تضامن قادة وزعماء العالم مع المغرب، بعد الزلزال العنيف الذي ضربها مساء أمس الأول، وتسبب فيما يقارب من 1000 قتيل ومثلهم من الجرحى، ودمر العديد من المباني، ودفع سكان المدن الكبرى للفرار من منازلهم وهم في حالة من الذعر. وعاشت عدد من مدن المغرب قصصا مأسوية تدمي القلوب، وانتشرت مقاطع فيديو وصور مأساوية في أعقاب الزلزال، الذي وصف بأنه الأقوى في البلاد منذ نحو قرن، ومن بينها رجل يبكي بحرقة وهو يبحث أعن أطفاله وسط حطام المنزل في مدينة مراكش. وأثار الزلزال المدمر الرعب بين المواطنين في المناطق التي ضربها، حيث أصر كثيرون منهم على البقاء في الشوارع، خوفا من الهزات الارتدادية، التي حذرت منها السلطات، فيما لا يزال آخرون ينتظرون وصول المساعدات، أو يبحثون عن أحبائهم. حالة ذعر ونقلت وكالة الأنباء المغربية الرسمية أمس عن المسؤول بالمعهد الوطني للجيوفيزياء ناصر جابور، قوله «إنها المرة الأولى منذ قرن التي يسجل فيها المركز هزة أرضية عنيفة بهذا الشكل في المغرب». وأعلنت وزارة الداخلية المغربية، في أحدث بياناتها أمس، أن حصيلة ضحايا الزلزال وصلت إلى 820 وفاة و672 إصابة، من بينها 205 إصابات خطيرة، وسط توقعات بأن يكون الرقم تزايد بشكل كبير. وشعر سكان مراكش والرباط والدار البيضاء وأغادير والصويرة بالزلزال الذي أثار حالة من الذعر، وإثر الهزة القوية، بدأت حملات رسمية تدعو للتبرع بالدم، حيث ناشد المركز الجهوي لتحاقن الدم بمراكش، «جميع المواطنين إلى التوجه إلى المستشفيات القريبة من أجل التبرع بالدم»، وألغى مهرجان تميتار للموسيقى في مدينة أغادير تبقى من فعالياته بعد الزلزال المدمر. ذهول الصغار وقال مواطن من سكان مراكش لوكالة «فرانس برس» «شعرنا بهزة عنيفة جدا وأدركت أنه زلزال، رأيت مبان تتحرك ثم خرجت ورأيت أشخاصا كثيرين في الخارج، كان الناس جميعا في حال صدمة وذعر، الأطفال يبكون والأهل في ذهول». كوارث متتالية وعاشت المغرب كوارت متعددة مع الزلازل، كان أقوها في فبراير من عام 1960، حين ضرب زلزال مدينة أكادير، وأسفر عن مقتل أكثر من 12 ألف شخص، وبحسب فرانس برس، كان هذا العدد يمثل نحو ثلث سكان المدينة آنذاك. وشهد في 24 فبراير 2004، زلزالا قويا ضرب محافظة الحسيمة شمال شرقي الرباط، وتسبب في مقتل 628 شخصا، قبل كارثة 8 سبتمبر 2023 التي ضربت البلاد التي يتوقع أن يقارب ضحاياها من 1500 شخص. وبحسب هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية، فإن منطقة البحر المتوسط تنشط زلزاليا بسبب التقارب الشمالي بين الصفيحة الأفريقية مع الأوراسية، الذي بدأ منذ حوالي 50 مليون سنة، وارتبط بإغلاق بحر «تيثس» الموجود في حقب الحياة القديمة. الصفيحة الأفريقية وترتبط معظم الزلازل في المغرب بالحركة على حدود الصفائح التكتونية الأفريقية الأوراسية، وهو الصدع التحويلي بين جزر الأزور وجبل طارق، وهي منطقة قريبة من شمال المملكة الواقعة في شمال أفريقيا. وفي العقود الأخيرة، أظهرت العديد من الدراسات أن «الصفيحة الأفريقية تقترب من نظيرتها الأوراسية بمعدل ثابت، يبلغ حوالي 8 ملم لكل سنة، على خط طول تونس، وتنخفض إلى 4 ملم لكل سنة بالقرب من مضيق جبل طارق باتجاه