بيروت - تنظر أوساط سياسية لبنانية إلى الدعوة التي وجهها رئيس البرلمان اللبناني نبيه برّي لحوار يمتد على سبعة أيام حول انتخاب رئيس للبلاد، على أنها الفرصة الأخيرة لوضع حدّ لأزمة الشغور الرئاسي والبدء في خطوات معالجة أزمات البلاد المتراكمة. وقال النائب في مجلس النواب اللبناني قاسم هاشم إن "الدعوة التي أطلقها رئيس البرلمان نبيه بري للحوار في البرلمان لا تزال قائمة ولها عنوان واحد هو انتخاب رئيس الجمهورية وإنهاء حالة الفراغ الرئاسي في البلاد"، وفق موقع "سبوتنيك" الروسي. وتابع أن "بري ينتظر حتى تتوضح مواقف الكتل النيابية بشكل نهائي يتيح له أن يبني عليها الخطوة التي سيتخذها في المرحلة المقبلة، وفقا لما تقتضيه المصلحة الوطنية الجامعة". ولفت إلى أن "المصلحة تتركز حول إنهاء حالة الشغور الرئاسي وإعادة انتظام عمل المؤسسات في لبنان والبدء بخطوات الإنقاذ"، موضحا أن "كل هذه الخطوات ترتبط بمدى استجابة القوى اللبنانية". واعتبر أن "مبادرة رئيس البرلمان اللبناني تكاد تكون الفرصة الأخيرة أمام الجميع للتفاهم والتوافق"، مشيرا إلى أن "أي رهان خارج هذا النهج هو مغامرة بمصير لبنان". وقال برّي مطلع الأسبوع الجاري "أيا كانت نتيجة هذا الحوار، سواء نجح أو فشل، فأنا سأنزل إلى مجلس النواب لعقد جلسات متتالية حتى يتصاعد الدخان الأبيض كما يحصل في الفاتيكان وننتخب الرئيس"، وفق صحيفة "الجمهورية" اللبنانية. وكشف أن "حوار السبعة أيام يتوزع على جولة نهارية وأخرى مسائية"، موضحا أن "جدول أعمال الحوار ينحصر في بند وحيد هو رئاسة الجمهورية ولا شيء غير ذلك". وفي سياق متصل يزور المبعوث الفرنسي الخاص إلى لبنان جان إيف لودريان الاثنين بيروت في محاولة جديدة لحلّ الأزمة السياسية المستمرّة في هذا البلد منذ عشرة أشهر. وقال مقرّبون من لودريان إنّ وزير الخارجية الأسبق "سيكون في لبنان الاثنين"، دون مزيد من التفاصيل حول برنامجه. وكان لودريان اقترح أن يجتمع جميع الفاعلين السياسيين اللبنانيين في أيلول/سبتمبر للتوصّل إلى "توافق" يسمح بإنهاء الشغور الرئاسي المستمرّ منذ حوالى عام. وقال في ختام زيارته الأولى للبنان أواخر يوليو/تموز إن "الهدف من هذا اللقاء هو خلق مناخ من الثقة يتيح للبرلمان الاجتماع في ظلّ ظروف مؤاتية لانتخاب رئيس". ومنذ انتهاء ولاية الرئيس السابق ميشال عون في نهاية أكتوبر/تشرين الأول فشل البرلمان 12 مرة في انتخاب رئيس وذلك على وقع انقسام سياسي يزداد حدّة بين حزب الله وخصومه، في حين لا يحظى أيّ فريق في مجلس النواب بأكثرية تمكّنه منفردا من إيصال مرشّحه إلى المنصب. وخلال زيارته الأولى إلى بيروت منذ تعيينه مبعوثا خاصا، التقى لودريان مسؤولين أبرزهم رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي اجتمع معه مرتين، فضلاً عن قادة الأحزاب السياسية البارزة ومن بينهم رئيس كتلة حزب الله النيابية محمّد رعد. ومنذ العام 2020، تسعى فرنسا، قوة الاستعمار السابقة، لإيجاد حلّ في لبنان الذي زاره الرئيس إيمانويل ماكرون مرّتين. ويزيد الشغور الرئاسي الحالي في لبنان الوضع الاقتصادي سوءاً في بلاد تشهد منذ 2019 انهياراً اقتصاديا صنّفه البنك الدولي من بين الأسوأ في العالم منذ 1850.
مشاركة :