القاهرة - سامية سيد - من الصعب أن نجد أستاذ يتفق علي حبه الجميع من تلاميذه وأصدقاءه ، وهذا ما ظهر بوضوح في لحظة تكريم الفنان القدير والأستاذ الأكاديمي سامي عبد الحليم بالدورة 16 من المهرجان القومي للمسرح، فسامي عبد الحليم فنان مثقف وأستاذ أكاديمي بارع، وهب حياته لتدريس التمثيل ولم يندم لحظة علي عطاءه حتي لو خسر في المقابل حصوله علي مكانته التي يستحقها بين زملائه من الممثلين، وفي حوار خاص لليوم السابع كشف الفنان سامي عبد الحليم الكثير من الأمور . سعدت جداً بهذا التكريم خاصة أنه من مهرجان مسرح هذا المهرجان العريق الذي نشأ وكبر أمام أعيننا ، ولأن المسرح هو بيتي، وأكثر ما أسعدني في هذا التكريم هي مظاهرة الحب التي استقبلني بها تلاميذي وأصدقائي، هذه المظاهرة التي تعتبر تقدير كبير وتتويج لمشوار طويل سرته معهم ، وهي بالنسبة لي أهم من أي جائزة ومن أي تكريم ، وهناك أمر ملفت أيضًا في هذه الدورة من المهرجان أنهم أصبحوا يكرموا الأحياء فأحمد الله علي ذلك ، بالرغم من أنني تمنيت أسماء أخري كانت تكرم وتستحق وأذكر منهم صديقي زين نصار وهو شريكي في المسرح المتجول . من المؤكد أن عادل إمام يستحق هذا ويستحق التكريم ، فعادل إمام مسيرة كبيرة لا يستطيع أحد إنكارها، ولكنني أعتب عليه لأنه لم يقدر هذا التكريم ولم يرسل أحد من أبنائه كي يتسلم تكريمه ولكن في النهاية نلتمس له العذر جلال الشرقاوي له تأثير كبير بالتأكيد ، فقد أثر علي وأنا طالب بالمعهد العالي للفنون المسرحية كما أثر علي كمخرج ٫ فأول مسرحية قدمتها بالمسرح الخاص كانت "الجوكر" و كنت حينها طالب بالمعهد للفنون المسرحية ،وكان الفنان محمد صبحي معيد بالمعهد ورشحني للمشاركة معه في المسرحية وأستمرت لمدة عامين ٫وعندما كان جلال الشرقاوي يقوم بالتدريس لنا ونحن طلاب بالمعهد ، طلب منا أن نحفظ مسرحية "أديب " كاملة "من الجلدة للجلدة " وطلب منا أن نقوم بكل الأدوار في المسرحية ،وكان له هدف من ذلك فتأثيره كأستاذ لا يشق له غبار . تخرجت من كلية دار العلوم عام 71 ، وكنا نمثل في فريق الجامعة ،وفريق الكلية وكان معايا زميلي محمد متولي وزميلتي يسرية المغربي وكنا نتقابل طيلة الوقت ، وفي فترة الجامعة كان يقوم بالإخراج لنا سعد أردش ونجيب سرور ، فتأثرنا بهم تأثير كبير وكنا نريد أن نصبح مثلهم فما كان علينا إلا أننا إلتحقنا بالمعهد العالي للفنون المسرحية عقب تخرجنا من دار العلوم فوراً . انا في جوهري مدرس وأحب التدريس، وأحب هذه المهنة، بالإضافة أنني صرت الأول علي دفعتي، فأصبحت مدرسا بالمعهد وكنت في غاية السعادة . لم أشعر لحظة بالندم لأن فكرة التدريس هي العطاء ، فإذا أعطيت الكثير ستأخذ الكثير والكثير ، وكما قال أمل دنقل " يقول لي الماء الحبيس في زجاج الدورق اللماع أن كلانا يتبادلان الابتلاع " هذه القصيدة تعني أن الماء الذي يوجد في الدورق مثلي أنا والتلاميذ ، نحب بعضاً بعض ونتفق سوياً ونتبادل سوياً كل شيء . بالفعل كان بداخلي شاعر ،ولكن مع الآسف كان أمل دنقل صديقي وكان يبات معنا في نفس البيت في شارع الضياء بروض الفرج ، وكان يكتب الشعر بشكل رائع ، أما نحن كنا نكتب شعر عامية وكان شعره ينشر ويصبح مشهورا فكنا نشعر بالعجز أمامه فقررت ألا أستمر في الشعر لأنني مهما كتبت لم أصل لأمل دنقل . نعم هذه حقيقة ، فالصورة المأخوذة عن سامي عبدالحليم ، أنه الرجل المثقف الذي سيأتي ليقول كلمتين للمثقفين ، لذلك معظم المخرجين " كانوا بيزحلقوني " . بالفعل اعتزلت التمثيل، ولكن المسرح أمر مختلف فانا أتنفس هواء المسرح، أعشقه بمعني الكلمة، فلو عرض علي دور يتناسب حالتي الصحية لم أتردد لحظة في تقديمه ، بالرغم من أني أري أن المسرح في حالة تدهور، ومن أفضل الأدوار التي قدمتها مسرحية المحاكمة ، وحفلات التنكر عن الغناء ، وزمن الطاعون. يمكنكم متابعة أخبار مصر و العالم من موقع كلمتك عبر جوجل نيوز
مشاركة :