الغرب والشمال الغربي»، وفقا لدراسة مغربية. وخلصت دراسة أعدها المعهد العلمي بجامعة محمد الخامس في الرباط، إلى أن المغرب «غير محصن ضد الزلازل» التي تتسبب في وقوع إصابات وأضرار في الممتلكات، قياسا بالبيانات التاريخية للنشاط الزلزالي للبلاد. تسخير الإمكانات وأشارت وزارة الداخلية إلى أن السلطات «سخرت كل الوسائل والإمكانات من أجل التدخل وتقديم المساعدة وتقييم الأضرار». وحدد مركز الزلزال في إقليم الحوز جنوب غرب مدينة مراكش، في حين قال المعهد الوطني للجيوفيزياء بالمغرب «إن الزلزال وقع في منطقة إيغيل بجبال الأطلس الكبير بقوة 7.2 درجة. وقدرت هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية قوة الزلزال بنحو 6.8 درجات، وقالت «إنه وقع على عمق 18.5 كلم وتقع منطقة إيغيل الجبلية التي تضم قرى زراعية صغيرة على بعد حوالي 70 كلم جنوب غربي مراكش. انهيار المباني وقال سكان في مراكش، أقرب المدن الكبرى لمركز الزلزال، «إن بعض المباني انهارت في المدينة القديمة المدرجة على قائمة منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو)، وعرض التلفزيون المحلي صورا لسقوط مئذنة مسجد وتناثر الأنقاض على سيارات مهشمة. وقال منتصر إتري، أحد سكان قرية أسنى الجبلية القريبة من مركز الزلزال، «إن معظم المنازل هناك تضررت». وأضاف «جيراننا تحت الأنقاض، ويعمل الأهالي جاهدين على إنقاذهم باستخدام الوسائل المتاحة في القرية». وإلى الغرب بالقرب من تارودانت، قال المدرس حميد أفكار، «إنه فر من منزله، وإن هزات ارتدادية أعقبت الزلزال». قالوا عن الزلزال: «نعرب عن صادق مواساتنا لحكومة وشعب المملكة المغربية الشقيقة، جراء سلسلة الزلازل التي ضربت البلاد، وأدت إلى وفاة وإصابة عدد من الأشخاص». الخارجية السعودية «لقد تألمنا لهذا الحادث، ونقف إلى جانب إخواننا في المغرب الشقيق ونتضامن معهم في هذه الأوقات الصعبة. حفظ الله المغرب من كل شر». الشيخ محمد بن زايد رئيس الإمارات «تؤكد تضامنها مع المملكة المغربية، حكومة وشعبا، في مواجهة الآثار المدمرة لهذا الحادث المروع والمصاب الأليم، ومواساتها لأسر الضحايا من أبناء شعب المملكة». الخارجية المصرية «نحن متأثرون جميعا بعد الزلزال الرهيب في المغرب. فرنسا مستعدة للمساعدة في عمليات الإنقاذ». إيمانويل ماكرون الرئيس الفرنسي «أعبر عن خالص التعازي والمواساة للشعب المغربي وأشعر بالتعاطف مع ذوي ضحايا الزلزال». بيدرو سانشيز رئيس الوزراء الإسباني «الأنباء الصادرة من المغرب مروعة، وفي هذه المرحلة الصعبة نتعاطف مع ضحايا هذا الزلزال المدمر، وكل الأشخاص الذين طالتهم هذه الكارثة الطبيعية». أولاف شولتس المستشار الألماني «حزين جدا لفقدان أرواح نتيجة الزلزال في المغرب، في هذه الساعة المأسوية، أفكاري مع شعب المغرب. تعازينا لمن فقدوا أحباءهم». ناريندرا مودي رئيس الوزراء الهندي «روسيا تشارك الشعب المغربي الصديق حزنه وحداده، نقدم التعازي الخالصة على التداعيات المأسوية للزلزال المدمر». فلاديمير بوتين الرئيس الروسي المغرب والزلازل: 820 قتيلا حتى ظهر أمس 627 مصابا حتى ظهر أمس 628 قتيلا في زلزال 2004 12000 في زلزال قتيال
مشاركة :