جمال عبد الناصر يكتب: هل أنصفت السينما المصرية الفلاح في عيده الـ 71؟

  • 9/9/2023
  • 10:55
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

القاهرة - سامية سيد - حياة الفلاح المصري مادة خصبة دراميا منذ أيام الفراعنة وبداية الزراعة في مصر وحتي يومنا هذا، فقد شكَّلت الزراعة نواة حضارتنا المصرية ، ومرَّت صورة «الفلاح» في السينما المصرية بعدد من التحولات والتغيرات، بتعاقب الفترات التاريخية والمراحل الفنية المختلفة، وتحتفل مصر اليوم السبت 9 سبتمبر بعيد الفلاح، والذي بدأ الاحتفال به بعد ثورة 23 يوليو عام 1952 تزامنا مع إصدار قوانين الإصلاح الزراعي،  فمنذ ذلك اليوم أصبح 9 سبتمبر عيدًا للفلاح المصرى. قدمت السينما المصرية صورة للفلاح المصري بأشكال مختلفة ومتغيرة بتغير الزمن والعصر الذي نتناول فيه شكل ومضمون حياة الفلاحين في ريف مصر، فمثلا مرحلة الستينات في السينما المصرية وشكل وصورة الفلاح المصري فيها تختلف تماما عن مرحلة ما قبل ثورة 23 يوليو ، وتختلف أيضا الصورة الذهنية عن الفلاح المصري في مرحلة السبعينات والثمانينيات، ومؤكد أن الفلاح المصري حاليا عام 2023 ليس هو فلاح ما قبل الثورة أو بعدها ففلاح اليوم وبلغة شباب اليوم " حمادة تاني خالص "، فهل أنصفت السينما المصرية الفلاح المصري وقدمته بشكل يليق به ؟ في رأيي أن صلاح أبو سيف ويوسف شاهين وحسين كمال هم الأفضل في تقديم الفلاح المصري في السينما فكل منهم برع في تناوله بشكل مختلف، وصلاح أبو سيف تحديدا قدمه بأكثر من شكل ففلاح " الزوجة الثانية " يختلف تماما عن فلاح " المواطن مصري "، ففي " الزوجة الثانية " قدم أبو سيف حياة الفلاحين بكامل تفصيلاتها الدقيقة وبصورة لم يسبق تقديمها في السينما المصرية، أما في " المواطن مصري " فكان تركيزه علي القهر والظلم الذي يتعرض له الفلاح المصري وقلة الحاجة التي اضطرته لإرسال من ابنه للتجنيد بدلًا من ابن العمدة مقابل أن يعطيه خمسة أفدنة. أما يوسف شاهين في فيلمه " الأرض " قدم لنا  نمط لشخصية فلاح مصري أصيل وهو " محمد أبو سويلم "، وهذا الفيلم هو الأكثر واقعية في تناول صورة الفلاح المصري، برغم أن يوسف شاهين قدم من قبل فيلم عن الريف وهو " ابن النيل "عام 1951، والذي رصد به وبدقة قصة فلاح تمرد على أوضاعه، وترك القرية وانغمس في صخب العاصمة، وهي تيمة قدمت فيما بعد كثيرا . حسين كمال قدم لنا أيضا رائعته " شيء من الخوف "، ورغم أن الفيلم به الكثير من الرمزية، إلا أننا رأينا شكلا آخرا للقرية المصرية والريف المصري ومشهد صورة المياه وهي تروى الأرض العطشة المحجرة كان حقيقيا، وكان رقص الناس داخل المياه وفرحتهم الهستيرية ليست بتمثيل بل إنها فرحة حقيقية لأهل القرية الحقيقية التي تم التصوير بها . قدمت السينما فيما بعد الكثير من الأفلام عن الفلاح ولكن في فترة السبعينيات وبالتحديد فى عصر الرئيس السادات، قدمت أفلام عن سذاجة الفلاح المصري، وكانت أغلبها تتمحور حول تركه لأرضه وهجرته للقاهرة أو لخارج حدود الوطن، فإهمال الفلاح في الواقع بتلك الفترة جاء المقابل له إهمال في السينما وتقديمه بشكل سطحي ، ولكننا من الممكن أن نقسم تناول السينما المصرية لحياة الفلاحين إلي مراحل ، المرحلة الأولي هي ما قبل ثورة يوليو عام 1952 ، فقد ظهر الفلاح المصري هنا في سلسلة أفلام منها: "بنات الريف" ليوسف وهبي عام 1945، و"أختي ستيتة " لحسين فوزي 1950، و"الأفوكاتو مديحة" ليوسف وهبي 1950، و"ابن النيل" ليوسف شاهين عام 1951، و"زينب" لمحمد كريم 1952، أما المرحلة الثانية وهي مرحلة ما بعد ثورة يوليو قدم فيها أفلام "الوحش" لصلاح أبو سيف 1954 و"صراع في الوادي" ليوسف شاهين 1954، و"أرضنا الخضراء" لأحمد ضياء الدين 1956، و"أدهم الشرقاوي" لحسام الدين مصطفي 1964، و"الحرام" لبركات 1965، و"العنب المر" لفاروق عجرة 1965، و"الزوجة الثانية" لصلاح أبو سيف 1967، و"البوسطجي" لحسين كمال 1968، و"يوميات نائب في الأرياف" لتوفيق صالح 1969، و"شيء من الخوف" لحسين كمال 1969، و"الأرض" ليوسف شاهين 1970، و" النداهة " لحسين كمال 1975، و"شفيقة ومتولي لعلي بدرخان 1978. هناك مرحلة بدأت منذ عام 1981م حتى الوقت الحالي : بدأت المرحلة الاخيرة، والتى نعيشها حتى الان، بفيلمى "عنتر شايل سيفه لأحمد السبعاوي عام 1983 و"المتسول" الذي عرض عام 1983 ، و"عصافير النيل" لمجدي محمد علي التى قدم عام 2010 "، وفي هذه المرحلة تجاهلت السينما تدريجيا الاهتمام بالفلاح. فلاح عام 2023 يختلف تمام عن كل المراحل التي قدم فيها الفلاح المصري عبر الأزمنة السابقة، ونحتاج كاتب سينمائي يرصد لنا شكل ومضمون وحياة الفلاح المصري حاليا في فيلم سينمائي، فمؤكد أن فلاح ما قبل عصر السوشيال ميديا " حماده " وما بعد تلك المرحلة " حماده تاني خالص " .     يمكنكم متابعة أخبار مصر و العالم من موقع كلمتك عبر جوجل نيوز

مشاركة :