أفاد ذوو طلبة بأنهم اشتركوا في تطبيقات الدروس الخصوصية، ومواقعها التي انتشرت أخيراً عبر الشبكة العنكبوتية ومنصات وسائل التواصل الاجتماعي، سواء داخل الدولة أو خارجها، لأسباب عدة، أبرزها تدني المقابل المالي الذي يطلبه القائمون عليها، إذ لا يزيد سعر الساعة فيها على 20 درهماً. وأكد خبير تربوي أن «الاعتماد على المواقع والتطبيقات الذكية في شرح المنهاج للطلبة، كدرس خصوصي، له كثير من الأضرار»، مطالباً الآباء ببناء علاقة إيجابية مع المدرسة، قائمة على التواصل، مؤكداً استعداد المدارس لشرح ما يستعصي فهمه على الطلاب. وتفصيلاً، رصدت «الإمارات اليوم» إعلانات دروس خصوصية للطلبة عبر تطبيقات ومواقع خاصة، تدرس الطلبة من خارج الدولة، ويؤكد أصحابها قدرتهم على مساعدة الطلبة على التفوق عبر تدريس المواد الدراسية باحترافية كبيرة. وتواصلت الصحيفة مع عدد من الأهالي للتعرف إلى الأسباب التي تدفعهم للبحث عن التطبيقات، فأكدوا أن المدرسين الخصوصيين يطلبون أرقاماً مبالغاً فيها مقابل ساعة التدريس الواحدة. وأفادت هناء أحمد، والدة طالبة في الصف التاسع: «كنت أبحث في إعلانات الصحف والمواقع عن معلمة لا تغالي في سعر الساعة، حتى أتفق معها على حصص ودروس محددة تحتاج إليها ابنتي، لكنني وجدت تطبيقاً للدروس الخصوصية في دولة عربية، واتصلت بإدارة التطبيق لمعرفة المزيد عنه». وأكدت أنها استغربت بشدة حين وجدت أن سعر الحصة الواحدة لا يزيد على 20 درهماً. وأضافت: «لا أهتم بالسؤال عن خبرة المدرسين الذين يعتمد عليهم التطبيق لتدريس الطلبة، فالمهم في النهاية أن يوضح المعلم لابنتي الدروس التي تحتاج إلى فهمها، كما أنني لا أهتم ببيانات المعلم، فهو لن يكون موظفاً عندي، لكنه يؤدي مهمة محددة مقابل مبلغ محدد». وقال عبدالهادي خليل، والد طالب، إنه يرفض فكرة التواصل مع المعلمين الذين يعلنون على صفحات منصات التواصل الاجتماعي، لتدريس ابنه الطالب في الصف الـ12، ولكنه يأمن للتعامل مع التطبيقات الذكية التي تقدم خدمة الدروس الخصوصية (عن بُعد)، سواء من داخل الدولة أو خارجها. وعزا ذلك إلى أن التطبيق أكثر أماناً «لأن الطالب يدرس (عن بُعد) وهو في المنزل، ولا يدخل بيته معلم غريب. كما أنه أكثر موثوقية، لأن القائمين عليه أنشأوه للربح، وإذا حققوا سمعة طيبة فسوف تنتعش أرباحهم. وتحقيق هذه السمعة لا يكون إلا باستقطاب كفاءات تدريسية كبيرة لتقديم خدمة شرح المواد الدراسية للطلبة». وتابع أنه ليس على يقين من أن الشخص الذي نشر لنفسه إعلاناً في صحيفة، أو على موقع إلكتروني، متخصص في التدريس. لكن المواقع المتخصصة والتطبيقات تُعنى جيداً بالمؤهل العلمي للعاملين فيها، خصوصاً إذا كان المعلم سيدرس طلبة في المرحلة الثانوية. وقال محمد عيد، والد طالبتين: «ابنتاي في الصفين الخامس والسابع، وتدرسان المنهاج البريطاني، وهو منهاج يصعب على أي من أفراد الأسرة فهمه وشرحه لهما، لذلك نستعين بمعلمين خصوصيين لزيادة الشرح والتوضيح، لأن وقت الحصة داخل المدرسة غير كافٍ للمرور بكل جزئية في الدرس». وتابع: «وجدت تطبيقاً ذكياً يقدّم شرحاً للطلبة في المناهج كلها، على أيدي معلمين متخصصين وأَكْفَاء، وهذا التطبيق يعمل عليه أصحابه من دولة عربية»، مشيراً إلى أن الرسوم المدفوعة لشرح منهج الفصل الدراسي الواحد يعادل 150 درهماً فقط. من جهة أخرى، طالبت الجهات الخاصة بالتعليم في الدولة ذوي الطلبة بمشاركة المدرسة في متابعة أبنائهم الطلبة، مؤكدة أن معلمي المدارس مستعدون لإعادة الشرح أكثر من مرة للطلبة الراغبين في فهم جزئيات معينة من المناهج، سواء أثناء الحصة أو أثناء الاستراحة التي تفصل بين الحصص. وأكد الخبير التربوي، خالد الحوسني، أن التعامل مع الدروس الخصوصية، سواء باللقاء المباشر أو عبر التطبيقات والمواقع، أمر غير تربوي ولا يخدم العملية التعليمية، وله كثير من المساوئ، أبرزها أنه يعلم الطالب الاتكالية وعدم الاعتماد على نفسه في محاولة فهم الدروس التي يتعلمها في المدرسة، ومن ثم لن تكون لديه دافعية للبحث عن المعلومة. كما أن دخول شخص البيت لشرح الدروس أمر غير جيد، لأنه يحتاج إلى وجود أحد الوالدين بشكل مستمر أثناء الحصص الخاصة، وهذا يعطل القيام بمصالح الأسرة، وكذلك فإن الاعتماد على الدروس عبر «الأونلاين» أو التطبيقات المتخصصة قد يعرض الطالب لتلقي معلومات غير صحيحة. خبير تربوي: «التطبيقات تعلم الطالب الاتكالية وعدم جدية البحث عن المعلومة». تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news Share طباعة فيسبوك تويتر لينكدين Pin Interest Whats App
مشاركة :