلى جانب قوات الدعم السريع، يشكل انتصاراً حقيقياً لإرادة الشعب السوداني ولأهداف الثورة المجيدة التي ناهضت دولة الظلم والتمكين والفساد التي أشعلت هذه الحرب بواسطة عناصرها في القوات المسلحة". وأكدت أن "قوات الدعم السريع والشرفاء من القوات المسلحة سيعملون يدا بيد من أجل بناء جيش وطني مهني واحد يحمي السودان وشعبه المتطلع إلى دولة الحرية والسلام والعدالة".   ومنذ اندلاع الحرب قبل قرابة خمسة أشهر قُتل نحو خمسة آلاف شخص وهُجّر 4.8 ملايين سواء داخل البلاد أو خارجها. وأدّت الاشتباكات بين الطرفين إلى المزيد من التأزم في الوضع الصحي في السودان الذي كان يعدّ أحد أفقر بلدان العالم قبل اندلاع الحرب بين القائدين العسكريين. وأحصت منظمة الصحة العالمية أكثر من 3 آلاف حالة إصابة بالحصبة و84 حالة وفاة نتيجة لهذا المرض، فيما يواجه السكان أيضاً خطر الاصابة بالملاريا والكوليرا وهما مرضان ينتشران في موسم الأمطار. وتكرّر الأمم المتحدة باستمرار أنّها بحاجة إلى مزيد من الدعم المالي إذ لم تتلقّ سوى ربع التمويل اللازم لتلبية احتياجات 25 مليون سوداني يعتمدون على المساعدات الانسانية للبقاء على قيد الحياة.

مشاركة :