* (العشرات من المؤتمرات والندوات والملتقيات) تُنظَّم في ساحاتنا العلمية والفكرية والثقافية؛ لكن - للأسف الشديد - فقط تتعدَّد مسمياتها؛ أما صورتها فتقريباً واحدة: (فموضوعاتها متشابهة، هدفها في الغالب الحضور الإعلامي للجهة المنظمة، وتمجيد ذات مسؤولها الأول في جُلِّ المؤسسات الحكومية الخدمية، أيضاً هناك غياب التنسيق، فقد يُقام مؤتمران متشابهان في المدينة ذاتها، وفي الوقت نفسه). ****** * أيضا أغلب (تلك الفعاليات) تغيب فيها وعنها الفئات المستهدفة؛ فإذا كانت مثلاً تناقش قضايا الشباب؛ لا يُدْعَى لها ولا يُشارك فيها إلا الكهول، أما قائمة المدعوين فهي شبه مكررة، خاصة في جانب الإعلاميين؛ فالمجموعة نفسها تتنقل من مدينةٍ إلى أخرى، ومن مؤتمرٍ إلى آخر؛ فمسوّغات الدعوات محكومة بالعلاقات الشخصية والشللية!. ****** * تأتي (أيام المؤتمر أو الندوة أو الملتقى)؛ حيث بعد الافتتاح الرسمي تكون قاعات النقاش والعرض في العموم الغالب؛ خاوية على عروشها، إلا من بعض المنظمين، وقارئي أوراق العمل؛ أما بقية المدعوين، فعلى سررهم نائمون في الفنادق الفاخرة، أو يتسكّعون في الممرات، أو في زيارات خاصة، فالمسألة كما يقولون: (حج وبيع سبح)!. ****** * أما ختام (مثل تلك الفعاليات)؛ فتوصيات رنانة، ذات عبارات مسجوعة، تبدأ وتنتهي بشكر الجهة المنظمة، بعدها ينفض المولد، ويغادر المدعوون أنفسهم إلى مؤتمر ثان؛ أما التوصيات فتبقى حبراً على ورق، لأنها تسكن الدواليب والملفات وتأكلها (الأرضة)؛ والمحصلة ملايين أهدرت من المال العام أو من الشركات الراعية على (لا شيء)!. ****** * فهذه دعوة للجهات المسؤولة عن تنظيم (مؤتمراتنا وندواتنا وملتقياتنا) والمؤسسات كافة؛ لوضع المزيد من الأنظمة والضوابط التي تخرجها من دائرة تلك السلبيات، كما أرجو مطالبة المنظمين لها بآلية واضحة لتفعيل (توصياتها) بما يخدم تنمية الوطن والمواطن في شتى المجالات، وسلامتكم.
مشاركة :