أفادت دراسة صادرة عن شركة (KMBG) للأبحاث التكنلوجية بأن العالم يسير نحو إنتاج سيارات ذاتية القيادة لا تتطلب من السائق القيام بأي جهد سوى تحديد الوجهة التي يرغب في الذهاب إليها، على أن تتوافر هذه التقنيات في شكل واسع في الأسواق العالمية بحلول عام 2019 ـ انتهى. ولماذا ننتظر طويلا، فقد حدثني صديق عائد لتوه من ألمانيا قائلا: سكنت أنا وزوجتي في أحد الفنادق في مدينة (دسلدورف)، وفي الصباح نزلت إلى (الرسبشن) طالبا منهم أن يحضروا لي تاكسي للذهاب إلى مكان معين، وعندما أخذ مني المسؤول عنوان المكان، ضرب على الجهاز وتكلم مع الشركة، وما هي إلا أقل من خمس دقائق، حتى توجه لي قائلا: تفضل: التاكس جاهز. اتجهنا للتاكسي الواقف عند الباب، وفتح لنا العامل أبواب السيارة، وجلسنا كالعادة في المرتبة الخلفية، وقبل أن أسأله عن السائق، وإذا بالسيارة تنطلق بنا، وتصورت أنا وزوجتي للوهلة الأولى أن هناك خللا ما قد طرأ على السيارة، وأول ما خطر على بالي أن أقفز للمقعد الأمامي (وأفرمل) السيارة، وأجر (الجلنط)، ومن خوفي على زوجتي أمسكت بها قبل أن تفتح الباب وترمي بنفسها للخارج فتشبثت بها، والحمد لله أن الله ألهمني واتصلت بالمسؤول (بالرسبشن) قائلا له على طريقتنا الخاصة: يا هوه، الحقونا السيارة دخلت في زحمة الشوارع، واحنا ما احنا عارفين إيش نسوي؟! وأكثر ما أغاضني أن المسؤول قبل أن يجيبني أخذ يضحك، وكلما ازداد ضحكه ازداد غضبي، وبعد فاصل من الضحك والغضب دام لمدة دقيقة واحدة، خلتها أنا ساعة كاملة من شدة الرعب قال لي بكل برود. آسف ظننتك فاهم لتلك الخدمة، وآسف أيضا أنني لم أعطك فكرة على تلك الخدمة العصرية، وأردف قائلا لي بما معناه: (حط قلبك على كراسيه)، سوف توصلكما السيارة لمبتغاكما كاملين غير منقوصين، ولا تشيلا هما فالأجرة مدفوعة الثمن سلفا. ويستطرد صديقي قائلا: قبعت أنا وزوجتي كأي جرذين في مصيدة، زوجتي (تبسمل وتحوقل) وأنا ألعن اليوم الذي ركبت فيه مثل تلك السيارة، وتعجبت كيف أنها تتوقف تلقائيا أمام كل إشارة، وتلف وتدور في الشوارع إلى أن أوصلتنا إلى العنوان المطلوب، وبعد أن نزلنا وقفت أنظر إلى تلك السيارة التي لم تقل لنا كلمة ولا حتى (باي باي)، أدارت (دركسونها)، وعادت للشوارع من حيث أتت بكل ثقة. إلى هنا انتهى كلام صديقي، وإنني بدوري أطمئن النساء في بلدي قائلا: إنه من اليوم فصاعدا سوف تكن بالحفظ والصون، طالما أنكن لازلتن تجلسن في المراتب الخلفية، فكلها خمسة أعوام وتلك السيارة تملأ شوارعنا بدون إزعاج ولا ضرب (بواري).
مشاركة :