وذكر المركز الوطني للبحث العلمي والتقني ومقره الرباط أن قوة الزلزال بلغت 7 درجات على مقياس ريشتر وأن مركزه يقع في إقليم الحوز جنوب غرب مدينة مراكش التي تعتبر مقصدا سياحيا كبيرا. وقالت وزارة الداخلية في بيان "في حصيلة أولية أسفرت هذه الهزة عن وفاة 296 شخصا بأقاليم وعمالات الحوز ومراكش وورزازات وأزيلال وشيشاوة وتارودانت". أضافت "كما سجلت إصابة 153 شخصا تم نقلهم إلى المستشفيات". وذكرت وسائل إعلام مغربية أن هذا أقوى زلزال يضرب المملكة. وأشارت وزارة الداخلية إلى أن السلطات "سخّرت كل الوسائل والإمكانات من أجل التدخل وتقديم المساعدة وتقييم الأضرار". وتسبب الزلزال بأضرار مادية حسب شهود وصور متداولة على شبكات التواصل الاجتماعي. وأظهرت مشاهد انهيار جزء من مئذنة في ساحة جامع الفنا الشهيرة التي تعتبر قلب مراكش النابض، ما أسفر عن سقوط جريحين. ورأت مراسلة لوكالة فرانس برس مئات الأشخاص يتقاطرون إلى هذه الساحة الشهيرة لتمضية ليلتهم خشية من هزات ارتدادية. وقد استقدم بعضهم البطانيات والأغطية فيما افترش البعض الأخر الأرض مباشرة. وروت هدى التي تقطن في المدينة لوكالة فرانس برس خلال تواجدها في الساحة "كنا نتنزه في جامع الفنا عندما بدأت الأرض تهتز تحت أقدامنا، شعرنا بصدمة. نحن سالمون لكني لا زلت تحت وقع الصدمة. ما لا يقل عن عشرة من أفراد عائلتي قضوا في إجوكاك (قرية ريفية في الحوز). أكاد لا أصدق فقبل يومين كنت معهم". "محظوظات" كانت السائحة البريطانية ميمي ثيوبالد البالغة 25 عاما تستعد لتناول حلويات على شرفة مطعم مع صديقات لها "عندما راحت الطاولات تهتز والصحون تتطاير، فدب الذعر فينا". وأضافت "بعد ذلك حاولنا العودة إلى الفندق لأخذ حقائبنا وجوازات السفر لأن رحلتنا للعودة إلى ديارنا غدا لكن كان ذلك مستحيلا لأن الفندق يقع في المدينة القديمة. وكان الركام منتشرا في الشوارع ولم يكن الأمر آمنا. هذه المرة الأولى التي اختبر فيها زلزالا. وبعد تراجع مستوى الصدمة أدركنا أننا محظوظات ببقائنا على قيد الحياة". وإلى جانب مراكش، شعر سكان الرباط والدار البيضاء وأغادير والصويرة بالزلزال الذي أثار حالا من الذعر. وخرج عدد من المواطنين إلى شوارع هذه المدن خشية انهيار منازلهم وفقا لصور متداولة على شبكات التواصل الاجتماعي. تظهر صور ومقاطع فيديو نشرها مستخدمو الإنترنت حطام مساكن في أزقة مراكش وسيارات تضررت جراء تساقط حجارة. وروى الفرنسي ميكايل بيزيه البالغ 43 عاما والذي يملك ثلاثة منازل تقليدية في مراكش القديمة لوكالة فرانس برس عبر الهاتف "كنت في سريري عندما بدأ كل شيء يهتز. شعرت وكأن سريري سيطير. خرجت إلى الشارع. كانت الفوضى عارمة. أمر لا يصدق". "صريخ وبكاء" ودعا "المركز الجهوي لتحاقن الدم" في مراكش المواطنين إلى التوجه إلى مقره السبت للتبرع بالدم. وقال فيصل بدور (58 عاما) وهو من سكان المدينة "كنت في طريقي إلى المنزل عندما وقع الزلزال. راحت سيارتي تتمايل لكني لم أتخيل أبدا أنه زلزال". أضاف "توقفتُ وأدركت الكارثة. كان ما حدث خطيرا جدا، شعرت بأنه نهر يفيض بعنف. كان الصراخ والبكاء لا يطاقان". وعبّر رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي الذي تستضيف بلاده قمّة مجموعة العشرين في نيودلهي، السبت عن تعازيه لأقارب ضحايا الزلزال. وكتب على منصة إكس (تويتر سابقا) "حزين جدا لفقدان أرواح نتيجة الزلزال في المغرب". وجه المستشار الألماني أولاف شولتس التعازي إلى أقارب ضحايا الزلزال "المدمر" مشددا على أن "الأنباء الصادرة من المغرب مروعة". في 24 شباط/فبراير 2004 ضرب زلزال بلغت قوته 6,3 درجات على مقياس ريشتر محافظة الحسيمة على بعد 400 كيلومتر شمال شرق الرباط وأسفر عن سقوط 628 قتيلا وعن أضرار مادية جسيمة. في 29 شباط/فبراير 1960 دمر زلزال مدينة أغادير الواقعة على ساحل البلاد الغربي مخلفا أكثر من 12 ألف قتيل، أي ثلث سكان المدينة.
مشاركة :