كانت برامج المساعدات الإنسانية موجودة منذ أعوام، وكانت تركز في المقام الأول على حالات الطوارئ قصيرة الأجل. وفي إطار جهود التصدي لموجة الجفاف الأخيرة، عمل البنك الدولي مع منظمة الأغذية والزراعة "الفاو" على تنفيذ برنامجين من برامج التحويلات النقدية الطارئة لخدمة ما يقرب من 600 ألف شخص، وفي الوقت نفسه استفاد 480 ألف شخص آخر من إمدادات المياه العذبة بالتنسيق مع "اليونيسف". وأدت مثل هذه البرامج دورا بالغ الأهمية في التصدي لحالات الطوارئ التي لا تعد ولا تحصى، التي ضربت المنطقة على مدى عقود، لكنها لم تحد كثيرا من الأخطار على المدى الطويل، ولم تساعد كثيرا أيضا في الاعتماد على الذات. وإدراكا للحاجة إلى مبادرات تتصدى للتحديات الملحة التي يواجهها الناس من جراء الكوارث الطبيعية، فضلا عن الاستعداد لها بشكل أفضل لمواجهة الصدمات المستقبلية، يعمل البنك الدولي مع الشركاء في مدغشقر في إطار مشروع دعم سبل كسب العيش القادرة على الصمود في الجنوب. استنادا إلى الدروس المستفادة من المشاريع التي يمولها البنك الدولي ومشاريع المانحين، فضلا عن تجارب وخبرات منظمات المجتمع المدني في جنوب مدغشقر، يعمل مشروع "ميونجو" الذي يعني "النهضة" باللهجة المحلية، على تحسين فرص توفير خدمات البنية التحتية الأساسية وسبل كسب العيش وتعزيز أجهزة الحكم المحلي، فضلا عن التركيز بشكل أساس على الشباب والنساء. ويعمل المشروع على مستوى المجتمع المحلي لبناء نهج طويل الأجل ومتكامل لمساعدة جنوب مدغشقر على الانتقال من المساعدات الإنسانية إلى التنمية المستدامة. تقول هارييت راسوانومينجانار: "في وقت الغداء، أشعر بالراحة لأن ابنتي تذهب إلى المدرسة وتأكل هناك"، وهارييت أم ترسل ابنتها كريستولين إلى المدرسة الابتدائية بالقرب من منطقة أمبوفومب، وهي واحدة من 800 ألف امرأة من المتوقع أن يستفدن من المشروع، منهن 200 ألف شابة. قدم مشروع النهضة البذور للمدرسة لزراعة المحاصيل وتوفير وجبات الطعام للتلاميذ. وفي إطار المشروع، تعمل المدرسة أيضا مع برنامج الأغذية العالمي لتوفير المواد الغذائية الأساسية الأخرى، مثل الأرز والحبوب، ومساعدة الطباخين. وتعلمت هارييت جني المحاصيل من حديقة المدرسة لإعداد وجبات الطعام، وتحقيق أثر إيجابي وتعزيز الأمن الغذائي للمجتمع. وهي تقول: "لقد تغيرت حياتنا قليلا بين الماضي والحاضر لأن ابنتي تستطيع الآن تناول الطعام في المدرسة". على بعد أكثر من 3500 ميل في اتجاه الشمال من المدرسة التي تدرس بها كريستولين، يرعى مفلح الشرفات "أبوعايد" قطيع أغنامه في الأردن، ويقودها إلى الماء من خزان تم إنشاؤه أخيرا في إطار برنامج الزراعة والقدرة على الصمود وتنمية سلاسل القيمة والابتكار "أرضي" الذي يموله البنك الدولي.
مشاركة :