أكد الممثل الخاص للأمين العام، رئيس بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، عبدالله باتيلي، توافقه مع عضو المجلس الرئاسي عبدالله اللافي على «الحاجة الملحة» لوضع الصيغة النهائية للإطار القانوني للانتخابات، ومعالجة القضايا الخلافية من خلال حوار شامل بروح التوافق، ما يمكِّن البلاد من المضي قدماً نحو الانتخابات، واستعادة الشرعية الشعبية لجميع المؤسسات. وقال باتيلي، في سلسلة رسائل نشرها عبر حسابه على منصة «إكس»: «إنه التقى اللافي، الخميس، حيث ناقشا الوضع السياسي والأمني الحالي في البلاد، وشددا على أهمية انسجام العمل في المؤسسات الوطنية». وخلال اللقاء، أكد المبعوث الأممي مسؤولية القادة الليبيين في المشاركة بعزيمة في عملية المصالحة الوطنية، مؤكداً استعداد الأمم المتحدة لدعم جهود المجلس الرئاسي في هذا الإطار. والأربعاء الماضي، أكد باتيلي خلال زيارة ميدانية لبلدة «العزيزية» جنوب غرب طرابلس، استعداد الأمم المتحدة لدعم الاتفاق على تشكيل حكومة موحدة لقيادة البلاد إلى الانتخابات. ووصف المبعوث الأممي زيارته إلى «العزيزية» بأنها كانت مثمرة. وقال: «جددت تأكيد استعداد الأمم المتحدة الدائم لدعم القادة الليبيين والمؤسسات الوطنية الفاعلة على المستويات جميعها للعمل معاً، ومن خلال حوار بناء، من أجل التوصل إلى تسوية سياسية شاملة، بما في ذلك الاتفاق على تشكيل حكومة موحدة لقيادة البلاد إلى الانتخابات». وفي سياق آخر، تواصل قوات الجيش الوطني الليبي تأمين الحدود الجنوبية مع تشاد والنيجر والسودان، خشية تسلل عناصر مسلحة إلى مدن الجنوب، بحسب ما أكده مصدر عسكري ليبي لـ «الاتحاد». وأوضح المصدر الليبي أن القوات المسلحة الليبية شرعت في حفر خندق على طول الحدود الجنوبية المشتركة بين ليبيا وتشاد، وذلك خوفاً من تسلل مهاجرين غير شرعيين أو عصابات إجرامية إلى داخل الأراضي الليبية، مؤكداً أن التحرك يأتي في ضوء العملية العسكرية الشاملة التي أطلقتها القيادة العامة للجيش قبل أسابيع لتأمين المنطقة الجنوبية. وأشار المصدر إلى دفع قوات الجيش بوحدات عسكرية إلى مدن الجنوب للمساهمة في عمليات التمشيط التي تجري هناك، مؤكداً نجاح الجيش في إرساء الأمن والاستقرار بمدن الجنوب، وتحديداً في «أم الأرانب» و«مرزق»، موضحاً أن لجنة اتصال تم تشكيلها من قيادة الجيش تتواصل مع أعيان وحكماء مدن الجنوب لمعالجة الخروق الأمنية في أقرب وقت ممكن. من جانبه، أكد أستاذ العلاقات الدولية، رئيس قسم العلوم السياسية جامعة درنة الليبية، الدكتور يوسف الفارسي، أمس، أن التحركات الأخيرة للجيش الليبي في مدن الجنوب تأتي رد فعل للتوتر والنزاعات المسلحة التي تشهدها دول جنوب ليبيا، مؤكداً أن تأمين الحدود أمر استراتيجي ومهم. وأوضح الفارسي في تصريحات لـ «الاتحاد» أن ليبيا تسعى لتأمين حدودها المشتركة بحفر الخنادق، لافتاً إلى أن ما يحدث في دول جوار ليبيا يؤثر بشكل سلبي على أمن واستقرار البلاد في ظل انتشار عصابات الهجرة غير الشرعية والجريمة المنظمة عبر الحدود الجنوبية.
مشاركة :